كثيرة هي حفلات المدامع في تاريخ كرة القدم المزدحم بلحظات الفرحة المجنونة والخيبات القاتلة.. وبالنسبة لي مازال وجه مارادونا كسيرًا حسيرًا حزينًا تاركًا دموع القهر تحتل وجنتيه وعينيه وكل ملامحه بعد الخسارة البغيضة أمام الألمان في نهائي مونديال إيطاليا عام 1990، وما زال الفتى البرتغالي اليافع المدعو كريستيانو رونالدو وبكاءه المغبون، عقب الهزيمة الصادمة مع اليونان في نهائي يورو 2004، هما الأكثر صمودًا وبقاءً ولمعانًا مؤلمًا في ذاكرتي.. مارادونا ما كان يبكي فقدان اللقب العالمي فحسب.. يبكي أهالي مدينة نابولي الذين شجعوه وساندوه ضد منتخب بلادهم وكان يمني النفس بأن يقدم لهم البطولة هدية نظير واقعة إنسانية لا يبدو لها أن تستنسخ على مدى مئة عام قادمة، وبكى أيضًا حسرة على قرار الحكم الذي يراه جائرًا باحتساب جزائية مشكوك في صحتها، تقدم لها الظهير بريميه وحسم المونديال.. فيما رونالدو بكى الفرصة التي كان ينتظرها البرتغاليون سنين عددا، وجاءتهم تمشي على قدميها وبكامل أناقتها حينما استضافوا المسابقة الأوروبية، ووصلوا إلى النهائي ليجدوا اليونان المحظوظ ينتظرهم بخوف وهلع.. اليونان انتهج طريقة كروية تعتمدها كل الأندية والمنتخبات الضعيفة في مواجهات خروج المغلوب.. إغلاق المنطقة المؤدية للمرمى وتهديد الهجوم بالارتداد الهجومي السريع.. كانت الترشيحات تذهب بنسبة قد تلامس المئة في المئة لأصحاب الاستضافة.. البرتغال ينعم بأقوى جيل في تاريخه.. فيجو ونونو، ودفاع صلب يمثل جميع عناصره أندية أوروبا العملاقة.. أيضًا يدعم هذا الجيل انطلاقة كريس في عز اندفاعه نحو النجومية والإبداع.. كان رونالدو على الرغم من أعوامه التي لم تجتز الثلاثة والعشرين هو الرقم الصعب الذي تراهن عليه البرتغال عن بكرة أبيها لحصد اللقب وإحباط أي مفاجأة تأتي من أحفاد الإغريق.. وقع المحظور وأكمل اليونانيون مسلسل الانتصارات الكئيبة، وتزعموا أوروبا في واحدة من مفاجآت التاريخ التي سيسير بها الركبان كلما فتحت دفاتر المباريات التي ذهبت نتيجتها لمن لا يستحقها..
كان رونالدو يعتقد جازمًا أن الفرصة المواتية للوقوف بجوار أباطرة الكرة الأوروبية حان وقتها، ولديه يقين لا تخالجه الشكوك أنها الفرصة التي قد تكون اليتيمة ليتذوق فيها طعم البطولة مدافعًا عن شعار منتخب بلاده.. بكى رونالدو وكانت مدامعه هي حكاية الصحافة العالمية التي بدأ عشرات من نقادها وكتابها، يضعون تنبآتهم وتوقعاتهم بأن اللاعب الذي اختطفه المدرب الأسطوري أليكس فيرجسون ليرتدي قميص مانشستر يونايتد الإنجليزي، سيكون واحدًا من أفضل لاعبي كرة القدم في كل العصور.. وهذا ما حدث بالضبط..
اختصرت بطولة أوروبا 2004 مسيرة رونالدو.. القتالية المستمرة.. الشغف الطويل.. البحث عن الانتصارات المستحيلة.. المستوى والأداء والتحدي والنجومية.. وأخيرًا تلك المدامع التي تسرق الضوء من البطل.. هذه أشياء خاصة جدًا لا يمكن أن تصبح حقًا مشروعًا سوى لمن مثل مارادونا، ورونالدو.. ما أكثر لحظات الفرح والفوز.. ما أكثر لحظات الحسرة والخسارة.. وليس هناك سوى مارادونا وحده.. ورونالدو وحده.. اثنان يغيران تركيبة أشياء كثيرة في تاريخ كرة القدم.. من الفرحة إلى الدمعة..!!
كان رونالدو يعتقد جازمًا أن الفرصة المواتية للوقوف بجوار أباطرة الكرة الأوروبية حان وقتها، ولديه يقين لا تخالجه الشكوك أنها الفرصة التي قد تكون اليتيمة ليتذوق فيها طعم البطولة مدافعًا عن شعار منتخب بلاده.. بكى رونالدو وكانت مدامعه هي حكاية الصحافة العالمية التي بدأ عشرات من نقادها وكتابها، يضعون تنبآتهم وتوقعاتهم بأن اللاعب الذي اختطفه المدرب الأسطوري أليكس فيرجسون ليرتدي قميص مانشستر يونايتد الإنجليزي، سيكون واحدًا من أفضل لاعبي كرة القدم في كل العصور.. وهذا ما حدث بالضبط..
اختصرت بطولة أوروبا 2004 مسيرة رونالدو.. القتالية المستمرة.. الشغف الطويل.. البحث عن الانتصارات المستحيلة.. المستوى والأداء والتحدي والنجومية.. وأخيرًا تلك المدامع التي تسرق الضوء من البطل.. هذه أشياء خاصة جدًا لا يمكن أن تصبح حقًا مشروعًا سوى لمن مثل مارادونا، ورونالدو.. ما أكثر لحظات الفرح والفوز.. ما أكثر لحظات الحسرة والخسارة.. وليس هناك سوى مارادونا وحده.. ورونالدو وحده.. اثنان يغيران تركيبة أشياء كثيرة في تاريخ كرة القدم.. من الفرحة إلى الدمعة..!!