أوسبينا.. ملياردير يحلم باللقب الأول مع النصر
قبل 35 عامًا، وبينما كانت كولومبيا غارقة في صراعها ضد أخطر عصابات تهريب المخدرات، تحت قيادة الشهير بابلو إسكوبار، وحينما كان المجتمع هناك يعيش ظروفًا صعبةً للغاية، بسبب النزاع بين الحكومة و«كارتيلات الترويج»، ولد دافيد أوسبينا في مدينة ميديلين، التي كانت لا تَعرِف سوى أمرين فقط، المخدرات وكرة القدم.
منذ أن كان عمره ثلاثة أعوام فقط، وقع ديفيد أوسبينا، حارس فريق النصر الأول لكرة القدم، في حب الساحرة المستديرة، دون أن يعرف أنه سيصبح لاحقًا أحد أهم حراس المرمى التاريخيين للمنتخب الكولومبي.
خلال طفولته كان يبكي حرقة حين يسجلون هدفًا ضده، لأنه يحب دائمًا المحافظة على نظافة شباكه.
أثناء طفولته برزت لديه صفات القيادة، داخل الملعب وخارجه، إذ لم يكتف الحارس الصغير بأدوار حماية الشباك وحسب، بل تولى مهمة تسجيل الأهداف على ملاعب الحواري.
خلال مسيرته الطويلة في التنقل بين الملاعب الأوروبية، لم يكن أوسبينا ينجح دون الدعم الكبير، الذي حظي به من زوجته جيسيكا ستيرلنج، التي احتفل معها، يونيو الماضي، بمرور 14 عامًا على ارتباطهما، وكانت علاقتهما، التي بدأت عن طريق منصة الدردشة MSN Messenger، واستمرت نحو ثمانية أشهر عبر الإنترنت، الحافز المعنوي الأهم للحارس الكولومبي.
ولدت جيسيكا في ميديلين أيضًا، وتخرجت مديرة أعمال، ثم أنشأت فيما بعد شركة «ستيرلنج جريس»، المهتمة برعاية الأظافر.
بدأت قصة الحب بين أوسبينا وستيرلنج عندما كان حارس المرمى لاعبًا في أتلتيكو ناسيونال، ومنذ ذلك الوقت كانا معًا، وعاشا جنبًا إلى جنب تجارب مختلفة خلال الأندية والمدن، التي مر عليها حارس المرمى.
يرتبط أوسبينا بعلاقة قوية مع شقيقته دانييلا أوسبينا، سيدة الأعمال وزوجة جيميس رودريجيز، نجم المنتخب الكولومبي، ذلك الزواج كان ديفيد سببًا رئيسًا في إتمامه، بعدما أقنع والده، الذي كان يرفض قطعًا الموافقة على زواج جيميس من ابنته، قبل أن يتمكن منه ابنه، لتتزوج شقيقته بنجم ريال مدريد وبايرن ميونيخ سابقًا والريان القطري، قبل أن ينفصلا عام 2017.
يقول أوسبينا عن تلك العلاقة: «لقد سرق جيميس قلب أختي، لذا اضطررت لمساعدته في دخول الأسرة بعد إقناع والديّ اللذين لم يكونا مقتنعين تمامًا به، لم أكن أعرفه ذلك الوقت حين كان يلعب مع بانفيلد الأرجنتيني، ولكني أخبرت شقيقتي لاحقًا أنه يجب أن تكون سيدة أعمال في كرة القدم، لأن عينيها جيدتان باكتشاف اللاعبين الموهوبين بعد اكتشافها جيميس».
في عام 2019 فجع أوسبينا بوفاة والده هيرنان، الذي كان بمثابة الملهم والداعم الأول له بداية مسيرته، حيث يقول عنه: «دعم والدي كان مهمًا للغاية منذ أن بدأت حياتي المهنية عام 2005 مع ناسيونال، ساعدتني النصائح، التي قدمها لي، على النمو شخصًا ومحترفًا».
يعد أوسبينا حاليًا أحد أكبر رجال الأعمال في مدينة ميديلين، بعد أن خطط لمستقبله عندما يعتزل كرة القدم بشكل جيد ومبكر، حين استثمر أرباحه بأعمال غير متعلقة باللعبة، أحدها هو تدريب مواهب كرة قدم جديدة، بأكاديمية كانسيربيرو الخاصة به، التي ركزت على تدريب حراس المرمى، كما دخل أيضًا عالم العقارات جنبًا إلى جنب مع العديد من لاعبي كرة القدم السابقين في المنتخب الكولومبي، مثل إيفان كوردوبا، وماريو ييبس، وخوان بابلو أنجيل، حين شيدوا أحد أكبر مراكز التسوق بضواحي ميديلين، الذي تشير التقديرات إلى أن إجمالي الاستثمار لبنائه كانت أكثر من 30 مليون دولار.
أوسبينا استمثر أيضًا في الشركة، التي تملكها زوجته جيسيكا ستيرلنج «ستيرلنج جريس»، التي تقدم خدمات التجميل والمنتجعات الصحية في ميديلين، وكان استثماره يقدر بنحو 400 ألف دولار.
يتمنى ابن مدينة ميدلين أن تكون تجربته الاحترافية في السعودية، برفقة النصر، مليئة بالنجاحات والإنجازات، ويعوض جماهير الأصفر العاصمي عن فترة الغياب الطويلة، بسبب الإصابة، ويحتفل بلقبه الأول مع القطب العاصمي من خلال التتويج بكأس الدرعية للسوبر السعودي في أبوظبي.