#روايةـ عالمية
قبل ولادة الترجيح.. تتويج إيطالي وخيبة تونسية
أبصرت ركلات الترجيح النور بشكل رسمي عام 1970 خلال اجتماع لمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الجهة المسؤولة عن سن القوانين، إذ كان كسر التعادل يتمّ قبل ذلك عبر إعادة المباريات، لكن غياب ركلات الترجيح، واحتمال تكرار التعادل في المباريات المُعادة، أدّى إلى حسم مباريات مهمة دون فائز حقيقي في الملعب عبر اللجوء إلى القرعة، أو العملات المعدنية.
ففي تصفيات كأس العالم 1954، فازت إسبانيا 4ـ1 على تركيا ذهابًا، وفازت تركيا 1ـ0 إيابًا، لكن فارق الأهداف لم يكن مستخدمًا حينها، فلُعبت مواجهة ثالثة في روما لتحديد المتأهل، وانتهت بالتعادل 2ـ2، ليسهم لويجي فرانكو جيما، الفتى الإيطالي البالغ من العمر 14 عامًا، ونجل أحد العمال في ملعب “أولمبيكو”، بإقصاء إسبانيا، بعدما سحب اسم تركيا من القرعة. وفي دوري أبطال أوروبا عام 1965، تعادل ليفربول مع كولن ذهابًا وإيابًا في ربع النهائي، فنظمت مباراة ثالثة، انتهت بالتعادل أيضًا، ليحدد الحكم هوية الفائز عبر استخدام عملة معدنية ابتسمت لليفربول. وتدخلت العملة المعدنية لإنقاذ إيطاليا في يورو 1968 بعد التعادل مع الاتحاد السوفييتي في نصف النهائي، قبل أن يُتوّج “الأزوري” بلقبه الأول، عقب فوزه على يوغسلافيا في النهائي، في مباراة ثانية مُعادة.
واستمرت تدخلات القرعة حتى بعد اعتماد ركلات الترجيح، إذ تشاركت إيرلندا المركز الثاني في مجموعتها مع هولندا في كأس العالم 1990، بعد تعادلهما في مواجهتهما المباشرة، وتعادلهما بالأهداف المُسجلة والمُستقبلة، فسُحبت قرعة لتحديد مَن منهما سيكون ثانيًا، وفازت إيرلندا. وتأهل المنتخبان إلى ثمن النهائي، إذ كان المنتخب الهولندي ضمن أفضل الثوالث، لكن مركزه أجبره على مواجهة ألمانيا، أي المنتخب الذي تُوّج بلقب تلك النسخة.
ولعل أسوأ المنتخبات حظًا عندما يتعلق الأمر بالقرعة، هو المنتخب التونسي، الذي خرج من تصفيات إفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم 1962 بسبب العملة المعدنية بعد ثلاث مباريات أمام المغرب، وتكرر الأمر نفسه مع التونسيين، وأمام المنافس نفسه، في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 1970.