يقول الفرنسي كريم بنزيما، مهاجم فريق الاتحاد، ردًا على سؤال، هل يتوقع وصول فريقه للمباراة النهائية في كأس العالم للأندية: لا يمكن أن تصل للنهائي من خلال مباراة واحدة، مازال أمامنا مباراة في ربع النهائي، لا بد أن نتجاوزها، ونفكر بها.
رد عقلاني، رغم حالة النشوة، التي تملكت كل من حضر مباراة الاتحاد الأولى داخل الملعب، والعرض الكبير، الذي قدمه لاعبو الفريق، النشوة التي جعلت غالبية الاتحاديين يفكرون في المباراة النهائية، بل أن بعضهم يؤكد أن الفريق سيتغلب على مانشستر سيتي بطل أوروبا، ويفوز بكأس العالم. الأحلام حق مشروع للجميع، والتفاؤل مطلوب، ولكن بمنطقية وواقعية مازال أمام الاتحاد مواجهة صعبة أمام الأهلي المصري، ورغم ثقتي بأن الإمكانات الفردية لدى الاتحاد تتفوق داخل الميدان، ما يرجح كفة الفريق في مواجهة بطل إفريقيا إلا أنها مباراة كرة قدم تقبل كل الاحتمالات، كيف لا وإن دخلت هذا اللقاء وأنت تفكر في المان سيتي.
كانتي يتحدث عن النهائي، ولاعبين آخرين في صفوف الفريق الاتحادي، حتى أن نجوم الفريق السابقين يشاركون في عملية التخدير الخارجة عن المنطق والعقل، ويتحدثون عن الفوز بالبطولة، ومنصور البلوي، الرمز الاتحادي الكبير والغائب منذ سنوات، تأثر بالنشوة، التي غلفت أرجاء الملعب، وتحدث بحديث مماثل.
بالتأكيد أن الطموحات السعودية ارتفعت كثيرًا حين وصل الهلال للنهائي في النسخة السابقة، وحقق وصافة العالم، ولكنه إنجاز قد لا يتكرر حتى مع الفريق الهلالي، ولم يدخل الهلال وهو مرشح لذلك، ولا حتى للوصول لنصف النهائي، ولكنه تجاوز الأدوار بهدوء مباراة تلو أخرى، حتى وصل لذلك، ومازلت أتذكر إعلاميين غير هلاليين تجهزوا قبل البطولة للتقليل من مشاركة الهلال، حين أكدوا أن أي مركز غير الوصافة يعتبر إخفاقًا، فلم يكن يتخيل أي متابع لحال الهلال ذلك الوقت أن يصل لذلك. المغزى من حديثي هذا ليس التقليل من قدرة الاتحاد، ولا إحباطه، فكلنا نتمنى ونحلم بإنجاز سعودي يسجل باسم الوطن، ويحقق الفريق كأس البطولة، ولكن لا يدفعنا هذا التفاؤل والتفكير غير العقلاني للمساهمة في خروج الفريق مبكرًا، ولا يدفعنا للتقليل من منحز المشاركة وتواجد نادٍ سعودي في هذه البطولة.