البرازيل.. صوت غاضب يخنق اللاعبين.. والشعب
«نعم، أنا برازيلي.. ولكن لن أتابع مباريات منتخب بلادي في كوبا أمريكا»، كلمات مزلزلة فجرها رونالدينيو، أسطورة السامبا، قبل انطلاقة كوبا أمريكا 2024، مبينًا أنه اكتفى من افتقاد اللاعبين للروح والرغبة المعهودة عن شعب البرازيل.
البرازيل، التي توجت بلقب كوبا أمريكا 2019، تعيش أيامًا صعبة كرويًا، وتحديدًا بعد الخروج من كأس العالم 2022 على يد كرواتيا، ليعم الإحباط الجماهير الطامحة حينها لمعانقة لقب كأس العالم، حيث كانت آخر مرة للمنتخب المتوج بالمونديال خمس مرات تعود إلى 2002.
رونالدينيو يمثل صوتًا غاضبًا في نواحي بلاد القهوة وكرة القدم، الكثير من الأهالي، والمتعلقة قلوبهم بالمواعيد الكروية الكبرى، تراودهم مشاعر متشابهة، مفادها أن المنتخب الوطني أصبح غريبًا، يمثله مجموعة من أشخاص يجرون خلف الأموال في أوروبا مع أنديتهم، ولا يأبهون بمصير القميص الأغلى، هذا ما يقوله ويؤكد عليه رونالدينيو، ساحر برشلونة، وبطل العالم مع بلاده يومًا ما.
ولأن فريقًا لا يستهان بعدده يشاطر اللاعب السابق، أصبح ذلك الرأي سائدًا في البرازيل، وبدأت الشكوك تحاصر اللاعبين في معسكر الاستعداد للكوبا، وعندها انتشر مقطع مرئي مسرب من غرفة الملابس يظهر خلاله رافينها، لاعب برشلونة، وهو يلقي خطابًا لزملائه يقول فيه: «نحن نمثل بلدنا، يجب أن نلعب بأرواحنا، لا نلعب كرة قدم فقط، بل ندافع عن وطننا، وشعبنا، وأحلامهم قبل أحلامنا، وصورتهم قبل راحتنا، كونوا على قدر من الثقة، التي أوكلت لنا، وجعلتنا نرتدي هذا القميص الفاخر».
المقطع المسرب أصبح الأكثر تداولًا في الشارع البرازيلي، ولكن على عكس المتوقع، كانت ردة الفعل سلبية تجاهه، وبات الغضب هو المحرك للجميع، إذ يذهب البعض إلى أن ما قاله رافينها يدعو للشفقة على منتخب يحاول الجميع فيه عكس صورة وردية خادعة للشارع، وردًا على رونالدينيو، وآخرين يعتقدون أن رافينها أخذ زمام المبادرة، ليبدو أنه قائدًا، بينما هو أكثر اللاعبين خذلانا، فيما يشعر البعض بأن ما حدث من نجم ليدز سابقًا كان صادقًا، ولكن لم يعد أحد قادرًا على كبت غضبه.
ويحتل المنتخب البرازيلي المركز الثاني بعد نهاية الجولة الأولى، عقب تعثره بالتعادل أمام كوستاريكا سلبًا، ضمن منافسات المجموعة الرابعة، التي تضم كولومبيا وباراجواي.