لم يتوقع أشد المتفائلين في كوت ديفوار، أن يصل منتخبهم الأول لكرة القدم، إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2023، بعد عروضه المخيبة للآمال بخسارتين في دور المجموعات، منهما رباعية نظيفة أمام غينيا الاستوائية، لكن يبدو أن تأثير نجمهم السابق إيميرس فاييه، الذي عين بديلًا عن المدرب الفرنسي جيان جاسكيه، أعاد لـ "الأفيال" هيبتهم وقوتهم من جديد.
في البدء، وبعيد إقالة جاسكيه، عقب التأهل إلى دور المجموعات بشق الأنفس كأحد أفضل 4 أصحاب مركز ثالث، حاول مسؤولو اتحاد اللعبة الاستعانة بخدمات هيرفي رينارد مدرب سيدات فرنسا، لتولي المسؤولية مؤقتًا، إلا أن باريس رفضت، ليستقروا أخيرًا على فاييه السابق، الذي يحلم بأن ينجح فيما فشل فيه لاعبًا، ويقود بلاده إلى اللقب الثالث والأول منذ 2015.

ولد فاييه بمدينة نانت الفرنسية، وعاش طفولته وشبابه هناك، وقضي 8 أعوام في أكاديمية نانت للشبان، قبل اللعب مع الفريق الأول منذ 2003 وحتى 2007، ثم انتقل إلى ريدينج الإنجليزي لموسم واحد، ليعود إلى فرنسا مرة أخرى عبر بوابة نيس حتى اعتزاله 2012.
وعلى الرغم من لعبه الجزء الأكبر من مسيرته في فرنسا، إلا أن فاييه اختار تمثيل "الأفيال" وشارك في 41 مباراة. وبعد اعتزاله اتجه إلى التدريب، وتولى فئة الشباب بنادي نانت الفرنسي، خلال الفترة من 2013 وحتى 2018. كما قاد الفريق الرديف لنادي كليرمون فوت الفرنسي موسم 2021-2022، قبل أن يتولى قيادة منتخب كوت ديفوار تحت 23 عامًا في 2022، وبعدها اختير مساعدًا لجاسكيه في مهمة أمم إفريقيا التي تستضيفها بلاده.

ويحسب لفاييه نجاحه في بث روح جديدة إلى اللاعبين داخل غرفة الملابس، ليصبحوا أقوى على مستوى القتال واللعب حتى آخر دقيقة، وظهر ذلك بوضوح خلال مباراة دور الـ16 أمام السنغال، ثم في ربع النهائي ضد مالي.
وتعامل النجم السابق بذكاء في آخر مباراتين على مستوى التبديلات، بعد أن أشرك فرانك كيسي أمام السنغال، ليسجل هدف التعادل ثم ركلة الترجيح الحاسمة. وكرر فاييه الأمر أمام مالي، حين أدخل سيمون أدينجرا ليسجل هدف التعادل في الدقيقة 90، وبعدها راهن على البديل الآخر عمر دياكاتي، الذي سجل هدف الفوز القاتل في الدقيقة الأخيرة من الأشواط الإضافية. فهل سيعيد هذه المرة السيناريو ذاته، الأربعاء، أمام الكونجو الديمقراطية، في نصف النهائي أم سيفرض شخصيته مبكرًا ويقول: «حان وقت الأفيال».