الأولمبياد.. رقم قياسي وحيد صامد 56 عاما
بدأت منافسات رياضة الوثب الطويل، في أولمبياد باريس 2024، عبر مرحلة التصفيات، الأحد، التي أهّلت 12 رياضيًا إلى المرحلة النهائية، المقررة الثلاثاء، وفي كواليس هذه الرياضة ما يمكن وصفه بالتحدي الأصعب، لأن الرقم القياسي فيها هو الأقدم في تاريخ منافسات ألعاب القوى، على الصعيد الأولمبي.
وشهدت النسخ الأولمبية الأخيرة تحطيم الكثير من الأرقام القياسية في دائرة ألعاب القوى، كان آخرها رقم سباق 10000 متر قبل يومين، وأرقام رمي الجلة والعشاري وسباقيْ 1500 متر و400 متر موانع في طوكيو 2020، وثلاثة أرقام أخرى في ريو 2016 من ضمنها الوثب بالزانة، لكن رياضة الوثب الطويل لم تعرف سوى رقم قياسي وحيد منذ المكسيك 1968، أي قبل نحو 56 عامًا، دون أن ينجح أي رياضي بتحطيم الرقم في 13 نسخة متتالية منذ ذلك الحين.
وبالعودة إلى هذا الحدث، دخل الأمريكي بوب بيمون منافسات الوثب الطويل في المكسيك وهو المرشح الأول، فهو سجل قبل الأولمبياد الرقم القياسي العالمي في إحدى البطولات، وبوثبة قدرها ثمانية أمتار و39 سنتيمترًا، ولو أن الرقم لم يسجل في قائمة الأرقام القياسية، كونه جاء بمساعدة من الرياح في تلك البطولة. وكان بيمون على مشارف الإقصاء من مرحلة التصفيات في المكسيك، إذ باءت محاولتيْه الأولى والثانية بالفشل، قبل أن يسجل وثبة ثالثة جيدة منحته التأهل إلى المرحلة النهائية، ليقرر بيمون بعدها كتابة التاريخ.
وبعد وثبة واحدة فقط في المرحلة النهائية، أدرك جميع المنافسين أن الصراع قد انتهى، إذ سجل بيمون ثمانية أمتار و90 سنتيمترًا في وثبته الأولى، محطمًا الرقم القياسي السابق بفارق 55 سنتيمترًا، ليتقدم نحوه الويلزي لين ديفيز، الفائز بذهبية نسخة 1964، ويقول له: «لقد أنهيت وحطمت هذا الحدث».
ولم ينجح أي رياضي بتهديد رقم بيمون بعد ذلك، إذ كان الأمريكي كارل لويس أكثر من اقترب من الرقم القياسي، بتسجيله ثمانية أمتار و72 سنتيمترًا في نسخة 1988، أي بفارق 18 سنتيمترًا عن رقم بيمون، وهو ما يُعد فارقًا كبيرًا في هذه الرياضة، فيما كان رقم دوايت فيليب، الأمريكي الآخر، الأقرب لرقم بيمون في نسخ الألفية الجديدة، عندما سجل ثمانية أمتار و59 سنتيمترًا في نسخة 2004، بفارق 21 سنتيمترًا عن وثبة بيمون التاريخية.
الجدير بالذكر أن رقم بيمون لا يُعدّ الأفضل في تاريخ الوثب الطويل، إذ نجح الأمريكي مايك باول بتسجيل ثمانية أمتار و95 سنتيمترًا، لكن ذلك كان في بطولة العالم لألعاب القوى في طوكيو 1991، إلا أن باول لم يهدد بيمون في الأولمبياد، ورقمه الأفضل أولمبيًا لم يتجاوز الثمانية أمتار و64 سنتيمترًا.