يشكل ملعب سانتياجو برنابيو قلعة حصينة لفريق ريال مدريد الإسباني الأول لكرة القدم، إذ لم يذق طعم الخسارة فيه منذ أكثر من عام، لكن، «الملكي» سيكون في أشد الحاجة لتلك الحصانة الثلاثاء عندما يستضيف بايرن ميونيخ الألماني في إياب نصف نهائي دوري الأبطال، بعد العودة بالتعادل 2ـ2 الثلاثاء الماضي من أليانز أرينا.
وعانت جميع الأندية، الموسم الجاري، على الملعب الذي تصفه جماهير النادي بـ«مسرح الليالي السحرية»، بما فيها حامل اللقب مانشستر سيتي، والغريم اللدود برشلونة، لينضما إلى القائمة الطويلة من ضحايا «الملكي».
ومنذ السقوط أمام فياريال 2ـ3 في الثامن من أبريل 2023 في الدوري «الجولة 28»، وقبل 4 أيام من مواجهة تشيلسي الإنجليزي في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، لم يخسر الريال على ملعبه في 31 مباراة، حيث نجح بقلب الطاولة على منافسيه أكثر من مرة، ليحجز بطاقة التأهل من عقر داره 23 مرة في آخر 24 مواجهة إقصائية بالمسابقة منذ 1991 بعد التعادل ذهابًا. وتعكس هذه النتائج صعوبة مهمة البافاري،، الذي خاص 13 مواجهة على ملعب الريال، سقط خلالها 8 مرات وتعادل مرتين.
ولخّص الإسباني بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، قبل مباراة الذهاب في الدور ربع النهائي، ما تمرّ به الفرق التي تزور العاصمة الإسبانية، قائلًا «90 دقيقة في برنابيو هي فترة طويلة جدًا، وذلك لأسباب عديدة.. في الواقع، نتوقع أن نلعب مباريات عدة في مباراة واحدة».
وصفت صحيفة «ماركا» الرياضية الإسبانية زيارة البرنابيو بـ«الصداع الحقيقي» وأن «تقديم أفضل نسخة لديك لا يكفي.. المدريديون يطوّرون مقاومة للهزيمة في أي ظرف من الظروف، مما يجعل مواجهتهم صعبة للغاية».
وشيد الريال ملعبه عام 1947 في عهد رئيسه سانتاجو بيرنابيو الذي انتخب قبلها بثلاثة أعوام، وشهد الملعب العديد من التحديثات كان آخرها التي بدأت في 2019 وأسفرت عن تحفة هندسة كلفت 1.7 مليار يورو.
واستضاف الملعب العديد من الأحداث الرياضية التاريخية، أبرزها نهائي مونديال 1982 بين إيطاليا وألمانيا الغربية «3ـ1»، و4 نهائيات في دوري الأبطال منذ 1957عندما توج الريال بلقبه الأول في البطولة على حساب فيورنتينا الإيطالي 2ـ0، كما استضاف نهائي كوبا ليبرتادوريس بين ريفر بليت وبوكا جونيور الأرجنتينيين «3ـ1»، إلى جانب 36 نهائي في كأس ملك إسبانيا.