خلال الإحماء لأداء إحدى الحركات، لم تتمكن الأمريكية سونيسا لي، لاعبة جمباز السيدات في أولمبياد باريس، من الإمساك بالعارضة وارتطمت بالأرض بقوة، ما أدهش الجمهور المكتظ، الخميس داخل ملعب بيرسي أرينا في العاصمة الفرنسية، لمتابعة نهائي كل الأجهزة.
لكن ذلك لم يكن سوى عثرة بسيطة مقارنةً بالمعارك التي خاضتها بطلة طوكيو 2020 قبل ثلاثة أعوام، وجعلتها تشكّك في نفسها وقدرتها على مجرد العودة إلى المنافسات، ناهيك عن الصعود مجددًا إلى منصة التتويج الأولمبية.
والعام الماضي، شُخِّصت إصابة الأمريكية، صاحبة الـ 21 عامًا، بمرضين خطيرين في الكلى، وأخبرها الأطباء أنها ربما لا تتمكن من اللعب مرة أخرى.
على إثر ذلك، اضطرت إلى الراحة عدّة أسابيع في السرير، وابتعدت خمسة أشهر عن الجمباز، وعانت من الأعراض الجانبية للأدوية التي كانت تستخدمها لعلاج حالتها.
وقالت لي للصحافيين في باريس بعد حصولها على الميدالية البرونزية في نهائي كل الأجهزة: «قبل ستة أشهر بالضبط، لم أفكر حتى في أنني سأتنافس هنا اليوم».
وتعاملت البطلة، أيضًا، مع بعض الكراهية بعد فوزها بذهبية كل الأجهزة في أولمبياد طوكيو، وهي المنافسة التي انسحبت منها مواطنتُها سيمون بايلز بعد معاناتها من أزمة صحية ونفسية.
وقالت لي إنها شكّكت في نفسها بسبب ذلك.
وأضافت في مقابلةٍ مع شبكة «إي إس بي إن» أوائل 2022: «هناك الكثير من الشك، يقولون لم يكن يجب أن تفوز في الأولمبياد وأشياءً من هذا القبيل، أثّر ذلك على روحي».
لكنها أبعدت كل تلك الطاقة السلبية، وعلى الرغم من بدايتها المتواضعة على حصان الوثب، الخميس، عادت بقوة لتحصد ميداليتها الأولمبية الخامسة.
وصرّحت بعدها: «الآن أنا فقط فخورة بما حققته وأفعله، لأن أحدًا لم يثق في قدراتي، الأمر يتعلق بعدم الاستسلام».
وكان الأداء المذهل، الذي قدمته الأمريكية في الحركات الأرضية، كافيًا ليجعلها تتجاوز الإيطالية أليتشي داماتو بفارق 0.132 نقطة فقط، لتتنفس الصعداء بعد التأكد من ضمان ميدالية وتبدأ في تشجيع بايلز التي فازت بالذهبية على حساب البرازيلية ريبيكا أندرادي.
وضمن المنتخب الأمريكي، تقلّدت لي وبايلز وثلاثٌ أخريات ذهب منافسات فِرَق جمباز السيدات، الثلاثاء الماضي، على الملعب ذاته.