لحظات سينمائية في يورو.. هدف بيلنجهام ينقذ سمعة الإنجليز
كان منتخب إنجلترا الأول لكرة القدم قاب قوسين أو أدنى من الخروج المبكر من نهائيات «يورو 2024»، بعد تأخرها في النتيجة أمام سلوفاكيا بهدف دون رد، ضمن منافسات دور الـ 16 من البطولة القارية، قبل أن يتدخل جود بيلنجهام في الوقت القاتل، ويسجل هدفًا سينمائيًا أعاد به بلاده إلى اللقاء، وبعدها سجل هاري كين هدف الفوز في الأشواط الإضافية.
لم يكن المنتخب الإنجليزي في أفضل حالاته ضد سلوفاكيا، وحتى لم يقدم شيئًا يذكر خلال البطولة، فبعد تفوقه على صربيا في اللقاء الأول بمرحلة المجموعات بفضل هدف بيلينجهام، تعادل منتخب الأسود الثلاثة أمام الدنمارك دون إقناع، ثم كرر التعادل من جديد أمام سلوفينيا في ختام مرحلة المجموعات، ليكتفي الفريق بتسجيله هدفين فقط في ثلاث مباريات دون إمتاع أو تفوق.
وأصبح الفريق الإنجليزي في مرمى الانتقادات، خاصة مدربه جاريث ساوثجيت، الذي لا يعيش أفضل حالاته، مع توقعات بإقالته من إدارة المنتخب في حال الخروج المبكر، لذلك توقع المتابعون العودة القوية في الأدوار الإقصائية، بدءًا من مباراة سلوفاكيا، إلا أن الأمور بقيت على حالها، حتى تدخل بيلنجهام في الوقت المناسب.
وقدم بيلنجهام نفسه بطلًا حقيقيًا لمنتخب إنجلترا داخل الملعب، بعد أن أسهم بقوة في فوز فريقه ريال مدريد الإسباني بلقبي الدوري، ودوري أبطال أوروبا، خلال موسم 2023ـ2024، ليعيد تألقه مع الإنجليز، ويسجل هدف التعادل القاتل أمام سلوفاكيا، ليمحي عن بلاده عار الخروج المبكر من المسابقة القارية.
وكتبت هيئة الإذاعة البريطانية عن هذه اللقطة التاريخية: «كانت عقارب الساعة تشير إلى الدقيقة 94 و34 ثانية داخل ملعب شالكة العملاق، قبل أن يصعد بيلنجهام فوق الجميع في الهواء، ليصنع لحظة مميزة، ويسجل هدفًا سيوضع بلا شك بجوار أهداف إنجلترا العظيمة على مر تاريخها».
كانت إنجلترا تبعد فقط 86 ثانية أو أقل من الخروج المرير في اليورو، ومن المؤكد أن هذا الفشل كان يعني إقالة ساوثجيت ورحيله، وربما ظهور موجة غضب لا تنتهي عبر وسائل الإعلام الإنجليزية، ثم جاء جود بيلينجهام ليضع بصمته، ويمنع كل هذا من الحدوث.
سجلت إنجلترا أهدافًا لا تنسى خلال الأعوام الطويلة، كهدف بول جاسكوين الرائع في شباك إسكتلندا ببطولة «يورو 1996»، أو هدف مايكل أوين التاريخي في شباك منتخب الأرجنتين بكأس العالم 1998، ويمكن لبيلنجهام بهدفه أن يدخل ضمن هذه القائمة، خاصة مع أهميته وقيمته ولمسته الجمالية.
لقد ارتقى لاعب ريال مدريد فوق اللاعبين جميعهم داخل الملعب، واستخدم مهارته الفائقة وذكاءه الواضح في التعامل مع الكرة الصعبة، ليستدير بشكل مفاجئ، ويرسل ركلة خلفية سكنت شباك مارتن دوبرافكا، حارس مرمى سلوفاكيا.
ولم يؤثر هدف بيلنجهام على حظوظ منتخب إنجلترا فقط، بل استفاد اللاعب نفسه من أهمية هذا الهدف في سباق الفوز بالكرة الذهبية لعام 2024، إذ يعد جود بيلنجهام أحد أهم المرشحين للتتويج بالجائزة، التي تنظمها صحيفة «فرانس فوتبول» الفرنسية، بعد موسمه المثالي مع ريال مدريد محليًا وقاريًا.
ومن المؤكد تنافس بيلنجهام مع أكثر من لاعب، مثل البرازيلي فينسيوس جونيور، والفرنسي كيليان مبابي، من أجل التتويج بجائزة الكرة الذهبية، لذلك فإن خروج إنجلترا المبكر من «يورو 2024» قد يعني انتهاء فرص اللاعب الإنجليزي في الفوز بالجائزة الفردية، لذلك جاء هدف بيلنجهام القاتل ليضمن وجوده بين المرشحين النهائيين على الأقل.
وقال جود بيلنجهام بعد فوز إنجلترا على سلوفاكيا: «فوز جيد. التأهل إلى الدور التالي وأنا سعيد للغاية. لقد عشنا أوقاتًا صعبة خلال الأسبوع الماضي، لذلك كان لا بد من محاولة إبقاء الطاقة السلبية خارج المعسكر، وهو ما تحقق بالانتصار الثمين».
هذا وتأهل منتخب إنجلترا رسميًا إلى ربع النهائي، حيث سيواجه منتخب سويسرا، الذي أقصى منتخب إيطاليا في دور الـ 16، فيما وصفت وسائل الإعلام الإنجليزية هدف بيلنجهام بأنه قد يعبر بالإنجليز إلى المباراة النهائية، خاصة أن طريق الفريق نحو النهائي لن يكون صعبًا، مع توقعات بمواجهة أحد هؤلاء «هولندا، النمسا، تركيا، رومانيا» في الدور نصف النهائي، إذا نجح منتخب الأسود الثلاثة في تجاوز عقبة سويسرا، ما يجعل الفوز باللقب الأوروبي للمرة الأولى هدفًا مشروعًا هذه المرة.