«كذبة» تصنع مسيرة أصغر متأهلة إلى أولمبياد باريس
بعد خمسة أعوام من صعودها على لوح السكايت بورد، للمرة الأولى، تجد التايلاندية فاريرايا سوكاسيم نفسها في وضع لم تكن تحلم به، وهو الحضور، عن 12 عامًا فقط، بين رياضيي بلادها والعالم في أولمبياد باريس، المنطلقة في 26 يوليو الجاري. حجزت فاريرايا، المعروفة بلقبها «إس تي»، مكانها بطريقة دراماتيكية، يونيو الماضي، في بودابست، عبر التصفيات المؤهلة، لتكون واحدة من أصغر الرياضيين في باريس 2024. شعرت «بالضغط والتوتر» قبل خوض الفرصة الأخيرة للتأهل، وفشلت في الوصول إلى الدور النهائي، وتوجهت إلى لجنة مراقبة المنشطات، معتقدة أن آمالها قد تحطمت، وقالت: «أثناء انتظار نتيجة الاختبار، أرسلت لي أمي رسالة مفادها أس تي، لقد نجحتي في التأهل إلى الألعاب الأولمبية!»، مضيفة:«كنت سعيدة جدًا، صرخت في منتصف الغرفة لأني نجحت حقًا في تحقيق ذلك». تأهلت فاريرايا في المركز الـ 18 من أصل 22 رياضية مشاركة في مسابقة «سكايت بورد الشوارع للسيدات»، التي ستُنظم في ساحة الكونكورد في باربس العاصمة الفرنسية في 28 يوليو الجاري. وسجلت رياضة «السكايت بورد»، التي تنقسم إلى مسابقات المتنزهات والشوارع، ظهورها في الألعاب الأولمبية الصيفية للمرة الأولى في النسخة الماضية، التي نُظمت صيف 2021 في طوكيو، العاصمة اليابانية، وتم تقييم المتنافسين على أساس الارتفاع وصعوبة الحركات التي نفذوها. وبدأت رحلة التايلاندية اليافعة باتجاه باريس 2024 عندما كانت في السابعة من عمرها، حين اصطحبتها والدتها إلى حديقة «سكايت بورد» جديدة بالقرب من منزلهم في بانكوك. اعتقدت الطفلة أنها ستمارس رياضة الرولر بلايد «حذاء بعجلات»، لكن والدتها تولرايا تشانتاوونج، وهي مغنية ومتسابقة سابقة في برنامج «ذا فويس تايلاند»، كان لديها فكرة أخرى. قالت فاريرايا: «كذبت عليّ والدتي وقالت إنهم لا يسمحون بالرولر بلايد، بل يسمحون بالسكايت بورد فقط، لم يعجبني ذلك في البداية، تساءلت لماذا عليّ ممارسة السكايت بورد، إنه أمر صعب». لكن تحت إشراف هواة أكبر سنًا ووالدتها، سرعان ما أعجبت بهذه الرياضة، موضحة فاريرايا: «لقد رأيت آخرين يصعدون بلوحهم على المنحدر، وتساءلت هل هذا صعب؟ طلبت منهم أن يعلموني الحِيَّل». ويعد البريطاني سكاي براون، الذي يشارك في أولمبياد باريس بعدما حصل على الميدالية البرونزية في طوكيو بعمر الـ 13 فقط، قدوة فاريرايا في هذه الرياضة. لكنهما لن يتواجها وجهًا لوجه، إذ يخوض براون مسابقة سكايت بورد المتنزه، التي يتنافس فيها المشتركون على منحدرات «رامب»، وأنصاف الأنابيب «هاف بايبس». أمام مسابقة «سكايت بورد الشوارع»، التي تشارك فيها فاريرايا، فتنظم على مسار مستقيم مع سلالم ودرابزين ليشبه البيئة الحضرية. أمتلئت رحلة فاريرايا إلى الألعاب الأولمبية بالإصابات، وهو أمر معتاد في مثل هذه الرياضة التي تنطوي على مخاطر كبيرة، ما أدى في بعض الأحيان إلى إبعادها عن اللوح لأشهر عدة في كل مرة، وقالت: «لقد آذيت نفسي واضطررت إلى أخذ قسط من الراحة امتد من أربعة إلى ستة أشهر، أطول فترة كانت خلال جائحة كوفيد عندما لم أتمكن من اللعب في أي مكان». وعلى الرغم من الانتكاسات، واصلت فاريرايا صقل مهاراتها، وكثيرًا ما كانت تجد الإلهام من النجوم الدوليين للعبة خلال المسابقات في الخارج، مضيفة: «المرة الأولى التي تنافست فيها خارج البلاد كانت في إندونيسيا، في تايلاند، لم يكن لدي الكثير ممن أعدهم مثالًا يحتذى به، وبالتالي كانت فرصة للتطلع إلى المتزلجين من اليابان والصين والولايات المتحدة الأمريكية». وقال أبيشات روتنين، نائب رئيس الاتحاد التايلاندي لرياضات الـ «أكستريم»: «هدف فاريرايا الحضور بين العشر الأوليات من أصل 22 مشاركة في هذا الحدث، على أن تصبو إلى هدف أعلى في الألعاب الأولمبية المستقبلية». وتابع روتنين: «إنها دليل على أن مزاولي السكايت بورد التايلانديين الشباب يمكنهم الوصول إلى المسرح العالمي وإلى الألعاب الأولمبية».