تغريدات تويتر «إكس» في الأيام الماضية تزينت بصوّر الحجاج، ونقلت لنا فرحتهم، عبّروا عن مشاعرهم بعفوية، وشكروا المملكة وما زالوا يشكرونها على الكرم السعودي الحاتمي، وعلى جمال ودقة التنظيم. لا أعرف أعداد الذين يخدمون حجاج بيت الله، وهذا تقصير مني، لكني أراهم في كل مكان، يقدمون يد العون لكل محتاج، يحملون الضعيف، ويسقون العطشان، ويحافظون على الأمن. كلما رأيتهم دعوت الله أن يجازيهم كل خير، وتمنيت لو كنت واحدًا منهم لأحظى بشرف خدمة بيت الله. في نفس الوقت، أقرأ أرقامًا عن أعداد الذين حاولوا الحج دون تصريح، وأتساءل: كيف تحج وأنت ترتكب مخالفة قانونية؟ ألا يعلم الذين يحاولون الحج من دون تصريح أنهم يتسببون بمشاكل للحجاج من ناحية التنظيم؟ التغريدات كعادتها كانت متنوعة، كرة القدم موضوع ثابت، ومع أن كل مشجع يريد لفريقه الفوز، إلا أن الخوف من الخسارة ليس لفقدان ثلاث نقاط فقط، بل لأن الخسارة تتيح لجمهور الفريق الفائر «الطقطقة» على جمهور الفريق الخاسر. أتذكر أحد الأصدقاء عندما سجل فريقه هدف الفوز في الثواني الأخيرة، حمد الله وقال: افتكينا من طقطقتهم! أبدأ بأول تغريدة من حساب صلاح الذي نشر صورة سيارة محملة حملًا ثقيلًا فاق قدرتها، وعلّق على الصورة قائلًا «طالما لا تشكو، سيزيدون الحمولة عليك» أتفق مع صلاح، وهؤلاء الذين يزيدون الحمولة عليك لأنك لا تشكو هم إما استغلاليين أو يعانون نقصًا من الإحساس. عبد الله وافيه غرد عن مهمة الناقد، ولم أقرأ التغريدة على أن الناقد المقصود هو المختص بالأدب فقط، بل في كل المجالات «ميخائيل نعيمة في كتابه الغربال يقول: مهمة الناقد غربلة النصوص، لا غربلة أصحابها» لا شك أن كلامه دقيق، العالم يعاني من الشخصنة، ولو كان كل نقدٍ توجه نحن الفعل لا الشخص لاختفت نصف مشاكل العالم. قصة قصيرة جدًا غردت بها أماني على لسان الكاتبة الروسية تاتانيا ألكسيفيا «حدث أنني لم أفلح في الوصول إلى غرفة العمليات، وولدت طفلي في ممر مستشفى التوليد، أرادت الممرضة أن تخفف عني فحكت لي كيف أن إحدى النساء ذات يوم ولدت طفلها في موقف الباص أمام المستشفى. استحيت أن أقول لها أن تلك المرأة هي أنا أيضًا». أخيرًا تغريدة طريفة لأحمد باسي «إنا لله وإنا إليه راجعون. انتقلت إلى رحمة الله رغبتي في النقاش وتحمل الناس».