CR7.. ربيع «ماديرا» الأبدي يتفوق على «آينشتاين»
مثل النشاط البركاني الذي نتج عنه تشكل جزيرة «ماديرا» قبل 5 ملايين عام تشكل «الدون» كأسطورة..
مثل الطيور التي استدل بها الرحالة البرتغالي «زاركو» على جزيرة «ماديرا» التي لم تكن قبله مأهولة بالسكان ومخيفة وبعيدة، ومخفية خلف بحر شاهق ومهيب، أصبح CR7 من الذين يلهمون الجيل البشري الشاب على أن الأحلام مهما كانت بعيدة ومخيفة يمكن تحقيق أسطورتك الخاصة من خلالها..
ماديرا، الجزيرة التي تنتج «البانانا» الذي يعد من أشهر وأندر أنواع الموز في العالم، كشفت عن «فاكهة» أسطورية أخرى ليست سوى «كريستيانو رونالدو أو CR7» الذي يبهج العين حتى تمتلئ ببريق الشغف نحو تحقيق حلمها.. الملهم لأكثر من 700 مليون نسمة حول العالم.
الربيع الأبدي
الكثير من محبي السفر يعرفون جيدًا جزيرة ماديرا البرتغالية التي يقال إن اسمها يعني الخشب، وفي الهندية يعني الرحيق، الشيء الذي يتفق حوله عشاق السفر وبالذات محبو الجزر أن الجو في جزيرة ماديرا يكاد يكون ربيعًا أبديًا حسب تصنيفهم، لذلك تستقطب أكثر من مليوني سائح سنويًا وللدون - حسب حديث أبناء بلدته - الفضل الأكبر في زيادة عدد السياح.
متحف وفندق CR7
تعرف أن أهالي جزيرة ماديرا على حق وهم يتحدثون عن أن زيادة السياح كانت بسبب شهرة رونالدو ومحبة الجمهور له، عندما تشاهد السياح وهم يقفون بالعشرات لالتقاط الصور التذكارية مع مجسم رونالدو الذي كتب عليه اسمه وتاريخ مولده وعبارة «أحسن لاعب في العالم».
النصر في صدر المتحف
متحف CR7 نموذجي بشكل مذهل، يستحق الخمسة يورو التي تدفعها لزيارته، فور دخولي المتحف شعرت بشعور جميل وكأني في زيارة لبيت صديق قديم لم ألتقِ به منذ زمن طويل، وخاصة بعد أن وجدت مجسمًا لكريستيانو يتصدر موقعًا مهمًا في متحفه يرتدي فيه الزي الأصفر الشهير لنادي النصر السعودي، فرحت أكثر وأنا أشاهد زوار المتحف وهم يتهافتون لأخذ صور تذكارية مع هذا التمثال، هم يهمهم كريستيانو وأنا يهمني أكثر الزي الذي يرتديه والذي يمثل ناديًا عريقًا من أندية بلدي، حتى إن لم تكن «نصراويًا» أجزم أن هذا الشعور سيداهمك، والشعور الأجمل منه عندما تسمع المرشدة السياحية على مدخل المتحف وهي تشرح للسياح وتكرر اسم بلدك أكثر من مرة. والشعور الجميل الآخر عندنا تجد في متحف الأسطورة عدة كؤوس تحمل شعار بلدك والدوري السعودي لكرة القدم التي فاز بها الأسطورة كأفضل لاعب في الشهر.
متحفCR7 .. وصفة ملهمة
عندما تتجول في متحف CR7 تكتشف سر التفوق لشاب برتغالي قرر أن يصبح الرقم واحد على العالم في مجاله، وكان له ما أراد، يلهمك هذا المتحف فور أن تخرج منه بأن وصفة النجاح سهلة جدًا لكن الصعوبة تكمن في تنفيذها، يذكرك متحف CR7 بأن وصفات النجاح موجودة على قارعة الطريق منذ بدء البشرية لكنها تحتاج إلى فارس مثابر ومجتهد، هناك نوع من الناجحين تصنعهم الظروف، وهناك نوع من الناجحين هم الذين يصنعون الظروف وهم الفئة التي تخلدها البشرية في الغالب، كريستيانو واحد من هؤلاء، احترافية تنظيم المتحف والاهتمام بأدق التفاصيل تشبه شخصية «الدون» بالضبط، كلما فكرت بأن هناك جزءًا ناقصًا تجده في الممر التالي للمتحف، حتى رسائل المعجبين التقليدية تجد لها ركنًا خاصًا، لا توجد سوى رسالة عربية واحدة من معجب «أردني لبناني»، كذلك عدة شهادات من «جينيس» للأرقام القياسية، وطرق عرض احترافية تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في القطاع الرياضي، يمكن شراء جميع أنواع الهدايا التذكارية التي تحمل توقيعه، مع ملاحظة أن المتحف لا يبيع «قمصان» الأندية التي لعب لها سابقًا، وربما أن نادي النصر السعودي قد يستفيد من هذا المتحف كمنفذ بيع لقميص الأسطورة خاصة وأنها تتصدر مشهد المتحف بل تتصدر المشهد الرياضي بأكمله خاصة في البرتغال، إذ لا صوت يعلو على صوت «الدون».
كريستيانو 1 يفاجئ كريستيانو 7
يتمتع CR7 بمحبة أغلب سكان جزيرة ماديرا الذين يمتدحون تواضعه وبساطته معهم، والأهم أنهم يمتدحون مساعدته للفقراء والمحتاجين من أبناء بلدته، كما يدعم الكثير من شباب ماديرا، ومن المفارقات الطريفة التي تدل على بساطته قصة حدثت قبل نحو خمسة عشر عامًا مع أحد أبناء ماديرا اسمه أيضًا كريستيانو، وهو يكبر «الدون» سنًا،عندما قابله قال له: معك كريستيانو رقم واحد يا كريستيانو رقم 7، كريستيانو رقم واحد يعمل نادلًا في مطعم، كريستيانو رقم سبعة زار المطعم وأخذ معهم صورًا تذكارية وأهداهم قميصه ممهورًا بتوقيعه الخاص، الذي حدث أن هذا المطعم وصل إلى درجة من الأهمية أنك قد لا تحصل فيه على مقعد إلا بعد عشرة أيام على أقل تقدير، والطابور الطويل الذي تشاهده أمام المطعم هو فقط للذين حجزوا منذ مدة طويلة وحضروا مبكرًا لكي لا يفوتهم الدور مع ملاحظة أن المطبخ البرتغالي يحتل المرتبة 13 ضمن قائمة أفضل المطابخ لخمسين دولة في العالم، حسب موقع «tasteatlas» المختص، قابلت كريستيانو رقم واحد وتحدث عن أسطورة بلدته كما يتحدث عن موسيقى «فالو» برتغالية جديدة، تحول إلى محاضر جامعي يشرح بشغف لتلميذ معادلة رياضية تمكن من فك طلاسمها، منحني الصور التي كنت أبحث عنها وغادرت.
تخليد الذكرى
الكل يتساءل باستغراب ما الذي يريد أن يصل إليه «الدون» بعد؟ ماذا يريد أكثر؟
فهو قد تجاوز الحاجة للمال، تجاوز كل أهمية يسعى لاعب كرة قدم لنيلها، لماذا يتدرب بقسوة كلاعب مبتدئ ويصب كل جهده في كل مباراة وكأنها الأخيرة على كأس العالم، الإجابة ببساطة حتى يشعر باستحقاقه إلى ما وصل إليه، تتلاشى كل هذه التساؤلات عندما تقلك الطائرة من لشبونة إلى مطار «كريستيانو رونالدو» الدولي في ماديرا، شعور نادر في التاريخ البشري شعر به قلة من البشر أن ترى بلادك والملايين من شعبها يمنحونك تكريمًا يصل لدرجة وضع اسمك على مطار دولي. كذلك مصنع حلوى وماركة من الأحذية الأنيقة وغيرها مما لم يمنحني الوقت لمعرفتها، أن تخلد ذكراك وأنت على قيد الحياة، أسبقية تاريخية حصل عليها «الدون» قد ينتبه لها كتاب «جينيس» لاحقًا.
قميص «الدون» يعلو
في بورتو البرتغالية وفي أغلب مدن البرتغال تعرف قيمة وأهمية «الدون» عندهم عندما تتجول في المحلات الرياضية إذ لا تشاهد قمصانًا معروضة على أبواب هذه المحلات سوى قمصان CR7 سواء الأندية التي سبق أن لعب لها أو قمصان المنتخب البرتغالي، الجميل أن قميص «الدون» مع نادي النصر تجده يتقدم هذه القمصان.