الصقري.. ضحية الرهبة والإصابات والرسوب
لا يكاد يصدّق خالد الصقري أن أعوامه، في ملاعب كرة القدم، مرّت دون أن يتمكّن من تمثيل المنتخب السعودي، بما في ذلك فئتا الناشئين والشباب.
يتعامل الصقري، الذي يعمل موظَّفًا في وزارة الصحة، مع ضياع حلم الدفاع عن شعار المنتخب بوصفه كابوسًا يؤرّقه حتى الآن كلّما راجع شريط مشواره الكروي، الذي زامن عقد الثمانينيات الميلادية وأغلب عقد التسعينيات.
يتابع نجم نادي الطائي، الذي اعتزل اللعب عام 1997، كل تجمُّع لـ «الصقور الخُضر».
ويقول لـ «الرياضية» إن انسحاب أي لاعبٍ من معسكر المنتخب بسبب الإصابة يفتح عليه جراح الماضي.
وُلِدَ خالد فهد الصقري قبل انتصاف عقد الستينيات الميلادية، لأبٍ كان مهتمًا بكرة القدم وممارسًا لها، حتى إنه مثّل فريق الشباب حارسًا للمرمى.
أورث الأب أبناءه حب «الساحرة المستديرة»، ومثّل الستّةُ فريقَ الطائي الأول، وهم فيصل، حسن، وليد، صالح، مبارك، وخالد.
ويُعدّ المدافع صالح أشهرهم، لانضمامه بعد الطائي إلى الاتحاد، أحد أكثر الفرق السعودية جماهيرية، وخوضه 54 مباراةً مع المنتخب السعودي الأول، بين عامي 2000 و2007. كما مثَّل وليد، الذي كان أيضًا لاعبًا دفاعيًا، المنتخبَ في مباراتين، أواخر عقد الثمانينيات الميلادية.
لكن كلّ من عَرِف هذه الأسرة وراقب مسيرة أبنائها في الملاعب يؤكد أن خالد كان أكثر أشقائه موهبةً.
مع ذلك، تخلو سجلات المنتخب السعودي الأول، التي تشمل 565 لاعبًا، من اسمه.
ويفسّر خالد ذلك بقوله «استدعيت للمنتخبات خمس مرات تقريبًا، وفي كل مرّة واجهت حدثًا مفاجئًا منعني من لَعِب المباريات، مرتين مع منتخب الناشئين ومثلهما مع المنتخب الأول ومرة مع منتخب الشباب».
ووفقًا له، استدعاه المدربان خليل الزياني والبرازيلي كارلوس جانيتي إلى المنتخب الأول، بين عامي 1984 و1988. في المرة الأولى، كان الصقري في الرياض لإجراء حوار تلفزيوني، ووصل إليه هاتفٌ من إداريي الطائي يبلغه بضمّه إلى «الأخضر»، فعاد إلى حائل لإنهاء بعض الارتباطات الشخصية ثم رجع سريعًا إلى العاصمة وانتظم مع زملائه تحت قيادة الزياني، لكنه سقط خلال أحد التدريبات وكُسِرَت يده فاستُبعِد قبل خوض أي مباراة.
ولم يختلف الحال كثيرًا في الثانية، التي سبقت بأشهر كأس الخليج التاسعة، 1988، في الرياض.
ويتذكرها الصقري مبيّنًا «استدعاني المدرب جانيتي وشاركت بانتظام في التدريبات، وأبلغني أنه سيعتمد عليّ في التشكيل الأساسي، كنت أتمنى الاستمرار وخوض كأس الخليج في العام ذاته، لكن في أحد التدريبات حدث ما لم يكن في الحسبان، سقطتُ بعد تدخل مشترك مع المدافع حسين البيشي الذي كان زميلًا لي في المناورة، فأُصِبتُ في يدي واستُبعِدت، وكانت هذه نهاية آخر استدعاء دولي أحصل عليه».
وقبل مرحلة المنتخب الأول، يتذكر أبو فهد كيف آلت الأمور عندما طُلِبَ، في ثلاث مناسبات، للانضمام إلى منتخبي الناشئين والشباب. ويوضِّح «اصطحبني والدي إلى جدة للانتظام في تجمّع لمنتخب الناشئين، كنت صغيرًا للغاية، 14 عامًا، مقارنةً بأغلب المستدعين، أصابتني رهبة وطلبت من والدي العودة إلى حائل، فيما رفضت مدرستي انضمامي إلى المنتخب عندما طلبني ثانيةً، وقالت المدرسة لي لديك اختبار دور ثانٍ وسترسب إذا غبت عنه والتحقت بالمنتخب، ولمّا التحقت بمنتخب الشباب، لخوض بطولة كأس فلسطين في المغرب، أُصِبتُ في مفصل القدم خلال التدريبات قبل أول مباراة، وغبتُ عن كامل البطولة، هذه تفاصيل حكايتي الحزينة مع المنتخبات، علمًا بأني لعبتُ مباراتين مع المنتخب الأول لم تُسجِّلا رسميًا، واحدة ضد سوريا والأخرى ضد فريق برازيلي».
وبعد اعتزال الصقري وأشقائه، أفرزت العائلة جيلًا ثالثًا من لاعبي الكرة، إذ ارتدى فهد وحاتم، نجلا خالد، قميص الطائي، واعتزلا مبكرًا بسبب الإصابات، فيما يتابع والدهما باهتمام بدايات مشوار شقيقهما الصغير نافع، المنتمي حاليًا إلى فئة الناشئين في النادي ذاته.