لماذا يريد إيدرسون الرحيل.. رسالة تكشف النيات.. والاتحاد يترقب
يسود استغرابٌ كبيرٌ حاليًّا من احتمالية مغادرة البرازيلي إيدرسون فريقَ مانشستر سيتي الإنجليزي الصيف الجاري، وهناك مَن يسأل: لماذا الإقدام على هذه الخطوة؟ ثم لماذا يسمح سيتي لحارسه الأول بلا منازعٍ بالرحيل بغض النظر عن كيفية أداء الألماني ستيفان أورتيجا في الأسابيع الأخيرة من الموسم؟ خاصةً أن بيب جوارديولا دائمًا ما كان يؤكد أن إيدرسون هو الرجل الأول.
في المقابل، لماذا يريد إيدرسون نفسه الرحيل إلى الحد الذي لا يكون فيه انتقائيًّا بشكلٍ خاصٍّ بشأن النادي الذي سينتهي به المطاف في دوري روشن السعودي؟
شبكة The Athletic في تقريرها، الخميس، نقلت عن جوارديولا حديثه، الثلاثاء، حول وضعية إيدرسون: «لست أدري. ربما عليه أن ينظر إلى خياراتٍ أخرى. بالطبع أتمنى أن يبقى معنا، لكن الأمر يعتمد على الأندية. حقًّا لا أدري الوضع حاليًّا، لأننا لم نكن على اتصالٍ في الأيام الأخيرة. سنرى ما سيحدث معه».
الإجابة الأكثر وضوحًا حول لماذا يريد إيدرسون الرحيل، هي الإغراء المالي، إذ سيستفيد، بالطبع، بشكلٍ كبيرٍ من هذا الانتقال.
في البداية، كان النصر السعودي الطرف الأكثر ترجيحًا لضم إيدرسون، لكنْ عندما تلاشى هذا الخيار بعد أن طلب سيتي 50 مليون جنيه إسترليني - بالطبع لن يدعوه يرحل بسهولةٍ- أصبح الطريق ممهدًا أمام الاتحاد للدخول على الخط، وعليهم الآن التفاوض مع ناديه.
تقول The Athletic: «قد تتساءل لماذا سيتي، بما أنه كان يائسًا للغاية من الاحتفاظ به، لم يطلب ضعف هذه الرسوم. المشكلة هنا، هي أن إيدرسون يريد الرحيل، وسيتي يدرك ذلك، لكنه لا يريد حدوث الأمر، وفي الوقت نفسه لا يريد أن يكون الثمن زهيدًا، لنقل بأقل من 30 مليونًا».
إيدرسون، كان لديه عرضٌ من السعودية الموسم الماضي، لكنه لم يستمع إليه، وكان جاهزًا لتوقيع عقد جديدٍ مع سيتي في مارس الماضي، لكنْ بحلول نهاية الموسم، كانت هناك أحاديث من بعض اللاعبين البرازيليين في السعودية حول وصول وشيكٍ لمواطنهم.
وعندما وقَّع أورتيجا على عقدٍ جديدٍ، كان يعي الأوضاع التي تحيط بإيدرسون، وأن هناك احتمالًا لرحيله. هو يؤمن بأن مغادرته ستمنحه دفعةً قويةً لأن يصبح الحارس الأول. وبينما تقدَّمت المحادثات مع أورتيجا، الذي كان يتوقَّع أن يغادر هو نفسه، يبحث سيتي عن حارسٍ محتملٍ للمركز الثاني.
وبخلاف العرض المالي الضخم هناك أمرٌ آخر، تغيَّر في الأسابيع الأخيرة من الموسم الماضي. إيدرسون تأثر بالمديح الكثير الذي تلقاه أورتيجا لتصديه الرائع لفرصة الكوري الجنوبي سونج هيونج مين، مهاجم توتنهام، في المباراة قبل الأخيرة. في تلك اللحظة كانت هناك أربع دقائق متبقيةٌ من المباراة، وكان دخول الهدف يعني حصول فريقه على نقطةٍ، وهو ما يعني أن لقب الدوري سيكون من نصيب أرسنال. جزءٌ كبيرٌ من الثناء الذي تلقاه أورتيجا، كان من الجمهور الذي عدَّ أن تلك الفرصة ما كان لإيدرسون أن يتصدى لها.
في تلك المباراة، أجبر إيدرسون على مغادرة الملعب مبكرًا بعد تلقيه ضربةً قويةً في الرأس أثناء تصديه لإحدى الهجمات. وفي الأيام التي تلت تلك المواجهة، وبينما كانت التفاعلات مستمرةً مع أورتيجا، نشر الحارس البرازيلي صورتين من مشاركته أمام توتنهام وكتب: «لا أحد يفهم إلا أنا.. أراكم قريبًا».
وبعد ذلك بيومين، وعندما سُئل جوارديولا عن أداء أورتيجا البطولي، حرص على الثناء عليه وعلى مساهماته، لكنه في الوقت نفسه أكد على أهمية إيدرسون. قال: «هل تعلمون لماذا فزنا بلقب دوري أبطال أوروبا؟ إنه إيدرسون. في مدريد كانت النتيجة 1ـ1. لقد تصدى بشكلٍ رائعٍ لرأسية كريم بنزيما. في المباراة النهائية كان لاعبًا مفتاحيًّا. كان مفتاح الفوز. لا يمكننا أن نحدد كم نبقى دونه. إنه أمرٌ مستحيلٌ».
بدا الأمر كما لو أن جوارديولا، يريد طمأنة إيدرسون على أهميته، لكن عندما شعر بعدم حصوله على التقدير اللازم، عبَّر عن ذلك بمنشوره في إنستجرام، وهو ما انعكس بعد شهرين على رغبته في الرحيل على الرغم من محاولات النادي أن يشرح له مدى أهميته الكبيرة بالنسبة إليه كمان كان دائمًا.
إيدرسون من جانبه، يفضِّل اللعب في أحد الأندية الأوروبية، لكن لا أحد منها قادرٌ على دفع رسوم انتقاله، التي يطلبها سيتي، وهو الأمر نفسه الذي قد يحدث مع نظيراتها السعودية، لكنها في الغالب قد تستجيب.
هذا الوضع، هو السبب الرئيس لعدم وضوح الرؤية بالنسبة إلى سيتي للموسم الجديد، وهو ما لا يتفق معه جوارديولا، الذي يصر على خلاف ذلك: «نحن متأكدون من أن هناك لاعبا، أو لاعبًا ونصف لاعبٍ، لكنْ الآخرون باقون».
اللاعب الآخر، الذي يشير إليه جوارديولا، هو المهاجم الأرجنتيني خوليان ألفاريز، الذي يريد بدوره الرحيل، لكنَّه قد يطلب فيه مبلغًا كبيرًا. اللاعب وعائلته يريدون أجواءً أكثر دفئًا، ويريد أيضًا مزيدًا من دقائق اللعب، لكنْ من الصعب تخيُّل حصول ذلك، لأنه لعب بطولتين مع الأرجنتين الصيف الجاري، هما كوبا أمريكا وأولمبياد باريس، ولم يحصل على عطلةٍ طويلةٍ منذ نحو ثلاثة أعوامٍ. ويتوقَّع أن يطلب سيتي 60 مليون جنيه إسترليني، إضافةً إلى 17 مليونًا متغيراتٍ إلا أن أتلتيكو مدريد، أحد أبرز الراغبين فيه، ليس مستعدًا لدفع هذه التكلفة.
وفي الأعوام الأخيرة، كان سيتي يرحِّب بمغادرة اللاعبين الذين يرغبون في ذلك. تلك السياسة ظهرت للنور عندما سمح برحيل المهاجم البرازيلي جابرييل جيسوس، والظهير الأوكراني أوليكسندر زينشينكو لأرسنال قبل انطلاق حملتهم في موسم 2022ـ2023، لكنْ الأمر يختلف في حال كان من الصعب تعويضهم في وقت قصير.
وفي الصيف الماضي، صعَّب النادي عملية مغادرة المدافع الإنجليزي كايل ووكر، والبرتغالي بيرناردو سيلفا، لاعب الوسط، ويتكرَّر الأمر نفسه الصيف الجاري مع إيدرسون وألفاريز، فعلى الرغم من عدم ممانعته رحيلهما إلا أنه يريد أن يتأكد أنه سيحصل على مقابلٍ مجزٍ.
وفي إمكان سيتي تعويض إيدرسون وألفاريز من خلال الخيارات المتاحة في سوق الانتقالات الصيفية، فمن الجدير ذكره، أن جوارديولا، قال الإثنين: «كثيرٌ من اللاعبين يرغبون في الانضمام إلينا، لكننا لم نصل لاتفاقاتٍ مع أنديتهم، لأنها تطلب مقابلًا كبيرًا. لدي قائمةٌ طويلةٌ بالأسماء». وهذا ما قد يوضح، لماذا ليس هناك كبير في صفقة البرازيلي برونو جيماريش، لاعب وسط نيوكاسل، أحد أهم أهدافه الصيفية.
المسألة الآن مسألة وقتٍ لمعرفة مصير إيدرسون، الحارس المهم الذي لا يشعر بالتقدير الكافي كما ينبغي.