بطل إفريقيا في الاتفاق.. تجربة اضطرارية ونهاية سعيدة
وسط احتفالات زملائه العارمة بلقب كأس مصر لكرة القدم 2001، في ختام موسمٍ متذبذب، توارى سمير كمونة، «المدفعجي» ونجم فريق الأهلي، عن الأنظار، وأخذ يفكِّر فيما ينتظرُه، وسرعان ما صدر القرار الانضباطي، بعد أيام، بإيقاف مدافع منتخب «الفراعنة»، الذي تلقّى طردًا مباشرًا خلال المباراة النهائية، لمدة عامٍ كامل.
أدرك كمونة، الذي كان قد أتمّ للتوّ عامه الـ 29، أن تَظلّمه لن يُقبَل أمام الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي أنزل به أشدّ عقوبةٍ بعدما أدانه بـ «الإساءة»، داخل الملعب، إلى جماهير فريق غزل المحلة خلال لقاء النهائي، الذي كسِبَه الأهلي 2ـ0.
تهمةٌ دفعها النجم العائد من الدوري الألماني عن نفسه مرارًا وتكرارًا، لكن دون جدوى، فاضطر إلى حزم حقائبه في انتظار مغادرة الملاعب المصرية مُجدّدًا وحتى إشعار آخر.
وبينما كان النجم الدولي، الذي أسهم في تتويج بلاده بكأس إفريقيا 1998، يُفكِّر في وجهته المقبلة، وصلت مكالمةٌ هاتفيةٌ من تركيا. لقد عَلِمَ نادي بورصا سبور بما حدث، وطلب من الأهلي استعارة اللاعب، الذي مثّل الفريقَ ذاته موسم 1999- 2000 بنظام الإعارة أيضًا، لكن من كايرز سلاوترن الألماني.
قَبِل اللاعب العرضَ على الفور، هربًا من أثر العقوبة المحليّة، وبعد ستة أشهر فقط قطَع الإعارةَ وحطّ رِحاله في مدينة الدمام، شرقيّ السعودية، للدفاع عن شعار الاتفاق حتى نهاية الموسم.
وعلى مدى الـ 30 عامًا الماضية، مثّل أكثر من 20 لاعبًا مصريًا، أغلبهم من النجوم، فرقًا في الدوري السعودي.
ويتذكر جمهور الدوري نجومًا مثل محمد بركات مع الأهلي، وحسني عبد ربه مع الاتحاد والنصر، وحسام غالي مع النصر، وقبلهم أشرف قاسم، منتصف عقد التسعينيات، مع الهلال. فيما مرّت تجربة كمونة سريعةً، واقتصرت على نصف موسم في نهاية عهد الرئيس الاتفاقي خالد بن علي الدوسري وبداية الفترة الثانية للرئيس عبد العزيز الدوسري.
وصل المدافع، الذي كان مشهورًا بقوة تسديداته، إلى «النواخذة» عبر الانتقالات الشتوية لموسم 2001- 2002، ولعِب أساسيًا. وتقديرًا لاسمه وخبرته الدولية، منحه زملاؤه شارة القائد.
يقول لـ «الرياضية» كمونة عن تلك الفترة «كنت أقضي فترة إعارتي الثانية مع بورصاسبور، ثم أبلغني الأهلي بوصول عرض إعارة من الاتفاق، وافقتُ واتجهت إلى مدينة الدمام، بتنسيق مع عبد المنعم الصاوي، إداري المنتخب المصري آنذاك.. كان وسيطًا في الصفقة، التي تابعها وسهّل إجراءاتها من الجانب الاتفاقي محمد المغلوث، عضو مجلس الإدارة آنذاك».
ويتذكر «المدفعجي» من زملائه في تلك الفترة ظافر البيشي، حارس المرمى، وعبد العزيز الدوسري، لاعب الوسط.
ويوضِّح «أخذتُ مكاني سريًعا في التشكيل الأساسي، خُضت أغلب المباريات وأحرزت ثلاثة أهداف، تدرّبنا أولًا تحت قيادة المدرب فيصل البدين، ثم تسلّم الفريقَ مدربٌ برازيلي، وأنهينا الموسم في منتصف الجدول بعيدًا عن مركزي الهبوط، كانت تجربة جيدة بالنسبة لي وانتهت نهاية سعيدة ببقاء الفريق بفارق مريح، 11 نقطة، عن الفريقين الهابطَين».
ووسط فترة إعارته، نشرت صحف سعودية خبرًا عن مشكلةٍ بين اللاعب وعمر باخشوين، مساعد المدرب آنذاك، الذي قال صحافيون إنه غَضِب من غياب الأول عن التدريبات.
ويُعلِّق كمونة، الذي اعتزل اللعب عام 2007، على ذلك قائلًا "تعرّضتُ لإصابةٍ بتمزق في أربطة مفصل القدم، ما أبعدني عن الملاعب مباراةً واحدة، وحدث سوء فهم مع الكابتن باخشوين انتهى لاحقًا، ومع انتهاء الموسم غادرت عائدًا إلى الأهلي بعد فترة مع الاتفاق أراها ناجحة». ودليلُه على ذلك سعيُ المسؤولين الاتفاقيين إلى تجديد الإعارة لموسم آخر، حسب تأكيده، لكن الأهلي رفض وتمسّك بلاعبه، ما وضع حدًا لتجربة كروية مصرية قصيرة على الملاعب السعودية.
حاليًا، يعمل كمونة، البالغ من العمر 51 عامًا، مُدرِّبًا ومحلّلًا تلفزيونيًا. وانضم، أخيرًا، إلى طاقم برنامج «يا مساء الأنوار» للإعلامي مدحت شلبي، على قناة «إم بي سي مصر»، الذي خصّص فقرةً أسبوعيةً، بمشاركة المدافع الدولي السابق، لتحليل جولات دوري «روشن» السعودي.