في حقب سبقت، كان هناك انفلات واضح فيما يخص اختلاف الآراء التي تتناول تفضيل مصلحة الوطن في المجال الرياضي، لدرجة أن هناك منابر إعلامية كان رموزها ينادون صراحة بعدم ربط الرياضة بالوطنية، وكان ذلك لسبب بسيط، أن المؤسسة الرياضية آنذاك، لم يكن لها الدعم ذاته الذي تلقاه هذه الأيام، ليس من الناحية المادية فحسب، ولكن من الناحية القانونية والإعلامية.
أغلب هؤلاء الذين كانوا يغلّبون مصلحة منابرهم الإعلامية التجارية على مصلحة أي شيء آخر، (بما في ذلك مصلحة الوطن) استيقظوا الآن على حقبة جديدة، تضرب بيد من حديد على من يتجرّأ على هذه المصلحة المقدسة، سواءً في المجال الرياضي، أو غيره من مجالات، وأصبحوا يفكرون "مليون" مرة قبل أن يفضلوا مصلحة منابرهم عن طريق التظاهر للميل لمصلحة لاعب أو نادٍ، لاكتساب نسبة إثارة أكبر، ومن ثم نسبة مشاهدات ومتابعات تزيد من شعبية برامجهم.
الآن، النسبة الأكبر من الجمهور وصلت لمرحلة ثقافية أعلى بكثير مما يعتقد هؤلاء الذين لم تتغيّر ثقافتهم منذ التسعينيات بل والثمانينيات الميلادية، وأصبحت تفهم ما يجري، وتتعامل معه وفق تلك الثقافة التي تمقت كل ما يتمايل مع الظروف لمصلحة شخصية أو تجارية، ومحاولة استغلال عاطفة بعض الجماهير الرياضية، حسب اللون.
والآن، وفي هذه الحقبة النيّرة التي يقودها ملك الحزم، وأمير الرؤية المباركة، وعلى الرغم من اتساع هامش حرية التعبير في كل المجالات، ولا سيما المجال الرياضي، لن تمر الأخطاء كما كانت تمر في السابق، ولن تُترك أصوات النشاز التي تطال وتُعرّض بأسماء وأعراض ومصالح الآخرين بالإهانات وبالسوء والبهتان، والكل سواسية تحت طائلة نظام يحاسب الجميع، بلا استثناء.
لست متأكدًا إن كان الاتحاد السعودي للثقافة الرياضية سيبدأ بالعمل على تعزيز الهوية الوطنية لدى المجتمع (وهو أحد أهدافه المعلنة) في وقت قريب، بسبب حداثة عهد هذا الاتحاد، وأيضًا لا أعلم إن كان هذا أحد أهداف الاتحاد السعودي للرياضة للجميع! ولكن، حتى ذلك الحين، بل وبالتزامن والتماشي معهما، على الأندية ومسؤوليها تحمل نسبة كبيرة من المسؤولية تجاه مخرجات أنديتهم بهذا الخصوص. وتذكّر أن الانتصار دائمًا للدين والمليك والوطن!