في بلدة «القديح» الواقعة على بعد ميل واحد شمال غرب محافظة القطيف، رأت عينه النور، وسط غابات من النخيل، وبدا مثله كغيره من الأطفال باهتمامه بممارسة الرياضة في الصغر، لكنه حينما بدأ ارتبط مبكرًا بلعبة كرة الطاولة، حينها كان يراقب والده وشقيقه الأكبر وهما يمارسان اللعبة، ليتسلل عشقًا، ويبدأ في مداعبتها، عبر ناديه مضر، وحينما وصل عمره للعاشرة اتجه نحو أروقة الجار «السلام»، الذي فتح أبوابه للموهبة الصغيرة، وبعد عامين انتقل إلى معقل قلعة الكؤوس الأهلي في واحدة من أكبر الصفقات للاعب ناشئ في إحدى الألعاب المختلفة، قبل أن يحط رحاله في الاتحاد هذا الموسم.
ضيف «الرياضية» في هذا الحوار علي نور الخضراوي، يتحدث عن مشاركته في بطولة «سماش السعودية» وعن إعداده لمونديال باريس 2024.

01
كيف تصف مشاركتكم في بطولة «سماش السعودية» لكرة الطاولة؟
أعتقد أنها مشاركة إيجابية جدًا، لاسيما أن بعض زملائي اللاعبين الذين شاركوا فيها كانوا دون الـ 18 عامًا، وتعد مشاركتهم مميزة مصحوبة بكسب الخبرات والاحتكاك، بجانب التدريبات التي يؤدونها بشكل يومي مع عدد كبير من المصنفين العالميين في اللعبة.
02
ماذا عن مشاركتك كلاعب خبرة بجانب زميلك عبد العزيز بوشليبي؟
على الرغم من قوة المشاركة في بطولة «سماش السعودية» لكرة الطاولة، إلا أننا نضعها ضمن مشوار الإعداد للتأهل لأولمبياد باريس 2024، إذ سنشارك بعد عدة أيام في تصفيات غرب آسيا المؤهلة للأولمبياد، وكلنا آمل في التأهل المباشر كما كان تأهلنا لأولمبياد طوكيو الماضية، إلى جانب ذلك فإننا واجهنا المصنف الأول عالميًا وكذلك المصنف الثالث، وهذا يعد خير إعداد وبمثابة معسكر عالمي.
03
مثل هذه البطولات ماذا تمثل لكم؟
تمثل لنا مساواة الاهتمام من قبل القيادة ـ حفظها الله ـ ووزارة الرياضة لكافة الألعاب، لاسيما أن السعودية تنوعت في الاستضافات خلال الأعوام الماضية وكل لعبة تقريبًا نالت نصيبها من الاستضافات، وكذلك تساهم في كسب العديد من الخبرات في التنظيم ورفع مستوى التنافس في البطولات المحلية أيضًا.
04
كيف تقيّم المستوى الفني في البطولة؟
قدمنا مستويات فنية مرضية، القرعة كذلك لم تخدمنا حيث إننا واجهنا أقوى المصنفين «من العشرة الأوائل»، وفي الزوجي المختلط حققت انتصارًا مع المصرية هنا جودة، بجانب فوزنا على زملائنا «خالد الشريف وتركي المطيري» في الزوجي «رجال»، لاعبو شرق آسيا متفوقون علينا لاسيما الصين التي تعد كرة الطاولة هي اللعبة الشعبية الأولى لديهم.
05
ماذا عن التنظيم؟
نجاح مبهر وكبير جدًا وبشهادة الجميع بما فيهم الاتحاد الدولي للعبة، الذي أعلن رسيمًا عن تحطيم كل أرقام المتابعة، إذ شاهد مراسم القرعة أكثر من 7 ملايين مشاهد حول العالم، ويكفي أن البطولة تنقلها أكثر من 126 دولة، ويبدو أن التنظيم السعودي سيجعل الدول التي ستستضيف «سماش» مستقبلًا في حرج.
06
كيف رأيت الحضور الجماهيري؟
حضور صيني طاغي، وحسب المتداول أن تذاكر المباراة النهائية نفدت بعد عرضها في الموقع الرسمي بـ 24 ساعة، وشهدت مواجهتنا أيضًا حضورًا أكثر من جيد جدًا، امتلأت بهم الصالة الفرعية بالجماهير بشكل يومي، الحضور يعد أكثر من رائع.
07
هل الحضور من الجالية التي تعيش في السعودية أم حضرت من بلادها لمتابعة البطولة؟
لا، أعتقد جميعهم قدموا للسعودية لمشاهدة بطولة «سماش السعودية» وتشجيع اللاعبين الصينيين، وحسب المتداول أن أكثر من 600 صيني وصلوا منذ انطلاق البطولة بجانب المقيمين في السعودية.
08
ماهي أهم الرسائل التي من الممكن أن تظهر في مثل هذا التجمع العالمي؟
الرسائل كثيرة، أولها أننا في السعودية لا نزال نواصل إثبات قدرتنا على استضافة أكبر البطولات العالمية، وأصبحنا موطنًا حقيقيًا للأحداث الرياضية وعاصمة للألعاب المختلفة، ورسالة أخرى تبلور الدعم اللامحدود الذي يلقاه القطاع الرياضي من لدن قيادتنا الحكيمة ـ يحفظها الله ـ وبإذن الله تستقطب مثل هذه البطولات هواة رياضة كرة الطاولة في السعودية، وتعود بالفائدة علينا كلاعبين.