تستقبل ألمانيا خلال الفترة من 14 يونيو الجاري إلى 14 يوليو المقبل النسخة الـ 17 من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، بمشاركة 24 منتخبًا، وزعت على 6 مجموعات، ستخوض مبارياتها في 10 ملاعب، وزعت على 10 مدن.
تاريخيًا، نشأت فكرة البطولة في عام 1927، عندما اقترح هنري ديلوناي، الأمين العام للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، على الاتحاد الدولي، تنظيم بطولة قارية لأوروبا، لكن الفكرة وئدت في مهدها حيث لم تجد قبولًا وحماسًا كبيرين من دول القارة.
وبعد 27 عامًا بعثت الفكرة من جديد، بعد أن تولى ديلوناي نفسه أمانة الاتحاد الأوروبي للعبة بعد تأسيسه في 1954، إلا أن وفاته في العام التالي حالت دون أن يرى ولادة مشروعه، لكن وبعد عام من رحيله، تقلد ابنه بيير منصب سكرتير اللجنة المنظمة للبطولة، وأطلق على كأسها اسم «هنري ديلوناي» تقديرًا للجهود التي بذلها في المشروع، وفقًا لموقع الاتحاد الأوروبي للعبة «يويفا».
وفي عام 1960 انطلقت البطولة بـ 17 منتخبًا، وهي فرنسا، اليونان، الاتحاد السوفيتي «روسيا»، المجر، يوغسلافيا «صربيا»، بلغاريا النمسا، النرويج، وإسبانيا، بولندا، رومانيا، تركيا، البرتغال، ألمانيا الشرقية، الدنمارك، تشيكوسلوفاكيا «التشيك» وإيرلندا، فيما رفضت كل من إنجلترا وإسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية وإيطاليا وهولندا وألمانيا الغربية بطلة مونديال 1954، المشاركة.
وجرى لاحقًا تقليص عدد المنتخبات إلى 16 باستبعاد إيرلندا التي لعبت مواجهتين في دور تمهيدي أمام تشيكوسلوفاكيا «2ـ0» و«0ـ4». وأسفرت مواجهات دور الـ 16 «ذهابًا وإيابًا» عن تأهل كل من فرنسا، الاتحاد السوفيتي، ويوغسلافيا، النمسا، إسبانيا، رومانيا، البرتغال وتشيكوسلوفاكيا.
بعد ذلك شقت 4 منتخبات طريقها إلى نصف النهائي وهي فرنسا، يوغسلافيا، تشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفيتي، الذي تأهل بعد انسحاب إسبانيا من مواجهته لأسباب سياسية. ونظمت مباريات هذا الدور في فرنسا خلال الفترة من 4ـ10 يوليو 1960، ونجح المنتخبان السوفيتي واليوغسلافي في بلوغ النهائي بفوزهما على تشيكوسلوفاكيا وفرنسا «3ـ0» و«5ـ4» تواليًا، ليخوضا النهائي الأول في البطولة.
وعلى ملعب حديقة الأمراء في باريس، وبحضور 17966متفرجًا، توج المنتخب السوفيتي باللقب الأول في البطولة بتغلبه على اليوغسلافي 2ـ1 بعد التمديد، في مواجهة أدارها الحكم الإنجليزي آرثر إدوارد إليس، فيما حلّ التشيكوسلوفاكي ثالثًا بعد تغلبه على الفرنسي «2ـ0» في ملعب فيلودروم بمدينة مارسيليا.
وشهدت البطولة إجمالًا 26 مباراة، سجل خلالها 102 هدف، ويعد الفرنسيون الأكثر تسجيلًا بـ 21، يليهم اليوغسلاف بـ 15، أما بطل الدورة فاكتفى بالمركز الرابع بـ 9 أهداف فقط خلف النمسا «10». وحصل الفرنسيان جوست فونتين وجان فنسان على لقب هدّاف البطولة برصيد 5 لكل منهما.
وتعد مباراة يوغوسلافيا وفرنسا «5ـ4» في نصف النهائي هي الأكثر تسجيلاً للأهداف في كل تاريخ نهائيات البطولة. كما أن معدل تسجيل الأهداف في البطولة والبالغ 4.25 في المباراة الواحدة يظل الأعلى حتى الآن وفقًا لـ «يويفا».
وحصل كل لاعب من لاعبي المنتخب السوفيتي على جائزة مالية بقيمة 200 دولار أمريكي، وجرى تكريمهم في حفل استقبال في برج إيفل بعد نهاية المباراة.