ديلاني.. محور لا يميز زملائه..ويتسلح بمساعدة الخصوم
«اسمي توماس ديلاني، ولدي إصابة بعمى الألوان، ما يجعل التفرقة بين زملائي والخصوم أمرًا صعبًا داخل الملعب»، بهذه الكلمات الصريحة اعترف المحور الدنماركي بحالته الصحية هذه، وذلك قبل بدء نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، ليكون أول نجم عالمي معروف يصرح علانية بمعاناته مع هذا المرض خلال احترافه كرة القدم.
وتحدث ديلاني للمرة الأولى عن إصابته بهذا المرض خلال مباراة جمعت منتخب بلاده الأول لكرة القدم بخصمه المكسيك تجريبيًا عام 2018، حين ارتدى المنتخب الدنماركي القميص الأحمر والسروال الأبيض، فيما ارتدى منافسه القميص الأخضر والسروال الأبيض، ما جعل الأمر صعبًا على مرضى عمى الألوان، ومن بينهم ديلاني الذي يشارك داخل الملعب.
وقال ديلاني حينها في تصريحات أبرزتها وسائل الإعلام الدنماركية والأوروبية: «عندما تكون الناس على مقربة من بعضهم البعض فإن الأمر يكون سهلًا من حيث التصنيف والتمييز، ولكن عندما يكون الإيقاع سريعًا داخل الملعب فإن الأمر يصبح أصعب قليلًا، إنه أشبه بظلال لنفس اللون، مما يجعل الأمور صعبة بالنسبة لي بعض الشيء».
وأصبح اللاعب الدنماركي يعاني بوضوح كلما لعب مع منتخب بلاده الدنمارك ضد منافسين يرتدون الألوان الخضراء أو حتى الصفراء، مع لعب الدنمارك بالزي الأحمر، ما يجعله يفكر بعض الشيء قبل التمرير، خشية أن يمرر إلى لاعبي الخصوم دون أن يقصد، بسبب عدم تحديده وتمييزه الألوان بشكل صحيح.
وأشارت منظمة ألباني المختصة بمرض عمى الألوان إلى أن هناك نحو 350 مليون شخص يعانون من هذا المرض، ومن بينهم لاعبو كرة القدم مثل توماس ديلاني، الذي اعترف دون خوف بإصابته ومعاناته أحيانًا داخل الملاعب.
وبسبب معاناة توماس ديلاني مع الألوان، قرر منتخبا الدنمارك وأستراليا استخدام القمصان الاحتياطية خلال مواجهتهما في منافسات كأس العالم 2018، إذ طلب ديلاني من الفريق الأسترالي ارتداء القميص البديل للأصفر، كما لعب منتخب بلاده باللون الأبيض، ما جعل الأمور أسهل بالنسبة له.
وبدأت اتحادات كرة القدم تهتم أيضًا بالمصابين بمرض عمى الألوان، بعد تصريحات توماس ديلاني الإعلامية، حيث أصدر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في وقت سابق فيديو عبر الرسوم المتحركة، تقديرًا للتحديات التي يواجهها مصابو مرض عمى الألوان من المشجعين واللاعبين والمدربين، بالتنسيق مع «يويفا».
وتؤكد الدراسات أن مرض عمى الألوان يعني نقص رؤية الألوان، لكن هناك حالات تؤدي إلى نقص حدة البصر نفسها، خاصة في البيئات الساطعة، لذلك فإن الأشخاص يعانون من هذا المرض أثناء النظر إلى الألوان المتشابهة والمتقاربة في مختلف الأماكن، كما أنه لا يوجد علاج رسمي ونهائي لعمى الألوان، ولكن هناك عدسات لاصقة ونظارات تجعل التمييز أسهل بين الألوان.
هذا ويشارك منتخب الدنمارك في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024، ضمن المجموعة الثالثة رفقة سلوفينيا، صربيا، وإنجلترا، لذلك فإنه قد يجد الأمور أسهل في حال لعب المنافسين بالزي الأبيض في مبارياتهم، حتى يرتدي المنتخب الدنماركي الزي الأحمر دون مشاكل، وهذا هو السيناريو الأقرب مع ارتداء سلوفينيا وإنجلترا الزي الأبيض الأساسي، مع لعب صربيا بالزي الأبيض البديل.