حكاية أولمبياد.. سيدني عصر جديد.. ومجد سعودي
«أعلن نهاية الألعاب الأولمبية في سيدني، الأفضل في التاريخ».. هكذا تحدث خوان أنتونيو سامارانش، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، باختتام الدورة في الأول من أكتوبر عام 2000.
احتضنت أستراليا الألعاب للمرة الثانية بأقل من نصف قرن، وكانت الأولى في ملبورن عام 1956، لكن شتان بين المناسبتين، فمن تأجج الصراع بين الشرق والغرب، ونشوء المحاور والكتل والاعتداءات والاجتياحات، إلى بزوغ العولمة الكبيرة، إذ جمعت الدورة الأخيرة 10651 مشاركًا.
وبقيت الولايات المتحدة القوة العظمى، وبلغ رصيدها 37 ذهبية، تلتها روسيا «32»، ثم الصين «28».
وشهدت هذه الدورة الظهور الأول للسعودية على منصات تتويج الأولمبياد، عندما تمكّن العداء الأولمبي هادي صوعان من انتزاع فضية سباق 400 متر حواجز، كما حقق الفارس خالد العيد برونزية قفز الحواجز في الفروسية، بعدما شاركت بـ 14 لاعبًا في منافسات ألعاب القوى، والفروسية، ورفع الأثقال، وكرة الطاولة، والسباحة، والرماية.
ودخل أمريكي على خط النجومية، وهو مايكل جونسون، إذ بات أول عداء يحتفظ بلقبه في سباق 400 متر، ثم أكمل مجموعته الأولمبية بذهبية التتابع أربع مرات 400 متر، رافعًا رصيده إلى خمس ذهبيات منذ دورة برشلونة 1992.
وفرض مواطنه موريس جرين، بطل العالم، وحامل الرقم القياسي في 100 متر «9.79 ث»، نفسه أسرع عداء في العالم، وانتزع ذهبية السباق «9.87 ث»، وأضاف إليها أخرى في التتابع أربع مرات 100 متر.
ومع «هروب» الفرنسية ماري جوزيه بيريك، وتواريها، وسط غموض كبير لتصرفها المباغت، إذ زعمت أن حياتها في خطر، خلت الساحة للأسترالية فريمان لتفوز في سباق 400 متر، معززة رقمها الشخصي «49.48 ث»، وأدت لفة شرفية لتحية 100 ألف متفرج، وبيدها العلم الأسترالي، وعلم سكان أستراليا الأصليين، التي تنتمي إليهم، وأعلنت: «كنت أنتظر بفارغ الصبر اجتياز خط النهاية، لأنهي أربعة أعوام من الانتظار».
وحافظ الإثيوبي هايله جيبريسيلاسي على لقبه في سباق 10 آلاف متر، وانتزع الفوز من الكيني بول تيرجات قبل مترين من خط النهاية في سباق مثير حُبست فيه الأنفاس طويلًا، محققًا إنجازًا سبقه إليه التشيكوسلوفاكي إميل زاتوبيك «1948 و1952»، والفنلندي لاسي فيرين «1972 و1976».
في المقابل، فشل الجزائري نور الدين مرسلي، حامل لقب سباق 1500 متر، وخرج من الدور نصف النهائي، وأخفق هشام الكروج، بطل العالم المغربي، مرة جديدة، واكتفى بالميدالية الفضية خلف الكيني نواه نجيني.
وعاد بخُفّي حُنين المصارع الروسي الشهير ألكسندر كارلين «وزن 130 كلج»، الذي تعرّض لخسارته الأولى منذ 1987، على يدي الأمريكي المغمور رولون جاردنر «19 عامًا»، والسباح الروسي ألكسندر بوبوف، الذي خسر سباقي 50 و100 متر حرة.
وفي السباحة، التي عرفت اللباس الثوري الجديد، تفوق الأمريكيون على الأستراليين، إذ حصدوا 33 ميدالية منها 14 ذهبية.
ولفت الأنظار «الطائر» الهولندي بيتر فان دن هوجنباند، الذي أبطل مفعول «توربيدو» الأسترالي إيان ثورب عندما تفوّق عليه في نهائي 200 متر حرّة أمام 17 ألف متفرج، واكتفى الأخير بالميدالية الفضية بعد إحرازه ذهبية سباقي 400 متر حرة، والتتابع أربع مرات 100 متر.
أما فان دن هوجنباند، فأصبح أول من يكسر حاجز 48 ثانية في 100 متر حرة «47.84 م» النهائية، وحصد لاحقًا الذهبية، إضافة إلى برونزيتين في التتابع، وذهبية 50 مترًا.
وحذت حذوه مواطنته إينجي دي بروين، ففازت في سباقات 50 و100 متر حرة، و100 متر فراشة «وكللت» انتصاراتها بثلاثة أرقام قياسية أيضًا.
وتميّزت الأمريكية جيني تومسون، التي أسهمت في فوز بلادها بذهبية البدل أربع مرات 100 متر متنوّعة، وحصدت ميداليتها الأولمبية التاسعة.
وقبضت أستراليا مجددًا على لقب المسابقة الكاملة في الفروسية أحد أجمل المسابقات الأولمبية، والمتضمنة الترويض، وسباق العمق، والقفز على الحواجز، وتوّجت للمرة الرابعة والثالثة على التوالي بعد أعوام 1960 و1992 و1996.