شايع وماجد.. هدفان عالميان فتحا منصة سنغافورة
كتب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مجده الأول في كأس آسيا بنسختها الثامنة، التي نظمت في سنغافورة عام 1984، ليضع الأخضر اسمه بين كبار القارة بشكل فوري، فمشاركته تلك كانت الأولى، إذ لم يكن منتسبًا للاتحاد الآسيوي خلال النسخ الخمس الأولى بين 1956 و1972، وانسحب من نهائيات 1976، ومن تصفيات 1980.
وشق الأخضر طريقه إلى المباراة النهائية بثبات، إذ تصدّر مجموعته أمام المنتخب الكويتي، حامل اللقب، وتجاوز المنتخب الإيراني، بطل آسيا ثلاث مرات متتالية بين 1968 و1976، في نصف النهائي، ليضرب موعدًا مع التنين الصيني في النهائي، أي الفريق الذي أقصى الكويت في المربع الذهبي، وامتلك الخط الهجومي الأفضل في نهائيات سنغافورة، الذي عُرف بسرعة ونسق لاعبيه، وحظي بدعم النسبة الأكثر من المشجعين في مدرجات ملعب سنغافورة الوطني.
واختار المنتخب السعودي طريق المتعة والإثارة لاعتلاء المنصة، إذ فاز على الصين باثنيْن من أجمل الأهداف في تاريخ نهائيات آسيا، أولهما لشايع النفيسة، إذ اخترق محيسن الجمعان الجبهة الصينية اليمنى، ومرر كرة أرضية إلى داخل المنطقة، فارتدت الكرة عاليًا بعد التحام بين شايع وأحد المدافعين الصينيين، فسددها شايع "على الطاير" قبل نزولها إلى أرض الملعب، علمًا أن ظهره كان للمرمى، وأن تمركزه لم يكن سهلًا خارج منطقة الجزاء، لكن الكرة سكنت شباك لو جيانرين، الحارس الصيني، في الدقيقة 10.
ويقول ماجد عبد الله، في حوار مع حساب المنتخب السعودي على "يوتيوب"، إن أهم ما حدث في المباراة النهائية كان هدف شايع، لأن هذا الهدف أعطى اللاعبين السعوديين الاطمئنان، عوضًا عن سيناريوهات أخرى، فيما يقول صالح النعيمة، في حوار مع الحساب نفسه، إن كرة الهدف كانت هدية من الله خصصها لشايع، كما تحدّث عن شدة ذكاء المدرب خليل الزياني، الذي اختار إشراك النفيسة أساسيًا للمرة الأولى في النهائيات أمام الصين.
ومع بداية الشوط الثاني، أمّن ماجد عبد الله فوز المنتخب السعودي بهدفٍ رائع ثانٍ، إذ استلم الكرة وهو على الطرف الأيسر من الملعب، وكان بعيدًا 50 مترًا تقريبًا عن المرمى الصيني، فانطلق وتجاوز جيا جيوكوان، ثم تجاوز لين لينفينج، قائد الخط الخلفي الصيني، ثم عمل تمويهًا أجبر الحارس لو جيانرين على السقوط، وأسكن الكرة في المرمى الخالي بعدما لمس الكرة تسع مرات في انطلاقته.
وتعرّض ماجد لتمزّق عضلي حاد بعد دقائق قليلة من هدفه، فغادر الملعب وعوّضه بندر الجار الله، ويحكي يوسف خميس أن ماجد كان يحظى بالعلاج في غرف تبديل الملابس عند نهاية المباراة، فدخلها خميس مع حسين البيشي لمرافقة ماجد إلى الملعب، والاحتفال مع بقية أبطال اللقب السعودي الآسيوي الأول.