عندما تشاهد أندية النخبة الآن في كرة القدم وهي تبحث عن مدربين جدد هذا الصيف تعلم جيدًا أن كرة القدم انقلبت رأسًا على عقب، كل هذه الأندية الكبيرة التي تجري تغييرات في الوقت الحالي تسير في اتجاه مماثل، ‏لا أحد منهم يختار مدرب بطولات، والمدربين الذين لديهم سيرة ذاتية هائلة من الفوز في كرة القدم.
تبحث أندية بايرن ميونيخ وبرشلونة وتشيلسي ومانشستر يونايتد وقبل ذلك ليفربول والعديد من الأندية الأوروبية التي لا يمكن حصرها عن مدربين شباب، مدربين من 28-40 سنة، شاهد أياكس الذي قام بتعيين فرانشيسكو فاريولي صاحب الـ 35 سنة مدربًا جديدًا للنادي، وهو أول مدرب أجنبي يدرب أياكس منذ 25 سنة.
تتحرك أندية النخبة للمدربين الشباب لأسباب عديدة، أبرزها التحول الحالي في كرة القدم من ناحية اللاعبين وتغيير الثقافة لديهم، الكثير من اللاعبين بحاجة إلى مدرب يستطيع أن يفهمهم لكي يظهر اللاعب كل شيء على أرضية الملعب بعد تهيئة البيئة من المدرب الشاب، والقريب جدًا من اللاعبين، بالإضافة إلى قدرة المدرب الشاب على العمل في نظام البيانات الذي أصبح يسيطر على كرة القدم الآن بجانب الأقسام المخصصة مثل أقسام الكرات الثابتة، ورميات التماس وغيرها من التطور الذي وصلت له كرة القدم.
أيضًا لا ننسى أن الأندية الآن أصبحت تعمل وفق هياكل إدارية قوية مكونة من رؤساء أقسام وتنفيذيين ومديرين رياضيين، وهذا يعني أن عملية اتخاذ القرار أصبحت تشاركية بين كل الأطراف وهذا الأمر لن يتقبله مدربو النخبة في الكرة الأوروبية، على عكس المدربين الشباب الأكثر انفتاحًا على ذلك.
هذا التغيير الجديد يجب أن يستفيد منه الدوري السعودي الذي يمر بمرحلة بناء أسس وبحاجة ماسة إلى خبرات المدربين الكبار في كرة القدم لتغيير العقلية وبناء أسس قوية في أنديتنا، وهي فرصة كبرى يجب أن نستغلها بشكل صحيح، مدربون أمثال كونتي ومورينيو وأليجري قادرون على صنع الفارق إذا حصلوا على مشاريع شبيهة بمشروع ستيفين جيرارد مع الاتفاق.