قبل أن أتحدث عن الأمور النفسية وندخل معًا في أنفاق الاكتئاب والقلق وغيرها من الأمور التي لا أحب الحديث عنها، لأنني بصراحة أؤمن أن معظم الأطباء النفسيين هم عبارة عن الشبح الذي يمكن أن يمثله العقل اللاواعي من الإنسان، وبالتالي يمكن الاستغناء عنهم إذا جلس الإنسان مع نفسه جلسات تأمل بشكل صحيح ليراجع فيها أخطاءه، وأعتقد أن هناك الكثيرين ممن يملكون مهارة التحفيز واستخراج الطاقات الكامنة، وهؤلاء تأثيرهم يفوق تأثير أطباء علم النفس.
ما زالت الأندية تعاني من عدم امتلاك العملة النادرة وهي المهاجم الهداف الذي لا يخطئ طريق المرمى، ومن بينها الأهلي، الذي يعاني من هذه الأزمة بشكل واضح رغم غزارة الأهداف، في حين بعض الأندية تمتلك هذه العملة في أكثر من لاعب لكنها لم توفر لهم البيئة الصحية والأدوات المناسبة، فمن يصدق أن بنزيما وحمد الله ليسا من المنافسين في قائمة هدافي الدوري؟!
لو لعب بنزيما في أي نادٍ من الفرق الكبار غير الاتحاد لكان هداف الدوري بلا منازع، وحتى يتضح الأمر أكثر تخيلوا لو أن حمد الله انتقل إلى الأهلي فماذا سيكون حاله؟ وأنا هنا لا أريد أن يقتصر الأمر على مرحلة التخيل، بل أطالب بشدة باستقطاب حمد الله من قبل الإدارة الأهلاوية في ظل الأخبار التي نسمعها من عدم إمكانية التعاقد مع مهاجم عالمي في الشتوية، في ظل تقلص الميزانيات في هذه الفترة، خاصة وأن الأهلي مقبل على فترتي منع من التسجيل بدءًا من الصيفية المقبلة.
لا يمكن أن يكون بنزيما مدريد هو بنزيما الاتحاد، ولا يمكن أن يكون فرمينو ليفربول هو فرمينو الأهلي، وهذا يعيدنا إلى السؤال الأهم، متى سنرى الخبراء في التأهيل النفسي في أنديتنا كما هو الحال في كبار أندية أوروبا؟ وبما أننا نعيش النقلة النوعية في الاحتراف في كرة القدم لابد لنا أن نؤمن بأن فريق الكرة ليس مجرد مدرب و30 لاعبًا، فهناك محللو الأداء، واستشاريو التغذية، والخبير النفسي الذي أصبح لا غنى عنه، ونحن نشاهد لسان حال معظم لاعبي دورينا يردد جيبولي دكتور نفسية.