أزمة الأجور تستمر.. برشلونة وصيف آخر من الارتباك
يمر موسم الانتقالات الصيفية لنادي برشلونة الإسباني بفترة مليئة بعدم اليقين للعام الثاني تواليًا، ومع لاعب يعيش التجربة نفسها وهو إنيجو مارتينيز، الذي يواجه خيارات صعبة.
شبكة The Athletic أوضحت في تقريرها الخميس أن حالة قلب الدفاع الإسباني تسلط الضوء على الوضع المضطرب الذي يعيشه برشلونة راهنًا، في الوقت الذي فيه يبدي قدرته على إنفاق مبالغ كبيرة على لاعبين مثل نيكو ويليامز أو داني أولمو.
مارتينيز «33 عامًا» انضم إلى برشلونة مجانًا في يوليو الماضي من أتلتيك بلباو الإسباني وبعقد لمدة عامين، لكنه لم يتمكن من اللعب إلا متأخرًا، بعد أن رفضت رابطة الدوري تسجيله بسبب تجاوز النادي الحد الأقصى للأجور، والذي يتم احتسابه وفقًا لإيرادات كل نادٍ.
برشلونة حاول إقناع اللاعب بتخفيض راتبه لكي يتم تسجيله لكنه رفض، فانتظر حتى تم تحرير بعض المساحة في لائحة الأجور، بإعارة أنسو فاتي إلى برايتون الإنجليزي وإريك جارسيا إلى جيرونا الإسباني، ليتم قيده رسميًا لكن لموسم واحد فقط.
ومع اقتراب انطلاق الموسم الجديد، تطفو المشكلة مرة أخرى على السطح، فبرشلونة لديه فجوة بفاتورة أجوره تصل إلى 100 مليون يورو في حسابات 2023-2024، مما يعني أن رابطة الدوري لن تسمح له بالتعاقد مع أي لاعبين جدد، كما يبدو الوضع حاليًا، ناهيك عن تسجيل الحاليين مثل مارتينيز أو المهاجم البرازيلي فيتور روكي، وهذا ما يجعل النادي منفتحًا على بيع بعض اللاعبين، لكنه خيار مرفوض لأسماء مثل الأمين جمال وبيدري وباو كوبارسي.
هذه الوضعية، وكما تقول شبكة The Athletic، تعيد مارتنيز مرة أخرى إلى دائرة عدم اليقين، لكن اللاعب، ووفقًا لمصادر مقربة منه، يشعر بالسعادة في برشلونة، ويثق أن مشكلته ستحل مثل الموسم الماضي. في الوقت نفسه مصادر أخرى في النادي أوضحت أن هناك شعورًا بالتعاطف معه في هذا الموقف المؤسف، خاصة لمساهماته القيمة في الفريق وسلوكه الاحترافي داخل غرفة الملابس.
وما يفاقم حالة مارتينيز هو التخمة التي يشهدها مركز قلب الدفاع في برشلونة حاليًا، فهناك الأوروجوياني رونالد أراوخو، والفرنسي جول كوندي، والدنماركي أندرياس كريستنسن، وكوبارسي. كما عاد كليمنت لينجليت والإسباني إريك جارسيا من الإعارة في أستون فيلا الإنجليزي وجيرونا، إضافة إلى وجود السنغالي الدولي ميكا فاي «20 عامًا»، والذي لعب مع الفريق الرديف الموسم الماضي، وجميعهم مسجلون للموسم المقبل.
برشلونة من جانبه يسعى لإقناع الفرنسي لينجليت بخفض راتبه، الذي يقال أنه يبلغ 16 مليونًا سنويًا، فيما ينظر إلى اهتمام بورتو البرتغالي بفاي. وقبل ذلك كان يفكر في بيع أراوخو، إلا أن إصابته في كوبا أمريكا وغيابه لأشهر أحبط الفكرة.
حاليًا يمكن اعتبار كوبارسي وكوندي وكريستنسن الخيار الأول في مركز قلب الدفاع، على الرغم من أن المدرب الجديد الألماني هانسي فليك قد يستخدم كوندي بشكل أساسي في مركز الظهير الأيمن، كما فعل سلفه تشافي هيرنانديز.
أما بالنسبة لجارسيا، فقد يفضل برشلونة الاحتفاظ به بدلًا من مارتينيز، إذ استفاد اللاعب «23 عامًا» من فترة إعارته لجيرونا، بجانب تقاضيه أجرًا أقل من لاعب أتلتيك السابق، ويمكنه أيضًا اللعب في مركز الظهير الأيمن وفي خط الوسط الدفاعي. خيار آخر قد ينظر فيه، وهو السماح لمارتينيز بالرحيل، إذا ما أراد تسجيل لاعبين جدد، أو حتى الحاليين غير المقيدين، كما هو الحال مع روكي.
مع ذلك، فإن وضع مارتينيز يتناقض تمامًا مع الأجواء التفاؤلية التي تسود النادي بشأن التعاقدات الجديدة، إذ قال الرئيس جوان لابورتا في يوليو، إن برشلونة يمكنه تحمل كلفة التوقيع مع نجوم مثل إنياكي ويليام، الذي يبلغ الشرط الجزائي في عقده مع أتلتيك بلباو 58 مليون يورو، وداني أولمو الذي ربما يصل سعره إلى 60 مليونًا. ووفقًا لمصادر في غرفة الملابس، فقد أثار هذا الأمر، انزعاج بعض اللاعبين من مطالبتهم التحلي بالصبر، وتقديم تضحيات اقتصادية.
بالنسبة للمدرب فليك فهو سعيد بأداء مارتينيز وقد يحتاجه نظرًا للموسم الطويل الذي يخوضه برشلونة، لكن هذا لن يبدد ـ في الوقت الحالي ـ حالة عدم اليقين التي عاشها اللاعب مثل هذا الوقت من العام الماضي.