ساكالا.. سلاح قديم يطعن في خاصرة جيرارد
تحوَّل الزامبي فاشيون ساكالا، مهاجم فريق الفيحاء الأول لكرة القدم، من سلاح للإنجليزي ستيفن جيرارد، مدرب الاتفاق، إلى خنجر طعن خاصرته خلال منافسات الجولة الـ 30 من دوري روشن السعودي.
يعرف جيرارد المهاجم الزامبي جيدًا، منذ بروزه مع أوستينده البلجيكي، ولذلك أحضره إلى صفوف رينجرز الإسكتلندي، صيف 2021، وأشرف على تدريبه لمدة دامت نحو 4 أشهر.
أوَّل ما ذكره المدرب عن اللاعب كان تشبيهه بـ «الماس الخام»، عندما سجّل الأخير هدفًا لرينجرز في مرمى ريال مدريد الإسباني، خلال مباراة تحضيرية سبقت انطلاق موسم 2021ـ2022، إشارة إلى قدراته الفطرية الرفيعة التي تحتاج إلى يد ماهرة تنمّيها وتستخرج الأفضل منها.
وقال الإنجليزي آنذاك: «ساكالا يرغب في التعلم باستمرار، ومن دواعي سروري العمل معه، يمكنكم رؤية كم هو مبشّر، لكننا ما زلنا بحاجة إلى مساعدته، وتلميع الماسة كي يصبح اللاعب الذي نتوقعه».
ومع انطلاق ذلك الموسم، بدا المدرب مترددًا في التعويل على اللاعب بصفة منتظمة، فتارة كان يُشركه أساسيًا، وأخرى بديلًا، وأحيانًا يُبقيه على كرسي الاحتياط.
ووصلت حصيلة مشاركات الزامبي تحت قيادة جيرارد إلى 15 مباراة، 6 منها أساسيًا، وسجّل إجمالًا 4 أهداف وصنع واحدًا.
المباراة الأبرز كانت أمام ماذرويل، 31 أكتوبر 2021، التي انتهت بفوز رينجرز 6ـ1، وفيها، سجّل ساكالا ثلاثة أهداف «هاتريك».
يومها تغيّرت لهجة الإنجليزي أثناء حديثه عن اللاعب، وقال: «هو الآن أكثر استقرارًا، نثق فيه، وهو يثق في الطريقة التي نلعب بها.. شعرنا - كطاقم فني - باستعداده للحصول على فرصة، وقد استغلها بكلتا يديه».
بعد تلك المباراة بنحو أسبوعين، رحل جيرارد، لسوء حظ ساكالا الذي بدأ يرسّخ قدميه، منتقلًا إلى تدريب أستون فيلا الإنجليزي.
وخاض المدرب برفقة «الفيلانز» تجربة لم تكلل بالنجاح، ورحل أكتوبر 2022، في وقت كان المهاجم الزامبي يواصل رحلته مع رينجرز، التي مرّ خلالها على 4 أسماء فنية أخرى، بعد جيرارد، منها الهولندي جيوفاني فان برونكخورست، أكثر من دربه في النادي الإسكتلندي.
وفي يوليو 2023، أعلن الاتفاق تعاقده مع جيرارد، وبعد نحو شهر واحد، انتدب الفيحاء ساكالا من رينجرز، لتجمع الكرة السعودية بينهما من بوابتي ناديين مختلفين.
وفي نوفمبر الماضي، حانت أول مواجهة بينهما، عندما حل الاتفاق ضيفًا على الفيحاء في الجولة الـ 13، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي، واستدعى ذلك تعليقًا من كل طرف حول الآخر.
قال جيرارد بعد المباراة: «ساكالا واحد من ألطف الرجال الذين قابلتهم على الإطلاق وأكثرهم تواضعًا، ناهيك عن تدريبهم. إنه رائع.. مبهج.. ذكي.. يريد التعلُّم كل يوم، يمكنك رؤية كم كان يمثل تهديدًا بالنسبة لنا، وسعيد لأنه لم يسجل، لكنني أحبه، فهو فتى مميز، وكان من دواعي سروري العمل معه».
ذلك التصريح وجد ما يوازيه على لسان ساكالا الذي قال: «من الرائع دائمًا رؤية الرجل الذي وثق بي. قضيت وقتًا ممتعًا معه، وكان من الجميل رؤيته. لسوء الحظ لم أسجل، لقد حاولت، وأردت حقًا التسجيل، إنَّه أمر مؤسف. لكنني أسعد دائمًا بمقابلة مثل هؤلاء الأساطير والحصول منهم على النصائح الجيدة».
وبعد 6 أشهر، انقلب اللاعب على مدربه السابق، وضرب شباك الاتفاق بهدفين، وكبّده الخسارة التاسعة في بطولة الدوري.
وعلى الرغم من إحباط جيرارد، وغضبه على لاعبيه خلال المؤتمر الصحافي التالي للمباراة، لم ينس الإشادة بساكالا الذي سجّل ضده للمرة الأولى، بعدما كان يفعل العكس أيام رينجرز.
واتّخذ المدرب من فاعلية المهاجم الفيحاوي، واستغلاله أخطاء الخط الخلفي للاتفاق، سوطًا إضافيًا للهجوم على لاعبي فريقه، الذين قدموا، في رأيه، أداء متخاذلًا، خلا من الرغبة والروح القتالية.