أوباميانج.. باتمان الإفريقي.. أسطورة الجابون والبذخ
الجابوني بيير إيميريك أوباميانج، مهاجم فريق القادسية الأول لكرة القدم الجديد، اشتهر بأنه رجل الترف والحياة الباذخة، وأسطول السيارات الفاخرة، التي تملأ جنبات مرأب منزله، حتى أنه صبغ إحداها بالذهب الخالص، وكتب عليها الأحرف الأولى من اسمه «PEA» بالذهب. في الجابون البلد الإفريقي الصغير، الذي يقع في وسط غربي القارة، وتعد خامس أكبر دولة منتجة للنفط في إفريقيا، لا يوازي الرئيس الجابوني شهرة سوى بيير إيمريك أوباميانج، الذي يعد أشهر لاعب في تاريخ البلد المتواضع على الصعيد الكروي. ولد أوباميانج في 18 يونيو 1989 في فرنسا، لأب جابوني وأم إسبانية، وبالنسبة لعائلة أوباميانج، فإن حب كرة القدم متأصل في العائلة، حيث كان والده، بيير فرانسوا، أحد أكثر اللاعبين مشاركةً في منتخب الجابون، وشقيقاه الأكبر سنا، ويلي وكاتيلينا، هما أيضًا لاعبا كرة قدم محترفين. في عام 2007، بدأ أوباميانج مسيرته الاحترافية عندما انضم إلى ميلان ولعب لفريق الشباب، وسرعان ما صنع اسمًا لنفسه بصفته مهاجمًا يستحق المشاهدة، وتمت إعارته إلى ديجون في عام 2008، وقدم أداءً جيدًا مرة أخرى على الرغم من أنه كان يبلغ من العمر 18 عامًا فقط في ذلك الوقت، ومن هناك، واصل اللعب في ليل عام 2009، واستمر في اللعب مع زملائه في موناكو، وسانت إتيان، قبل أن يستقر أخيرًا مع بوروسيا دورتموند عام 2013. وقع الجابوني عقدًا مدته خمسة أعوام مع دورتموند، الذي سيبقيه في النادي حتى عام 2018، وبات أول لاعب جابوني يلعب في الدوري الألماني، وعلى الفور، صنع اسمًا لنفسه بتسجيله ثلاثية في أول مباراة له، ما جعله أول لاعب يحقق هذا النجاح في تاريخ النادي الأصفر، وأنهى الموسم بتسجيله 16 هدفًا في جميع المسابقات، وكان الموسم التالي أفضل، حيث أنهى الموسم بتسجيل 25 هدفًا في 46 مباراة. في بداية موسم 2015ـ2016، وقع عقدًا جديدًا يبقيه مع النادي حتى عام 2020. وحقق الموسم نجاحًا آخر بالنسبة له حيث أصبح أول لاعب في الدوري يسجل ثمانية أهداف في أول ثماني مباريات بالموسم، الشخص، وأنهى الموسم بتسجيل 37 هدفًا في جميع المسابقات، لكنه واجه منافسة شرسة من العملاق البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي كان يقود هجوم بايرن ميونيخ حيناه، وتوج نفسه هدافًا للدوري. لكن باتمان الإفريقي لقب أوبا في دورتموند تفوق في الموسم التالي على البولندي بتسجيله 31 هدفًا، وحصوله على لقب الهداف، وتجاوز 100 هدف مسجل مع دورتموند. توالت نجاحات باتمان لاحقًا مع أرسنال، قبل أن يمر بفترة سيئة مع تشيلسي وبرشلونة حتى أعاد مارسيليا الفرنسي الدماء في عروق الجابوني، وتألق برفقته الموسم الماضي. يعشق الجابوني الأسطورة البرازيلية رونالدو ويعده قدوته في الملاعب، وفي أول ظهور له مع دورتموند اجتاز اختبار السرعة، الذي سجل فيه زمنًا قدره 3.81 مقارنة بـ 3.84، التي سجلها الأسطورة «يوسين بولت» بطل العالم في سباق الـ 100 متر، الذي يعد أسرع إنسان في التاريخ. اعترف أوباميانج بشغفه بالقصص الكرتونية المصورة، وعرف عنه تعصبه للشخصية الشهيرة باتمان، الذي كان يرتدي القناع الخاص به عند احتفاله بتسجيل الأهداف، يقول أوباميانج: «لطالما أحببت القصص المصورة. إنها طريقة للتذكر، أنه على الرغم من أن هذه هي وظيفتنا، إلا أن كرة القدم لا تزال شيئًا يستمتع به الناس، لهذا السبب اخترت الاحتفال بالأهداف على طريقة باتمان». كانت موهبة أوميانج مطمعًا للفرنسيين لفترة من الوقت، وخاض عدة مباريات بالقميص الفرنسي قبل أن يقرر في النهاية الانضمام إلى منتخب الجابون، بسبب حبه لوالده، ورغبته في السير على خطاه، وتمثيل بلده الأم، وأوضح سبب اختياره للبلد الإفريقي بقوله: «غالبًا ما يأخذ اللاعبون وقتهم في التفكير واتخاذ القرار الصحيح، لكن بالنسبة لي كان الاختيار واضحًا، أردت أن أتبع خطى والدي، وكان كابتن الفريق في الماضي، على الرغم من أنه كان بإمكاني اختيار اللعب لإسبانيا أو فرنسا». سطر بيير مسيرة خالدة مع منتخب بلاده، على الرغم من الإمكانات المتواضعة، وبات أول لاعب جابوني يفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي عام 2016، ونال على إثرها وسام الاستحقاق الوطني الجابوني، أعلى وسام في البلاد، الذي يمنح عادة لكبار موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين. خلال مسيرته الدولية مرت علاقة مهاجم القادسية بعدة تقلبات مع الاتحاد الجابوني منذ مشاركته الأولى في 2009 حتى قرر الاعتزال دوليًا في موسم 2022، قبل أن ينجح علي بونجو أونديمبا، رئيس الجمهورية السابق، في إقناعه بالعودة لتمثيل المنتخب مجددًا، وكتب أوباميانج في حسابه على «إنستجرام»: «قبل عدة أيام استقبلني علي بونجو أونديمبا، رئيس الجمهورية، واستمعت إلى كلمات قالها من أب إلى ابنه. أضع نفسي تحت أمر بلادي في كل وقت وزمن». يعيش صاحب الـ 35 عامًا حياة باذخة في كل مدينة يقطن بها من دورتموند إلى لندن، مرورًا ببرشلونة ومارسيليا لاحقًا برفقة زوجته الفرنسية أليشا بيهاج، التي ارتبط بها منذ مدة طويلة، وأنجب منها طفلين. في الخبر سيكون على الأسطورة الجابونية العودة بالزمن أكثر من ثمانية أعوام، ومحاولة التفوق على الثنائي الجزائري رياض محرز، لاعب الأهلي، والسنغالي ساديو، ماني لاعب النصر، في سباق جائزة أفضل لاعب إفريقي بعدما أطاح بهما، وكسب الرهان في عام 2016.