قبل الأولمبياد.. فاجعة كيبتوم أيام سوداء في كينيا
مع اقتراب موعد النسخة الـ 33 من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، التي تستضيفها باريس، بدءًا من 26 يوليو المقبل، تتحسَّر كينيا على خسارة رياضي كان يَعِد بمنحها الميدالية الذهبية، وحتى النزول تحت حاجز الساعتين في سباق الماراثون، وهو كيلفن كيبتوم، الذي خسرته البلاد في فبراير بحادث سير عن 24 عامًا.
وفي مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، وصف جاكسون توّي، رئيس الاتحاد الكيني لألعاب القوى، مصرع كيبتوم بـ «المدمّر».
ولقي كيبتوم، وهو أب لطفلين، مصرعه في حادث سيارة خلال وقت متأخر من ليل 11 فبراير، بعد أشهر فقط من تسجيله رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا بسباق الماراثون في شيكاغو بزمن 2:00:35 ساعة.
ولم تكن الصدمة محصورة ببلاده وحسب، بل طالت العالم بأجمعه، لأنه كان يمثّل معلمًا عظيمًا في ألعاب القوى الحديثة، مع أمل بإنجاز كبير الصيف المقبل في ألعاب باريس 2024.
وقال رئيس الاتحاد الكيني لألعاب القوى: «لقد كان شابًا.. كان في خضم الصعود.. كان في الـ 24 من عمره فقط، وحطم للتو الرقم القياسي العالمي. لذلك، شعر الجميع بالصدمة حقًا».
وتابع: «الأمر المحزن جدًا هو أن الجميع كان يتطلّع إليه ليقدّم أداء جيدًا في الأولمبياد، وربما يخفّض الرقم القياسي في الماراثون لأقل من ساعتين.. الجميع كان يتطلع إلى أن يكون في حالة جيدة حتى يتمكن من تحطيم رقم قياسي آخر».
والمهمة الحالية واضحة لرئيس الاتحاد: «ما يتعيّن علينا فعله الآن هو المضي إلى الأمام، ومعرفة كيف يمكننا دعم الأسرة».
وأجرت «فرانس برس» المقابلة مع توّي خلال وجوده في جنيف لحضور الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية بجانب العداء الكيني المعتزل ديفيد روديشا، صاحب الرقم القياسي العالمي في سباق 800 متر، في حملة من أجل هواء نظيف للرياضيين.
وعلى الرغم من أن كيبتوم شارك في سباق الماراثون ثلاث مرات فقط «فالنسيا 2022، ولندن 2023، وشيكاغو 2023»، إلا أنه فاز بها جميعًا، مسجّلًا ثلاثة من أسرع سبعة أزمنة في التاريخ.
وسجّل كيبتوم رقمه القياسي، البالغ 2:00:35 ساعتين في ماراثون شيكاغو، أكتوبر الماضي، بفارق 34 ثانية عن الرقم السابق لمواطنه إليود كيبتشوجي.
وكان كيبتوم قريبًا من الرقم القياسي، خلال مشاركته في ماراثون لندن، أبريل 2023، حين سجل 2:01.25 ساعة، في طريقه إلى الفوز.
ولم يسبق لكيبتوم أن تواجه مع مواطنه المخضرم كيبتشوجي، لكنه تمنى فعل ذلك في أولمبياد باريس، حيث سيسعى ابن الـ 39 عامًا إلى الفوز بالذهبية للمرة الثالثة تواليًا.
واعترافًا بمكانته في ألعاب القوى الكينية والعالمية، حضر وليام روتو، رئيس البلاد، والبريطاني سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، إضافة إلى كبار العدائين في مقدمهم روديشا، جنازة كيبتوم.
ويذكّر موت كيبتوم بالوفاة الصادمة لعداء الماراثون الكيني سامويل وأنجيرو بعمر مماثل، عندما لقي حامل ذهبية أولمبياد بكين 2008 مصرعه عام 2011، بعد سقوطه من شرفة.
وأتى بروز كيبتوم في وقت تواجه ألعاب القوى الكينية أزمة منشطات، مع إيقاف 67 رياضيًا كينيًا في الأعوام الخمسة الأخيرة، لتعاطي مواد محظورة.
وتحسَّر روديشا على خسارة موهبة واعدة مثل كيبتوم، قائلًا: «كان كيلفن رياضيًا رائعًا.. لقد أظهر للعالم أنه بالإمكان تحقيق المزيد.. كان لافتًا جدًا.. برز في وقت قصير جدًا.. كان مجهولًا لدى الكثيرين حتى حطم الرقم القياسي العالمي».
وتابع: «كان الأمر محزنًا حقًا بالنسبة لكينيا، لأنه عندما يكون لديك مثل هؤلاء الرياضيين، الذين يجلبون الفخر لبلادنا، ولا سيما في عام مثل هذا عندما كان في القمة، كنا نتوقع إمكانية الفوز بميدالية أولمبية».