بلال في بدايات شبابه، عمره 19 عامًا، ويعمل منظفًا في العمارة التي أسكن فيها. قصير وحجمه ضئيل، لون سماره الدهني يشير إلى أنه إما من بنجلاديش أو من الهند، ومع أنني أدرت معه العديد من الحوارات لكنني لم أسأله عن البلد التي جاء منها. نشيط وحيوي، أحببته لأن فيه خجل الأدب، وتعاطفت معه بصمت منذ حديثنا الأول عندما لاحظت ما يعانيه من صعوبة في النطق، لكنها لم تؤثر على مقدرته في التواصل مع الناس.
أحاول الاستعانة ببلال عندما أحتاجه وعندما لا أحتاجه، أتصل به عندما أوقف السيارة في مواقف العمارة: بلال تعال وساعدني في حمل الأكياس. أحيانًا أكون بحاجة لمساعدته فعلًا، وأحيانًا لتمرير ما أريد إعطاءه من مال. كان يرفض أخذ المال كل مرة، لكنني كنت أصر. كلها مبالغ صغيرة لكنها تجمع في آخر الشهر، خاصة مع المبالغ الأكبر عندما أستعين به في مساعدتي في تنظيف الشقة.
كنت أشعر ببلال، شاب صغير ترك دموع والدته خلفه، محرومًا من رؤية أخوته الصغار، يكبرون دون أن يسجل لنفسه شيئًا في دفاتر ذكرياتهم، سوى تلك الأيام المعدودة التي سيزورهم فيها كل عام أو عامين، وتلك المرات التي يسمعون أنه أرسل مالًا لوالدتهم. أحببت بلال لأنه قرَّر بمسؤولية وشجاعة أن يكافح من أجل عائلته، ليساعدهم في العيش حياة كريمة. كنت أراه دائمًا كبطل حقيقي، محبًا ومخلصًا لعائلته، ونموذجًا رائعًا لا تكتب عنه الصحافة، لأنها تهتم بأولئك الذين حققوا ثروات مليارية.
أبتسم لبلال كلما رأيته في مصعد العمارة حاملًا مكنسته وأدوات التنظيف، كان يخبرني بقصصه الصغيرة: اشتريت حذاءً رياضيًّا أصليًّا لأخي الصغير، يصعب هناك الحصول على حذاء أصلي. وفي إحدى المرات أخبرني أنه سعيد لأن عائلته أضافوا غرفة كبيرة لبيتهم من الأموال التي أرسلها، كان سعيدًا بالتأثير الذي يحدثه في عائلته، كان بطلًا كما ذكرت لكم.
في إحدى المرات التي أضحكني فيها بلال عندما جاء ليحمل معي الأكياس، حمل جميعها، وعندما أوقفته وطلبت منه أن يعطيني بعضها رفض، ثم أنزل الأكياس واقترب مني قائلًا: أنا قوي جدًّا.. ثم طلب مني أن أضع أصابعي لأتحسس حجم عضلات يده، كان شعوره الداخلي بالقوة أكبر عشرات مرات من حجمه الصغير، أحببت حينها براءة شعوره واعتقاده، ورحت أضحك كلما تذكرت ما قاله عن عضلاته الصغيرة.
قبل أيام وأنا أستعد للمغادرة النهائية من الشقة اتصلت ببلال، طلبت منه مساعدتي في التخلص من الأشياء التي لا أحتاجها، ومساعدتي في تنظيف الشقة لكي أغادرها وهي في أفضل حال، عندما انتهينا من العمل بحثت في محفظتي فلم أجد نقودًا ورقية، طلبت من بلال العودة غدًا لكي يأخذ أجرته، لكنه قال رافضًا: لا بأس.. لا أريد أجرة هذه المرة، كنت طيبًا معي، ثم أضاف: كما أنك كبير في السن «old man». عاد بلال وأخذ أجرته، لكنني ومنذ ذلك اليوم أفكر في ما قاله، وأحاول التكيف مع الرجل الكبير في السن!.
أحاول الاستعانة ببلال عندما أحتاجه وعندما لا أحتاجه، أتصل به عندما أوقف السيارة في مواقف العمارة: بلال تعال وساعدني في حمل الأكياس. أحيانًا أكون بحاجة لمساعدته فعلًا، وأحيانًا لتمرير ما أريد إعطاءه من مال. كان يرفض أخذ المال كل مرة، لكنني كنت أصر. كلها مبالغ صغيرة لكنها تجمع في آخر الشهر، خاصة مع المبالغ الأكبر عندما أستعين به في مساعدتي في تنظيف الشقة.
كنت أشعر ببلال، شاب صغير ترك دموع والدته خلفه، محرومًا من رؤية أخوته الصغار، يكبرون دون أن يسجل لنفسه شيئًا في دفاتر ذكرياتهم، سوى تلك الأيام المعدودة التي سيزورهم فيها كل عام أو عامين، وتلك المرات التي يسمعون أنه أرسل مالًا لوالدتهم. أحببت بلال لأنه قرَّر بمسؤولية وشجاعة أن يكافح من أجل عائلته، ليساعدهم في العيش حياة كريمة. كنت أراه دائمًا كبطل حقيقي، محبًا ومخلصًا لعائلته، ونموذجًا رائعًا لا تكتب عنه الصحافة، لأنها تهتم بأولئك الذين حققوا ثروات مليارية.
أبتسم لبلال كلما رأيته في مصعد العمارة حاملًا مكنسته وأدوات التنظيف، كان يخبرني بقصصه الصغيرة: اشتريت حذاءً رياضيًّا أصليًّا لأخي الصغير، يصعب هناك الحصول على حذاء أصلي. وفي إحدى المرات أخبرني أنه سعيد لأن عائلته أضافوا غرفة كبيرة لبيتهم من الأموال التي أرسلها، كان سعيدًا بالتأثير الذي يحدثه في عائلته، كان بطلًا كما ذكرت لكم.
في إحدى المرات التي أضحكني فيها بلال عندما جاء ليحمل معي الأكياس، حمل جميعها، وعندما أوقفته وطلبت منه أن يعطيني بعضها رفض، ثم أنزل الأكياس واقترب مني قائلًا: أنا قوي جدًّا.. ثم طلب مني أن أضع أصابعي لأتحسس حجم عضلات يده، كان شعوره الداخلي بالقوة أكبر عشرات مرات من حجمه الصغير، أحببت حينها براءة شعوره واعتقاده، ورحت أضحك كلما تذكرت ما قاله عن عضلاته الصغيرة.
قبل أيام وأنا أستعد للمغادرة النهائية من الشقة اتصلت ببلال، طلبت منه مساعدتي في التخلص من الأشياء التي لا أحتاجها، ومساعدتي في تنظيف الشقة لكي أغادرها وهي في أفضل حال، عندما انتهينا من العمل بحثت في محفظتي فلم أجد نقودًا ورقية، طلبت من بلال العودة غدًا لكي يأخذ أجرته، لكنه قال رافضًا: لا بأس.. لا أريد أجرة هذه المرة، كنت طيبًا معي، ثم أضاف: كما أنك كبير في السن «old man». عاد بلال وأخذ أجرته، لكنني ومنذ ذلك اليوم أفكر في ما قاله، وأحاول التكيف مع الرجل الكبير في السن!.