في الدوحة.. النشامى يحركون المشاعر والمياه الراكدة
شرّع تأهل منتخب الأردن الأول لكرة القدم التاريخي إلى نهائي كأس آسيا 2023 باب التساؤلات عن انعكاس الإنجاز غير المسبوق على منظومة لعبة تعاني من تواضع مستوى الدوري المحلي، وأزمة ديون ما انفكت تتفاقم على الأندية بسبب انحسار عائداتها، فضلًا عن افتقاد المنشآت الرياضية لأبسط مقوّمات التحديث.
في مشاركته الخامسة، بلغ «النشامى» بقيادة مدربه المغربي الحسين عموتة ونجوم يتصدّرهم موسى التعمري «مونبلييه الفرنسي» ويزن النعيمات «الأهلي القطري»، نهائي بطولة كانت أفضل إنجازاته فيها دور الثمانية في 2004 و2011.
تمني سمر نصّار، الأمينة العامة للاتحاد الأردني، النفس بأن يحرّك هذا الإنجاز المياه الراكدة «بدأ القطاع الخاص يتحرّك، وتحرّكت مشاعر الشعب».
تتابع لوكالة فرانس برس: «نتمنّى أن يدعموا المسيرة ككل، وألا يقتصر الدعم على إنجاز المنتخب».
وقدّمت بعض المؤسسات والمصارف مكافآت مالية للاعبين بعد التأهل إلى النهائي، حيث سيواجهون السبت قطر المضيفة وحاملة اللقب الفائزة على إيران.
وفيما يؤكّد منعم فاخوري، المراقب الدولي والمحاضر الآسيوي، أن الإصلاح يبدأ بتشكيل رابطة لدوري المحترفين لإدارة البطولات المحلية وشؤون التسويق، تشير نصار إلى أن «الأندية أيضًا هي ركيزة ومنجم الأبطال.. نحن بحاجة إلى دعم للمنظومة ككل وإعادة الدراسة في كثير من الأمور».
يرى فاخوري «أن الأندية تحتاج أيضًا إلى تعديل التشريع كل الأندية الأردنية تعمل تحت مظلة وزارة الشباب».
لكن نصّار تلفت إلى أن «التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى سينعش اللعبة كأس آسيا هي محطة والتأهل إلى كأس العالم هو الهدف الأسمى».
لكن الأردن حصد حتى الآن نقطة يتيمة من مباراتيه في بداية التصفيات المشتركة لمونديال 2026 وآسيا 2027، بتعادله بشق النفس في طاجيكستان وخسارته على أرضه أمام السعودية.
وباستثناء التأهل العتيد، لم تشهد الكرة الأردنية على مدى تاريخها إنجازات كروية نوعية، إذ اقتصرت على التتويج بذهبية الدورة العربية في بيروت 97 وعمّان 99، فضلًا عن بلوغ الملحق النهائي المؤهل إلى مونديال 2014، حين خرج «النشامى» أمام الأوروجواي مع المدرب المصري حسام حسن. فيما اقتصرت إنجازات الأندية على ثلاثة ألقاب في كأس الاتحاد الآسيوي، بواقع بطولتين للفيصلي وواحدة لشباب الأردن.
كما تقتصر المشاركة في دوري أبطال آسيا على مقعد واحد يمنح لبطل الدوري شريطة إكمال متطلبات الترخيص، فيما يُمنح المقعد الآخر في كأس الاتحاد.
ويحترف 16 لاعبًا من تشكيلة المنتخب الحالية في الدوري المحلي، معظمهم مع الفيصلي.
يؤكد فاخوري أيضًا أن اللاعبين في الأردن يضطرون للعمل في أكثر من مهنة غير كرة القدم، لأن الرواتب متدنية جدًّا إما «يعملون في جهة أمنية أو في أمانة عمّان، وهذا الأمر غير سليم للاعب المحترف».