عائلة مايكل شوماخر كسبت دعواها ضد مجلة ألمانية، المجلة نشرت حوارًا مع شوماخر من خيال الذكاء الاصطناعي، عنوانه اللقاء الأول، وكتبت في خط أصغر أن الحوار من وحي الخيال. لن أخوض في ما عانته العائلة من رؤية حوار جديد مع شوماخر الذي يرقد على السرير الأبيض، فاقدًا للوعي منذ الحادث المؤسف العام 2013، لكن ما شدني أن المجلة استعانت بالذكاء الاصطناعي ليتخيّل لها! وهذا يشير إلى أمر خطير، وهو أن عالم النشر بعد سنوات قد يستعين في معظم شؤونه بالذكاء الاصطناعي، خصوصًا إذا علمنا أنه يتطور بشكل سريع، وطالما هو عبارة عن تطبيقات فهذا يعني أن كل شخص يستطيع استخدامه وإصدار مجلته وصحيفته بكل سهولة. كنت أتصور أن الخيال صفة إنسانية فقط، يتميز فيها المبدعون عندما يحولونه إلى كلمات أدبية ولوحات فنية وقصائد وابتكارات، ويبدو أننا أمام بدايات واقع جديد، سيتميز فيه تطبيق الذكاء الأفضل، وليس الكاتب الأفضل، ولا الرسام الأفضل، ولا المغني الأفضل. لا شك أن الإبداع الإنساني سيبقى لكنه سينحسر، وسينحسر كثيرًا طالمًا أن لغة المال هي اللغة التي تسبق لغة الإبداع الإنساني. آخر ما قرأته عن التطبيقات أنها أصبحت تتميز بمشاعر تشبه مشاعر الإنسان، وفي إحدى المحادثات التي أجراها أحدهم مع امرأة ذكاء اصطناعي وبعد أن امتدح جمالها أجابته: أنت تخجلني! قالتها بصوت امرأة شعرت بالحرج والخجل.. تصوروا! مشكلة الذكاء الاصطناعي أنه يشبه الديناميت، من خلاله تستطيع أن تفجر الصخور لتشق الطرقات، ومن خلاله تستطيع صناعة القنابل! للحق أن الذكاء الاصطناعي قدم خدمات طبية كبرى، وأتاح كمًا هائلًا من المعلومات أمام المستخدمين، وسهل على الموظفين أعمالهم، وخدمات أخرى كثيرة، لكنه أصبح بديلًا لوظائف كان الناس يعتاشون منها، وسيصبح بديلًا لوظائف لم يتصور أحد أنه سيحل بديلًا عنها. الكثير من الأسماء السينمائية لن تجد لها أدوارًا في المستقبل غير البعيد، وسيتحدث نجوم الغناء عن زمنهم الجميل قبل أن يحل الذكاء بديلًا عنهم. بالنسبة لي، بدأت تعلم الزراعة، فكل شيء في العالم يتغير، وما نحتاجه اليوم قد لا نحتاجه غدًا، إلا الغذاء هو السلعة التي لا يُستغنى عنها.
فهد عافت: يمحق الله الرِّبا. وأرى أنه من الربا، أن تتفضل على أحدٍ من الناس، ثم تذكّره بفضلك عليه!.
فهد عافت: يمحق الله الرِّبا. وأرى أنه من الربا، أن تتفضل على أحدٍ من الناس، ثم تذكّره بفضلك عليه!.