الأراضي الأمريكية تعيد بريق رودريجيز
لم يتمكن لويس دياز، نجم منتخب كولومبيا الأول لكرة القدم، من السيطرة على حماسه ودموعه عندما تحدث عن خاميس رودريجيز، زميله في الفريق، الذي قاده لبلوغ المباراة النهائية في بطولة كأس أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا 2024».
ويستعد المنتخب الكولومبي للظهور في نهائي المسابقة القارية للمرة الثالثة بعد نسختي 1975 و2001، عندما يواجه منتخب الأرجنتين، صباح الإثنين المقبل، حيث يحلم بالفوز بالبطولة الأقدم والأعرق في العالم على مستوى المنتخبات للمرة الثانية، بعدما نالها قبل 23 عامًا.
وتحدث دياز، جناح فريق ليفربول الإنجليزي، عن خاميس رودريجيز، قائلًا: «منذ لحظة وصولي للمنتخب الوطني، أبلغته بأنه كان دائمًا مثلي الأعلى. لقد نشأت وأنا أشاهده».
ويبدو أن هذا هو الإعجاب، الذي يحظى به لاعب خط الوسط المخضرم، الذي أكمل عامه الـ33، الجمعة، داخل المعسكر الكولومبي قبل المواجهة المرتقبة أمام أبطال العالم.
كان دياز «27 عامًا» مراهقًا عندما أحدث خاميس ضجة كبيرة بكأس العالم 2014 في البرازيل، حين توج بجائزة الحذاء الذهبي، كأفضل هداف في المونديال آنذاك، وانتقل من موناكو الفرنسي إلى ريال مدريد الإسباني.
لكن بالنسبة لبطولة كوبا أمريكا، لم يكن يُتوقع الكثير من خاميس عندما وصل للولايات المتحدة بعد موسم باهت قضاه مع فريقه ساو باولو البرازيلي، حيث بدا أنه في طريقه للرحيل عن النادي.
وضعت تطلعات كولومبيا للفوز بلقب كأس كوبا للمرة الثانية على عاتق دياز، إلى جانب جيفرسون ليرما ودانييل مونيوز، اللذين يلعبان أيضًا في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعلى الرغم من امتلاكه قدمًا يسرى مذهلة، ومهارة منقطعة النظير في الملعب، فإن قليلين توقعوا أن يكون خاميس نقطة انطلاق المنتخب الكولومبي في كوبا أمريكا 2024، خاصة بعد قضائه فترات مخيبة للآمال مع الريال وبايرن ميونيخ الألماني، وإيفرتون الإنجليزي، من بين أندية أوروبية أخرى دافع عن ألوانها.
لكن الأرجنتيني نيستور لورينزو، مدرب كولومبيا، وضع ثقته فيه، ليكون عند حسن الظن به، ليستعيد مرة أخرى بريقه الغائب منذ فترة طويلة، ويصبح النجم الأبرز في المنتخب الكولومبي، الذي يستعد لملاقاة حامل اللقب.
وقال خاميس متذكرًا مسيرته الدولية، التي بدأت في سبتمبر 2011: «أنا هنا منذ نحو 13 عامًا، وأريد التتويج باللقب بشدة. نحن سعداء حقًا».
وخلال مشواره في النسخة الحالية من كوبا أمريكا، أحرز خاميس هدفًا من ركلة جزاء، وقدم ست تمريرات حاسمة لزملائه، كان آخرها صناعته هدف المنتخب الكولومبي الوحيد خلال فوزه 1ـ0 على أوروجواي في المربع الذهبي للبطولة.
وأصبح خاميس أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في نسخة واحدة بالبطولة منذ عام 2011، متفوقًا على الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي صنع خمسة أهداف لمنتخب «راقصو التانجو» خلال النسخة الماضية للمسابقة «كوبا أمريكا 2021».
ويخوض خاميس مواجهة أخرى خاصة مع ميسي في النهائي، حيث قال قائد منتخب كولومبيا: «أريد أن أكون بطلًا. ندرك أن الأرجنتين منافس صعب المراس، وأن لدى نجومه خبرة اللعب في المباريات النهائية».
ومع أدائه الرائع في الأسابيع القليلة الماضية، يطرح السؤال مرة أخرى: ما الذي يجعل خاميس يتألق كثيرًا عندما يرتدي القميص الأصفر لكولومبيا؟
وقال دوريفال جونيور، مدرب منتخب البرازيل، الذي لعب خاميس تحت قيادته في ساو باولو، إن التحول يرجع إلى شعور النجم الكولومبي بالراحة في بيئة معروفة.
وأشار دوريفال، قبل تعادل كولومبيا 1ـ1 مع البرازيل في مرحلة المجموعات بكوبا أمريكا: «إنه يشعر بالارتياح حقًا وهو يرتدي قميص المنتخب الكولومبي. إنه أمر مثير للإعجاب بكل تأكيد».
وأضاف: «هذا مثير للاهتمام للغاية، لأن بعض اللاعبين يلعبون بشكل جيد مع أنديتهم، ولا يقدمون المستوى الجيد نفسه مع منتخباتها، لكن العكس يحدث مع خاميس. إنه يشعر بالارتياح الشديد، ويندمج في مجموعة تحترمه وتحتضنه وتجعله يشعر بأنه أكثر أهمية».
ومنذ توليه تدريب كولومبيا عام 2022، لم يتردد لورينزو في جعل خاميس جزءًا مهمًا من مشروعه، حيث قال مدرب كولومبيا قبل لقاء الفريق أمام أوروجواي بقبل النهائي: «معي، لا يملك خاميس سوى الاستمرارية والالتزام الكبير».
وتابع: «بالنسبة للمنتخب الوطني، كان الأمر دائمًا هو نفسه، عندما يحصل لاعب عظيم على دقائق، فهذا يمنحه الفرصة لإظهار ما يمكنه فعله. إذا أعطيته بضع دقائق فقط، فستكون فرصتك ضئيلة».
وحقق منتخب كولومبيا نتائج مذهلة مع لورينزو، الذي حافظ معه الفريق على سجله خاليًا من الهزائم في 28 مباراة متتالية بمختلف المسابقات، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى في تاريخ الفريق.
وشدد خاميس في نهاية تصريحاته، قائلًا: «الشيء الأكثر أهمية لا يزال مفقودًا، وهو خوض هذا النهائي الكبير».