تلميذ فيريرا يعيد الزمالك إلى واجهة إفريقيا
ينتمي البرتغالي جوزيه جوميز، مدرب فريق الزمالك المصري الأول لكرة القدم بطل الكونفدرالية الإفريقية، إلى أقليةٍ من مدرّبي الكرة عجزوا عن نيل الشهرة بوصفهم لاعبين، وتوقَّفوا عن ممارسة اللعبة مبكّرًا وقبل توقيع عقودٍ احترافيةٍ.
وبدلًا من البحث عن مجالٍ آخر، بعد عناد «الساحرة المستديرة» له، اتخذ جوميز قرارًا جريئًا، غيَّر حياته بالكامل، باقتحام عالم التدريب، عام 1992، عن عمرٍ يناهز الـ 22 عامًا فقط.
صعد البرتغالي السُلّم من الأسفل، وبدأ مدرّبًا لفِرق الشبَّان، ثم عمِل مدرّبًا مساعدًا، ومدرّبًا للياقة البدنية، وحظِيَ بتجاربَ خجولةٍ بوصفه مدرّبًا أوَّلَ، حتى وجد ضالته في مواطنه جيسوالدوا فيريرا، المدرب المخضرم وأستاذ الخطط والتكتيك الملقَّب بـ «البروفيسور».
وقع اختيار فيريرا على جوميز للعمل مدربًا مساعدًا له في بورتو البرتغالي، ثم في ملقة الإسباني وباناثينايكوس اليوناني.
وبعد مجاورة «البروفيسور» لنحو أربعة أعوامٍ، بدأت في 2008، طلَّق جوميز مهمة المدرب المساعد إلى غير رجعةٍ، وارتدى مجدَّدًا عباءة الرجل الأول، متسلحًا بما اكتسبه من خبراتٍ على مدى عقدين من الزمان.
وسرعان ما قادته مسيرته التدريبية بعدها إلى السعودية، التي تولَّى فيها تدريب التعاون والأهلي.
ووضع البرتغالي بصمته على تاريخ «سكري القصيم»، وقاده إلى التأهل للمرة الأولى إلى دوري أبطال آسيا، ما دعا الأهلي، أحد الأربعة الكبار في الكرة السعودية، إلى التعاقد معه، في تكليفٍ، بدأ بحصد لقب كأس السوبر السعودي 2016، وانتهى سريعًا، عبر الإقالة، بسبب سوء النتائج.
وفي محاولةٍ لتكرار نجاحهما معًا، استعاد التعاون مدربه السابق مرَّتين، عامَي 2017 و2021. بينهما، قاد جوميز ريو آفي في بلاده، وريدينج في إنجلترا، وألميريا في إسبانيا.
وعجز البرتغالي عن استنساخ نتائج فترته الأولى مع «سكري القصيم»، أو الصعود بألميريا إلى الدوري الإسباني. وتراجعت مسيرته إلى درجة إقالته، العام الماضي، من تدريب فريق شافيز في بلاده بعد ست مبارياتٍ فقط.
ومثلما نشَّط الزمالك المصري عدَّاد ألقاب جيسوالدو فيريرا، بعد غيابٍ عن منصَّات التتويج بين 2010 و2015، سار التلميذ على خطى أستاذِه، وقَبِل مهمة تدريب الفريق القاهري، فاستفاد الطرفان.
ومساء الأحد في القاهرة، قاد البرتغالي، البالغ من العمر 53 عامًا، «القلعة البيضاء» إلى حصد كأس الكونفدرالية الإفريقية للمرة الثانية في مسيرة النادي، وأضاف لقبًا ثانيًا، بعد كأس السوبر السعودي، إلى مسيرته التدريبية.