أيمن حسين.. الصدفة غيّرت مستقبل قاهر اليابان
صبي موهوب يركل الكرة بين أقرانه في مدينة كركوك، شمال العراق، يلفت أنظار أحد أعضاء إدارة نادي العلم عام 2009، فيستوقفه ويسأله عن اسمه، فيجيبه "أيمن حسين"، فيأخذه ذلك المسؤول من يده ويضمه إلى الفئات السنية للنادي، وبعد 15 عامًا من تلك الواقعة يقود اللاعب وهو ابن الـ 27، منتخب بلاده الأول لكرة القدم، إلى انتصار تاريخي على اليابان في كأس آسيا "قطر 2023".
لا ينسى حسين واقعة وفاة والده عام 2008، وبعده شقيقه، على يد أحد التنظيمات الخارجة عن القانون، بسبب انتمائهما إلى الجيش، ومدفوعا بألم الفقد تحوّل إلى آلة لا تكف عن الدوران فوق أرض الملعب.
من البداية طغت على الصبي النزعة الهجومية وحب التهديف، وصنّفوه كرأس حربة مع فئات "العلم" الذي راهن عليه في دوري المحافظات، وبعد عامين غادره إلى الجار الطوز، قبل العودة إلى كركوك من بوابة غاز الشمال.
وفي صيف 2013 تلقى اتّصالًا هاتفيًا من خالد صبّار، مساعد مدرب فريق دهوك، ممثل إقليم كردستان، يعرض عليه الأخير الانضمام بعقد مربح، ومن هذه اللحظة بدأت مسيرته الاحترافية.
وتنقل اللاعب خلال تلك المسيرة مع أندية عدة، وخاض خمس تجارب خارج بلاده بدءًا من الصفاقسي التونسي 2018ـ2019، ثم أمّ صلال والمرخية القطريين، والجزيرة الإماراتي، وأخيرًا الرجاء المغربي.
وفي الصيف الماضي أعاده القوة الجوية إلى العراق، ليبدأ فصلًا ثانيًا مع الفريق الذي مثّله بين عامي 2019 و2021.
دوليًا شقّ حسين طريقه مبكرًا، وبدأ تمثيل المنتخب الأول عام 2015 وهو لا يزال في الـ 19 من عمره، فكان ينضم تارة إلى "الكبار" وأخرى إلى فئة "الأولمبي".
وتسلطت عليه الأضواء عام 2016 عندما حسم برونزية كأس آسيا للمنتخبات تحت 23 عامًا، بهدف في قطر، مهديًا "أشبال الأسود" بطاقة التأهل لأولمبياد ريو دي جانيرو.
وبقميص المنتخب العراقي الأول خاض 70 مباراة، وسجل 20 هدفًا، منها 3 في كأس آسيا الجارية التي استهلها بهز شباك إندونيسيا، قبل ضرب اليابان بثنائيته التاريخية.