يورو 1968.. لقب آزوري بالعملة المعدنية والإعادة
أقرّ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، استخدام الركلات الترجيحية في نهائيات اليورو، للمرة الأولى، خلال النسخة الخامسة، والتي جرت على الأراضي اليوغوسلافية عام 1976، وكان لها أثرها الفوري، إذ تُوّج منتخب تشيكوسلوفاكيا بلقبه الأول والوحيد، بعد الفوز على ألمانيا الغربية، بركلات الترجيح، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف كانت تُحسم مباريات كرة القدم عند انتهائها بالتعادل قبل ذلك؟
الإجابة تقدّمها نسخة العام 1968 من اليورو، والرابح الوحيد هو المنتخب الإيطالي الذي استضاف تلك النسخة، إذ تعادل مع الاتحاد السوفييتي في نصف النهائي، وتعادل مع يوغوسلافيا في المباراة النهائية، ثمّ تُوّج باللقب، دون ركلات ترجيحية، وفي ما يلي تفاصيل رحلة الـ «آزوري» نحو لقبه.
حملت رحلة المنتخب الإيطالي سيناريوهات دراماتيكية، بدءًا من المرحلة النهائية للتصفيات، والتي سُميت حينها بربع النهائي، إلا أنّها لم تكن جزءًا من النهائيات، فهذه المرحلة كانت تُلعب بنظام الذهاب والإياب على أرض المنتخبين المعنيين، قبل تجمّع المنتخبات المتأهلة على أرض البلد المضيف في مرحلة النهائيات، أي المرحلة التي كانت تجمع حينها 4 منتخبات فقط.
وكان المنتخب الإيطالي قاب قوسين من الفشل في التأهل إلى النهائيات على أرضه، إذ كان متأخرًا بنتيجة 1-3 أمام بلغاريا في صوفيا، عند الدقيقة 83 من ذهاب المرحلة النهائية من التصفيات، قبل أن يسجل بييرينو براتي، مهاجم ميلان، هدفًا في مباراته الدولية الأولى، محسّنًا حظوظ إيطاليا قبل مباراة الإياب. وجرت مواجهة الإياب في نابولي، بحضور أكثر من 80 ألف مشجع في ملعب سان باولو، الذي بات يُعرف حاليًا بملعب دييجو مارادونا، وسجل براتي الهدف الإيطالي الأول، وأضاف أنجيلو دومينجيني، لاعب إنتر ميلان، هدفًا ثانيًا فتح طريق «الآزوري» نحو قلب الطاولة على بلغاريا، وحسم التأهل.
وواجه المنتخب الإيطالي تحديًا صعبًا في نصف النهائي، عندما اصطدم بمنتخب الاتحاد السوفييتي، أي الفريق الذي كان قد أقصى إيطاليا من تصفيات يورو 1964، ومن نهائيات كأس العالم 1996، وانتهت مواجهتهما هذه المرة على نتيجة التعادل السلبي، بعد الشوطين الأصليين والإضافيين، ليلجأ كورت تشينشير، الحكم الألماني، إلى رمي العملة المعدنية لتحديد الفائز، إذ رافق قائديْ الفريقيْن، وإداريًا من المنتخبيْن، إلى غرف تبديل الملابس لإجراء القرعة، فاختار جياسينتو فاكيتي، لاعب الإنتر وقائد الآزوري، الجهة الصحيحة من العملة المعدنية، ثم خرج إلى الملعب محتفلًا، لتُدرك الجماهير الإيطالية في مدرجات ملعب سان باولو فوز فريقها.
واصطدم المنتخب الإيطالي بمواجهة صعبة أخرى في النهائي، أمام منتخب يوغوسلافيا، الذي كان قد أقصى ألمانيا في التصفيات، وكانت تلك المرة الوحيدة التي لم يعبر فيها المنتخب الألماني إلى النهائيات تاريخيًا، وتقدّمت يوغوسلافيا في الدقيقة 39 بهدف سجله دراجان دجاييتش، صاحب هدف الفوز على إنجلترا في نصف النهائي الثاني، لكن أنجيلو دومينجيني أنقذ إيطاليا مرة أخرى، وأدرك التعادل في الدقيقة 80، فاستمرت النتيجة على ما هي عليه حتى نهاية الشوطين الإضافيين، لكن العملة المعدنية لم تتدخل هذه المرة، فالقوانين كانت تنص على إعادة المباراة النهائية في حالة التعادل.
ولُعبت مباراة الإعادة بعد يومين فقط من المباراة الأولى، وحسمها المنتخب الإيطالي دون عناء بهدفين سجلهما لويجي ريفا لاعب كالياري العائد من الإصابة، وبييترو أناستازي لاعب فاريزي، في الشوط الأول. وربما كان لسيناريو البطولة أن يكون مختلفًا إن استُخدمت ركلات الترجيح في تلك الفترة الزمنية، لكن المنتخب الإيطالي بشتى الأحوال كان يملك حارسًا عظيمًا، وهو دينو زوف، الذي قال إن فريقه كان محظوظًا ولم يستحق التعادل في المباراة النهائية الأولى، لكنه قال أيضًا إن الآزوري قدم مباراة مثالية في الإعادة، واستحق الفوز واللقب.