المغرب ومصر.. البطل والوصيف يسيران بثبات نحو «الأربعة»
برهن المنتخب المصري الأولمبي لكرة القدم، بطل إفريقيا، ووصيفه المغربي على قوتهما في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، وباتا على أعتاب دور الأربعة، في سعيهما إلى تحقيق اللقب الثالث لإفريقيا بعد نيجيريا 1996 والكاميرون 2000.
وتصدر المنتخبان مجموعتيهما أمام أفضل المدارس الكروية في العالم، المغرب على حساب الأرجنتين، حاملة اللقب الأولمبي مرتين «2008 و2012»، بعدما تغلب عليها 2ـ1 في الجولة الأولى للمجموعة الثانية، ومصر أمام إسبانيا، بطلة نسخة 1992، بعدما تغلبت عليها 2ـ1 في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة.
ومكَّنت الصدارة الممثلين الوحيدين للعرب في الأدوار الإقصائية بعد خروج منتخب «أسود الرافدين» العراقي بثلاثية نظيفة على يد «أسود الأطلس» من مواجهة منتخبين في المتناول نسبيًّا في الدور ربع النهائي الجمعة، بالنظر إلى عرضهما الرائع حتى الآن، الولايات المتحدة ثانية المجموعة الأولى، والباراجواي ثانية الرابعة.
وفي حال واصل المنتخبان مشوارهما بنجاح فسيضربان موعدًا في المباراة النهائية، لأن المغرب سيلتقي في دور الأربعة مع الفائز من مواجهة إسبانيا واليابان، فيما ستواجه مصر الفائز بين الأرجنتين وفرنسا.
وقدَّم المنتخب المغربي عروضًا مميزة في مبارياته الثلاث، على الرغم من خسارته أمام أوكرانيا 1ـ2 في الجولة الثانية، وذلك بفضل صفوفه الزاخرة بالنجوم في مختلف الخطوط في مقدمتها سفيان رحيمي، جناح العين الإماراتي المتوّج هدافًا لمسابقة دوري أبطال آسيا والفائز بلقبها العام الجاري والذي يتصدر لائحة الهدافين برصيد 4 أهداف.
يملك المغرب لاعبين موهوبين أمثال بلال الخنوس وأسامة العزوزي وأمير ريتشاردسون، لاعبي الوسط، والأجنحة عبد الصمد الزلزولي وإلياس أخوماش وإلياس بن الصغير.
وفكَّ المغرب نحس دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في الألعاب الأولمبية، وإن كان فعلها مرّة واحدة فقط سابقًا وتحديدًا في المشاركة الثانية في ميونيخ عام 1972 عندما حلَّ في المركز الثاني «للمجموعة الأولى»، لكنه خاض دور مجموعات آخر في الدور الثاني وأنهاه في المركز الأخير بعد ثلاث هزائم «المجموعة الثانية».
بلغت مصر ربع النهائي للمرة السادسة في مشاركتها الـ 13 بعد عام 1924 عندما خسرت أمام السويد 0ـ5، و1928 عندما حلَّت رابعة بخسارتها أمام الأرجنتين 0ـ6، و1964 عندما شاركت وقتها تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة وحلَّت رابعة أيضًا بخسارتها أمام المجر 0ـ6 أيضًا، و2012 «ودعت على يد اليابان 0ـ3» و2020 «خسرت أمام البرازيل 0ـ1».
يحلم الفراعنة بتحقيق ميدالية أولمبية أولى، حيث لم يسبق للألعاب الجماعية المصرية تحقيق أي ميدالية في دورات الألعاب الأولمبية من قبل.
وتعوّل مصر على خبرة مدربها البرازيلي روجيريو ميكالي، الذي قاد منتخب بلاده إلى الذهبية التاريخية في ريو دي جانيرو عام 2016، وكانت الأولى لأعرق المنتخبات العالمية وأكثرها تتويجًا في المونديال، في تاريخ مشاركاتها الأولمبية قبل أن تفعلها في النسخة الأخيرة في طوكيو قبل ثلاثة أعوام بقيادة مدربها أندريه جاردين.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة والأزمات المتلاحقة التي تراوحت من القائمة واختيار اللاعبين فوق السن ورفض بعض الأندية السماح للاعبيها بالانضمام إلى المنتخب وضعف الإعداد قبل المشاركة، نجح ميكالي في التخطيط لمشوار دون أخطاء للفراعنة تزكية لتصريحه قبل السفر إلى باريس «لديّ الآن 22 محاربًا سيقاتلون من أجل تحقيق حلم ميدالية أولمبية للمرة الأولى».