كان مدرب منتخب المملكة لكرة اليد «للدرجات الثلاث» عام 1979ـ1980، الألماني أودلف جلي أكبر من أن يقال عنه مدرب، أو هكذا رأه ذاك الناشئ، فهو بالنسبة له «معلم بالرياضة، والقانون والإدارة وعلم النفس، والفلسفة، وما هية الجمال».
قال: اليوم وأنا أسترجع ما تركه من إرث أشعر بغبطة لما أضافه لي، وبحزن لرحيله مبكرًا، فهو أشبه بنهر معرفة، ولديه قدرة هائلة على إيصال فكرته مهما كان استيعاب المتلقي.
أضاف:
ذات مرة كنا نلعب أمام منتخب شباب ألماني، سجل أحد لاعبي المنتخب هدفًا جميلًا، أكدت جماله الجماهير التي صفقت، أدهشني أن يصفق الخصوم لهدف سجله منتخبنا، بعد المباراة طلبت من «أودلف» تفسيرًا، ولماذا صفقوا؟ وهل هذا ضعف بوطنيتهم؟.
كنت آنذاك أعتبر أن أسئلتي منطقية، فهي تعتمد على «ثقافتي العربية» مدح للذات، وذم للآخر ـ المنافس بصفته ممثل القبح.
يكمل:
ابتسم العجوز «أودلف»، ثم راح يمنحني حكمته، قال: هل رأيت كيف «صفر الجمهور على مخاشنة اللاعب الألماني ضد محمد»؟، قلت له: نعم، وهذا أيضًا يدهشني لماذا وقفوا مع الخصم؟.
قال معلمي: الأطفال يتعلمون أسرع بطريقة غير مباشرة، غدًا حين تكبر ستعرف نظرية «بافلوف في التعليم»، لهذا يجب على الكبار أن يصفقوا للعبة الجميلة، بغض النظر عمن قام بها، ويصفروا للعنف، وإن قام بها مواطنهم، وبهذه الطريقة يتعلم الأطفال ما الجمال، ويبتكروا من تلك الحركة الجميلة أشياء تضاهيها وتفوقها، وسيتجنبوا العنف لأنه خطيئة.
وكان يريد أن يقول:
إن لم يفعل الكبار هذا، سترتبك الصورة أمام الأطفال، وستختل المعايير لديهم، ولن يتعلموا من تجارب الآخرين، وسيعتقدون أن الجمال من صنعهم، أما القبح فهو من صنع الآخرين، فيرفضوا هذا الآخر «صانع الشرور»، وربما لن يتعايشوا معه، حتى وإن كان هذا الآخر الهلال أو النصر أو الأهلي أو الاتحاد.
ما أن انتهى العجوز «أودلف» من حكمته، حتى شعرت أني أشبه أرنبًا خرج من قبعة ساحر، وراح يطل على العالم الجديد وهو مدهوش.
قال: اليوم وأنا أسترجع ما تركه من إرث أشعر بغبطة لما أضافه لي، وبحزن لرحيله مبكرًا، فهو أشبه بنهر معرفة، ولديه قدرة هائلة على إيصال فكرته مهما كان استيعاب المتلقي.
أضاف:
ذات مرة كنا نلعب أمام منتخب شباب ألماني، سجل أحد لاعبي المنتخب هدفًا جميلًا، أكدت جماله الجماهير التي صفقت، أدهشني أن يصفق الخصوم لهدف سجله منتخبنا، بعد المباراة طلبت من «أودلف» تفسيرًا، ولماذا صفقوا؟ وهل هذا ضعف بوطنيتهم؟.
كنت آنذاك أعتبر أن أسئلتي منطقية، فهي تعتمد على «ثقافتي العربية» مدح للذات، وذم للآخر ـ المنافس بصفته ممثل القبح.
يكمل:
ابتسم العجوز «أودلف»، ثم راح يمنحني حكمته، قال: هل رأيت كيف «صفر الجمهور على مخاشنة اللاعب الألماني ضد محمد»؟، قلت له: نعم، وهذا أيضًا يدهشني لماذا وقفوا مع الخصم؟.
قال معلمي: الأطفال يتعلمون أسرع بطريقة غير مباشرة، غدًا حين تكبر ستعرف نظرية «بافلوف في التعليم»، لهذا يجب على الكبار أن يصفقوا للعبة الجميلة، بغض النظر عمن قام بها، ويصفروا للعنف، وإن قام بها مواطنهم، وبهذه الطريقة يتعلم الأطفال ما الجمال، ويبتكروا من تلك الحركة الجميلة أشياء تضاهيها وتفوقها، وسيتجنبوا العنف لأنه خطيئة.
وكان يريد أن يقول:
إن لم يفعل الكبار هذا، سترتبك الصورة أمام الأطفال، وستختل المعايير لديهم، ولن يتعلموا من تجارب الآخرين، وسيعتقدون أن الجمال من صنعهم، أما القبح فهو من صنع الآخرين، فيرفضوا هذا الآخر «صانع الشرور»، وربما لن يتعايشوا معه، حتى وإن كان هذا الآخر الهلال أو النصر أو الأهلي أو الاتحاد.
ما أن انتهى العجوز «أودلف» من حكمته، حتى شعرت أني أشبه أرنبًا خرج من قبعة ساحر، وراح يطل على العالم الجديد وهو مدهوش.