عموتة.. عابس يبحث عن فرحة كبرى
صنع المغربي الحسين عموتة، مدرب منتخب الأردن الأول لكرة القدم، نسيجًا فنيًا متوازنًا، يحمل جرأة هجومية، فوضع «النشامى» للمرة الأولى في تاريخه ضمن نصف نهائي كأس آسيا.
وفي أربع مشاركات سابقة، لم يتخط العداد الهجومي للمنتخب الأردني حاجز الخمسة أهداف، لكن في نسخة قطر الحالية، هزّ شباك خصومه عشر مرات في خمس مباريات، محققًا المشوار الأنصع في تاريخ مشاركاته القارية.
يتوقف عامر شفيع، الحارس التاريخي للأردن، عند الآراء الفنية، التي ترى أن عموتة يوجّه المنتخب للعب بشكل أكثر جرأة في الجانب الهجومي، خلافًا للمدربين السابقين المصري الراحل محمود الجوهري، والعراقي عدنان حمد: «لعب بنسيج فني متوازن في الشقين الدفاعي والهجومي دون غلبة لأحدهما على حساب الآخر».
استهلّ الأردن مشواره بفوز كبير على ماليزيا «4ـ0» بثنائيتين لموسى التعمري، نجم مونبلييه الفرنسي، ومحمود المرضي، ثم كان على بعد ثوان من الفوز على كوريا الجنوبية قبل أن تعادله الأخيرة «2ـ2».
في ختام دور المجموعات، رفض الأردن الفوز على البحرين «0ـ1» تفاديًا لمواجهة اليابان في دور الـ 16، وهو أمر نفاه عموتة بدبلوماسية.
بيد أن خطّة المدرب، الذي لا يبتسم كثيرًا، كادت تنقلب عليه في ثمن النهائي أمام العراق، عندما احتاج لهدفين في الوقت البدل من الضائع، ليقلب تأخره إلى فوز صعب «3ـ2»، إثر طرد العراقي أيمن حسين.
وفي ربع النهائي الثالث له في آسيا بعد 2004 و2011 مع الجوهري وحمد، تخطى الأردن عقبة طاجيكستان بهدف، ليتذوّق طعم دور الأربعة للمرة الأولى.
لكن هذه المرحلة المضيئة، سبقها بداية مخيبة لعموتة وضعته في مرمى الانتقادات، بعد استعدادات شهدت خسارة تلو الأخرى، أكبرها أمام النروج 0ـ6، واليابان 1ـ6، عشية النهائيات.
يُعدّ النجاح، الذي سطّره عموتة «54 عامًا» ابن مدينة الخميسات، مع الأردن، إنجازًا جديدًا في سيرته الذاتية. قاد المغرب إلى لقب كأس إفريقيا للاعبين المحليين «2020»، والوداد البيضاوي إلى دوري أبطال إفريقيا «2017»، وقبلها الفتح الرباطي إلى كأس الكونفدرالية «2010»، فضلًا عن عدّة ألقاب محلية مع السدّ القطري.