معاذ.. كابوس الساموراي الأزرق
تعرَّض المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، بعد وصوله إلى خمس مباريات نهائية متتالية بين عامي 1984 و2000، لضربة مخيّبة عندما غادر نسخة 2004 من دور المجموعات، لكنه طوى هذه الخيبة عقب ثلاثة أعوام، وشقَّ طريقه نحو نهائي جديد في جاكرتا، وكان كابوسًا لمارد كبير في نصف النهائي، ولو أنَّ الصورة لم تكتمل إثر الخسارة بهدف أمام المنتخب العراقي في الخطوة الأخيرة.
وخاض الأخضر واحدةً من أفضل مبارياته في كأس آسيا تاريخيًّا عندما واجه اليابان في هانوي، العاصمة الفيتنامية، في نصف النهائي، فالمنتخب الياباني كان حينها الورقة الأصعب في القارة، إذ فاز بنسخة 2000 في لبنان، ونسخة 2004 في الصين، ولم يعرف معنى الخسارة آسيويًّا منذ عام 1996، أي أنَّه لعب 16 مباراةً متتاليةً في ثلاث نسخ مختلفة دون التعرُّض لأي هزيمة.
وعرفت هذه المواجهة الآسيوية الكبرى سيناريوهات مشوِّقة، إذ تقدَّم ياسر القحطاني للسعودية في الدقيقة 35، لكنَّ المنتخب الياباني أدرك التعادل بعد دقيقتين، فانتهى الشوط الأول على هذه النتيجة، ثم تقدَّم مالك معاذ للأخضر في الدقيقة 47، وأدرك اليابانيون التعادل بعدها بست دقائق.
وفي الدقيقة 57، سجَّل معاذ هدفه الشخصي الثاني، ليؤمِّن الفوز بنتيجة 3ـ2، وتتم مهمة الصقور الخضر بإقصاء الساموراي الأزرق، وحرمانه من الحفاظ على لقبه للمرة الثالثة على التوالي، على الرغم من دخوله النهائيات بقائمة مليئة بالنجوم، على رأسهم الحارس الخبير كاواجوتشي، وياسوهيتو إندو، وناوهيرو تاكاهارا، وشونسوكي ناكامورا.
وبعيدًا عن هذه الأسماء، كان يوكي آبي الخاسر الأكبر في هذه المباراة بسبب معاذ وتألقه، فهدف مالك الأول جاء عبر رأسية، تفوَّق فيها على آبي، علمًا أن فارق الطول بينهما 11 سنتيمترًا لصالح اللاعب الياباني، بينما سُجِّل الهدف الثاني بعد اقتحام مالك المنطقة اليابانية من الجهة السعودية اليسرى، وتجاوز المدافعين آبي وناكازاوا بحركة واحدة، قبل أن يضرب مرمى كاواجوتشي من زاوية صعبة.
وشارك معاذ أساسيًّا في جميع مباريات المنتخب بتلك النسخة، لكنه لم يسجِّل أمام كوريا الجنوبية وإندونيسيا والبحرين في دور المجموعات، وأمام أوزبكستان في ربع النهائي، وترك بصمته التهديفية لمحاربة العملاق الياباني، وبأجمل صورة ممكنة.