جمهور كرة القدم في الدول العربية ما زال يقضي وقتًا ممتعًا مع مباريات «اليورو 2024» التي تنقضي منافساتها بعد أيام، مع اختلاف طبيعة وشكل المتعة والاستمتاع، كذلك المراقبة لفهم ما يجري ونقده.
النجوم الكبيرة في اليورو اختلفت درجة تأثيرهم في فرض منتخبات بلدانهم التدرج قدمًا في أدوار البطولة، وما زال هناك قدر قليل من الاعتقاد أن كيليان مبابي يمكن له أن يضع بصمته بعد أن وصل منتخب فرنسا لدور نصف النهائي، بينما انتهت قصة البرتغالي كريستيانو رونالدو بخروج منتخب البرتغال من المنافسة في ربع النهائي، وسبقه البولندي ليفاندوفسكي من دور المجموعات، والألماني كروس الذي ربط اعتزاله الكرة بنهاية مشاركته في هذه البطولة، التي تستضيفها بلاده.
نجوم المنتخبات الأوروبية الحقيقيون هو كما أظهره واقع اللعب خلال مباريات البطولة، مجموعة من اللاعبين من النجوم الصاعدة والمواهب الواعدة الذين لم يصلوا بعد لشهرة من يسمون بالكبار الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة، والأمر ليس جديدًا بل على مر التاريخ أسماء دون غيرها يمكن أن تأخذ كل شيء، لأنها قدَّمت شيئًا في الماضي ويتم مكافأتها بأن تظل تحتل ذات المكانة حتى لو لم تعد تقدم أي شيء، أو تقدمه في فرص ذهبية تخدع الجميع أنه لم يكن قد أخطأ حين رفع من قيمتها، وجعلها تعلوا ولو على أكتاف غيرهم.
لاعبون في اليورو شبان واعدون، أو موهوبون في سن المراهقة زاحموا الأكبر عمرًا وتاريخًا يمكن لها أن تحدث تحولًا في كيف يمكن قياس أهمية اللاعب المكمل لنسيج المجموعة لا من تحيط به لخدمته، وكيف لمسيري الأندية والمنتخبات إذا ما أرادت نجاحها خلق التوازن لاستخراج أفضل ما في الجانبين، عوضًا عن «الالتهاء» الدائم بالنجم الأسطوري الذي يمكن ألا يقدم أكثر من إثبات أنه الأحق أن يطارده اللاعبون والعدسات، وعقود الأندية والإعلانات يسرق من معاونيه مداد حبر يسال في الثناء عليه وترسيخًا أنه الأفضل دائمًا الذي يجب أن يبقى، بل ويتمدد حتى يقرر ترك الساحة متى رغب وشاء.
ليونيل ميسي «37 سنة» في كوبا أمريكا أهدر ركلة جزاء أمام الإكوادور، لكن الأرجنتين كسبت المباراة 4ـ2 بفارق ركلات الترجيح دون أن يلعب المنتخبان شوطين إضافيين «هكذا نظام البطولة؟»، كريستيانو «39 سنة» خسر بفارق الركلات الترجيحية، ولويس سواريز «37 سنة» يجلس في دكة أوروجواي، وبيبي البرتغال «41 سنة» يبكي على صدر كريستيانو بعد الخسارة، هذه الأسماء الأبرز من عدد ليس بالقليل من مسنين آخرين يلعبون في المنتخبات المشاركة في البطولتين الكبيرتين في مهنة لها عمر قصير يستطيع من ينجح فيها أن يحصل على الشهرة والمال قبل أن يصل الـ 35 سنة ويقضي بقية حياته في استثمارها.
لامين يامال سيكمل الـ 17 عامًا يلعب كأساسي في المنتخب الإسباني، يصنع الأهداف والانتصارات وفي عمره يشارك أندريك منتخب البرازيل، وهما نموذجان لقائمتين ليستا بالقصيرة من الأسماء التي تشارك في اليورو وكوبا أمريكا تراوح أعمارهم ما بين تحت العشرين إلى الثالثة والعشرين، يلمع فيها صليبا مدافع فرنسا، ومنديش ولياو في البرتغال، وجمال موسيالا في المنتخب الألماني، وبيلينجهام في إنجلترا وغيرهم، ما يطرح السؤال ما إذا كان «كرة القدم» تتجه إلى خفض معدل أعمار اللاعبين حتى على مستوى منتخبات الكبار إلى أن يأتي يومًا تكون قصرًا على الشبان، أم أن المنظمات الكروية وعلى رأسها فيفا لن تسمح بهذا التحول الذي يفسد عليها الاستثمار في النجوم الكبيرة التي تعظم فيهم بالجوائز وتلقبهم بالأساطير الحية، وتتلقفهم الشركات بعقود الإعلانات، ووسائل الإعلام بالتلميع كلما اعتلاهم الصدأ وكله لجني الأموال، مع اتفاق الجميع على أنه يمكن إقامة المنافسات وصنع المتعة والانتصارات دونهم!
(انتهى)
النجوم الكبيرة في اليورو اختلفت درجة تأثيرهم في فرض منتخبات بلدانهم التدرج قدمًا في أدوار البطولة، وما زال هناك قدر قليل من الاعتقاد أن كيليان مبابي يمكن له أن يضع بصمته بعد أن وصل منتخب فرنسا لدور نصف النهائي، بينما انتهت قصة البرتغالي كريستيانو رونالدو بخروج منتخب البرتغال من المنافسة في ربع النهائي، وسبقه البولندي ليفاندوفسكي من دور المجموعات، والألماني كروس الذي ربط اعتزاله الكرة بنهاية مشاركته في هذه البطولة، التي تستضيفها بلاده.
نجوم المنتخبات الأوروبية الحقيقيون هو كما أظهره واقع اللعب خلال مباريات البطولة، مجموعة من اللاعبين من النجوم الصاعدة والمواهب الواعدة الذين لم يصلوا بعد لشهرة من يسمون بالكبار الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة، والأمر ليس جديدًا بل على مر التاريخ أسماء دون غيرها يمكن أن تأخذ كل شيء، لأنها قدَّمت شيئًا في الماضي ويتم مكافأتها بأن تظل تحتل ذات المكانة حتى لو لم تعد تقدم أي شيء، أو تقدمه في فرص ذهبية تخدع الجميع أنه لم يكن قد أخطأ حين رفع من قيمتها، وجعلها تعلوا ولو على أكتاف غيرهم.
لاعبون في اليورو شبان واعدون، أو موهوبون في سن المراهقة زاحموا الأكبر عمرًا وتاريخًا يمكن لها أن تحدث تحولًا في كيف يمكن قياس أهمية اللاعب المكمل لنسيج المجموعة لا من تحيط به لخدمته، وكيف لمسيري الأندية والمنتخبات إذا ما أرادت نجاحها خلق التوازن لاستخراج أفضل ما في الجانبين، عوضًا عن «الالتهاء» الدائم بالنجم الأسطوري الذي يمكن ألا يقدم أكثر من إثبات أنه الأحق أن يطارده اللاعبون والعدسات، وعقود الأندية والإعلانات يسرق من معاونيه مداد حبر يسال في الثناء عليه وترسيخًا أنه الأفضل دائمًا الذي يجب أن يبقى، بل ويتمدد حتى يقرر ترك الساحة متى رغب وشاء.
ليونيل ميسي «37 سنة» في كوبا أمريكا أهدر ركلة جزاء أمام الإكوادور، لكن الأرجنتين كسبت المباراة 4ـ2 بفارق ركلات الترجيح دون أن يلعب المنتخبان شوطين إضافيين «هكذا نظام البطولة؟»، كريستيانو «39 سنة» خسر بفارق الركلات الترجيحية، ولويس سواريز «37 سنة» يجلس في دكة أوروجواي، وبيبي البرتغال «41 سنة» يبكي على صدر كريستيانو بعد الخسارة، هذه الأسماء الأبرز من عدد ليس بالقليل من مسنين آخرين يلعبون في المنتخبات المشاركة في البطولتين الكبيرتين في مهنة لها عمر قصير يستطيع من ينجح فيها أن يحصل على الشهرة والمال قبل أن يصل الـ 35 سنة ويقضي بقية حياته في استثمارها.
لامين يامال سيكمل الـ 17 عامًا يلعب كأساسي في المنتخب الإسباني، يصنع الأهداف والانتصارات وفي عمره يشارك أندريك منتخب البرازيل، وهما نموذجان لقائمتين ليستا بالقصيرة من الأسماء التي تشارك في اليورو وكوبا أمريكا تراوح أعمارهم ما بين تحت العشرين إلى الثالثة والعشرين، يلمع فيها صليبا مدافع فرنسا، ومنديش ولياو في البرتغال، وجمال موسيالا في المنتخب الألماني، وبيلينجهام في إنجلترا وغيرهم، ما يطرح السؤال ما إذا كان «كرة القدم» تتجه إلى خفض معدل أعمار اللاعبين حتى على مستوى منتخبات الكبار إلى أن يأتي يومًا تكون قصرًا على الشبان، أم أن المنظمات الكروية وعلى رأسها فيفا لن تسمح بهذا التحول الذي يفسد عليها الاستثمار في النجوم الكبيرة التي تعظم فيهم بالجوائز وتلقبهم بالأساطير الحية، وتتلقفهم الشركات بعقود الإعلانات، ووسائل الإعلام بالتلميع كلما اعتلاهم الصدأ وكله لجني الأموال، مع اتفاق الجميع على أنه يمكن إقامة المنافسات وصنع المتعة والانتصارات دونهم!
(انتهى)