البيشي: أملنا بالفروسية والبطل تولو
عدَّاء سعودي، عُرف بسباقات السرعة في ألعاب القوى. عندما كان لاعبًا، تزعَّم بطولاتٍ دوليةً، وآسيويةً، وعربيةً، وحصل على الميدالية الذهبية في بطولة العالم عام 2000 في تشيلي، إضافةً إلى ذهبيتَي أسياد في «آسيا 2006». شارك في أولمبياد أثينا 2004 حيث خاض سباقات 400 متر، وحقق المركز الخامس في الدور نصف النهائي، وكان قد نافس قبلها في أولمبياد سيدني 2000 في سباق 400 متر، وسباق 4*400 متر تتابع.
قرَّر الاعتزال بعد المرحلة الأولمبية، واتَّجه إلى التدريب، وأسهم في إبراز عديدٍ من المواهب التي حققت ميدالياتٍ متنوعةً باسم الوطن.
حمدان البيشي في حواره مع «الرياضية» تحدَّث عن المشاركة السعودية في أولمبياد باريس 2024 قبل انطلاق المنافسات بـ 48 ساعةً، متوقعًا أن يحصد أخضر قفز الحواجز ميداليةً أولمبيةً، كذلك الحال مع محمد تولو في «دفع الجلة»، مشيرًا إلى أن صناعة بطلٍ أولمبي مشروعٌ ضخمٌ جدًّا، ويحتاج إلى الكثير حتى يتحقَّق.
01
ما توقُّعاتك للمشاركة السعودية في أولمبياد باريس 2024؟
عدد أفراد البعثة السعودية نوعًا ما جيدٌ، لاسيما أن النسبة الأكبر من المشاركين، تأهلوا بشكلٍ مباشرٍ من خلال النقاط والتصفيات، وهذا الهدف الأهم بناءً على حديثٍ سابقٍ للأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، إذ أشار إلى أن الهدف، هو التأهل دون الاعتماد على «Wild Card»، وهذا ما حصل بالنسبة للفروسية، وألعاب القوى، والتايكوندو.
02
هل تعدُّ المنافسة في هذا المحفل العالمي صعبةً؟
نعم، صعبةٌ جدًّا، لكنَّها ليست مستحيلةً. دورة الألعاب الأولمبية، تجمع أقوى اللاعبين على مستوى العـالم، والجميع منذ أكثر من عامٍ، يجمعون النقاط، ويستعدُّون للتصفيات، لذا ستكون المنافسة قويةً. ما يعجبني في البعثة السعودية، أن معدَّل أعمار المتأهلين فيها صغيرٌ، وهذا يعطي أملًا أكبر في الحضور بعددٍ أضخم في نسخة الأولمبياد المقبلة.
03
هل هناك أملٌ بالحصول البعثة السعودية على ميداليةٍ كما حدث في طوكيو 2022؟
الأمل موجودٌ، بعد توفيق الله. الظروف والتوفيق، تحدِّد العدد الذي ستحققه السعودية من الميداليات في الأولمبياد. على الورق ربما يكون منتخب قفز الحواجز في الفروسية قريبًا من ذلك، خاصَّةً أنه بطل العالم وآسيا، كما أننا نثق تمامًا ببقية اللاعبين المشاركين في أن يبذلوا كل ما في وسعهم من أجل رفع علم السعودية عاليًا في هذا المحفل.
04
أين تكمن الصعوبة في الحصول على ميداليةٍ، أو أكثر؟
كما قلت سابقًا، المنافسات الأولمبية صعبةٌ، لكنْ تحقيق ميدالياتٍ فيها، ليس أمرًا مستحيلًا. الصعوبة تكمن في أنك تنافس أبطال العالم من رجالٍ وسيداتٍ. كذلك هناك عددٌ كبيرٌ من المشاركين، تأهلوا للأولمبياد قبل وقتٍ مبكرٍ، في حين أن لاعبي البعثة السعودية، تأهلوا من شهرين، عليه يعدُّ التحضير نوعًا ما «قصيرًا» مقارنةً مع بقية اللاعبين.
05
هناك سؤالٌ تكرَّر كثيرًا، وهو كيف يمكننا صناعة بطلٍ أولمبي؟
هذا المشروع ضخمٌ جدًّا، ويحتاج إلى فرزٍ وصقلٍ للمواهب التي تناسب الألعاب الرياضية، ثم تفريغها، ووضع نظامٍ كاملٍ للتمارين والمشاركة في المنافسات، والأهم الاستمرارية، والانضباط، والالتزام الكامل. في بعض الأحيـان، يُصنَع البطل من تلقاء نفسه، إذ تكون لديه مهاراتٌ معينةٌ، ورغبةٌ بالنجاح، وهذا يُسهِّل من عملية اكتمال مشروع صناعة البطل الأولمبي.
06
في السعودية، هل لدينا هذا النوع من الأبطال؟
لدينا أبطالٌ كثرٌ، ومواهبُ متعددةٌ، لكنْ المشكلة تكمن في الاستمرار، وظروف الدراسة، ثم الظروف العملية، وهي عائقٌ لنا نحن صنَّاع الأبطال، بينما هي الطريق الصحيح لمستقبلهم. الكثيرون حققوا بطولاتٍ وميدالياتٍ في ظروفٍ صعبةٍ، وبعضهم منذ نعومة أظافرهم كانوا ولا يزالون أبطالًا.
07
ألا ترى أن الظروف أسهلُ اليوم لصناعة الأبطال؟
أتفق مع ذلك خاصَّةً مع الدعم الكبير الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة للقطاع الرياضي، والمبادرات الكبيرة التي تطرحها وتنفذها اللجنة الأولمبية «استراتيجية دعم الاتحادات»، ولا أنسى دورة الألعاب السعودية، التي تعدُّ موطنًا لاكتشاف المواهب، والدعم الهائل الذي تقدمه وزارة الرياضة للأندية عبر «استراتيجية دعم الأندية»، وكذلك حوكمتها.
08
بوصفك متخصِّصًا في «أم الألعاب»، كيف تجد مستوى محمد تولو المشارِك في الأولمبياد؟
البطل محمد تولو من اللاعبين المجتهدين والمتحمسين لتحقيق الألقاب والميداليات. جاء تأهله للمحفل الكبير بعد أن حقق الرقم التأهيلي بمسابقة «دفع الجلة» في لقاء مدريد الدولي، 21 يونيو، برميةٍ بلغت 21.80 م، محطمًا الرقمين السعودي والآسيوي، علمًا أن الرقم المؤهل لدورة الألعاب الأولمبية كان 21.50م.
09
هل تتوقَّع أن يحقق ميداليةً في باريس «2024»؟
هذا الأمر توفيقٌ من الله عز وجل، لكنْ تولو، بذل جهدًا كبيرًا، ويعمل بقوةٍ لتحقيق طموحات الوطن والرياضيين السعوديين، وأظن أن الرقم الذي سجله، يزيد من فرصه في الوصول إلى النهائي، بإذن الله، وفي النهاية الكل مرشَّحٌ للفوز بالميداليات.