أول سائقة «فورمولا 1»عربية تتمنّى السير على خطى السفيرة
أسيل: السعودية هزّت العالم
تتغير الوجوه وتتعدد الأسماء وتبقى الأجوبة التي تملأ وتشبع جوع الأسئلة عنوانًا يمر في كل طرقات المعرفة وشغف الاطلاع على أسرار وتفاصيل الطرف الآخر.. هنا 30 سؤالًا تكون الإجابة قصة أخرى يكتب فصولها نجم في أحد مجالات الحياة.. ضيفتنا اليوم المهندسة أسيل سليمان الحمد عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات و الدراجات النارية وسائقة فورومولا 1.
فلسفة وشخصية
10:01
أولًا.. بماذا تجيبين مَن يريد التعرُّف عليكِ، ويتوهم بأنك نرجسيةٌ ومغرورة؟
شابةٌ سعوديةٌ طموحة، وفخورةٌ بإنجازاتي وما حققته على الصعيد العلمي والمهني بوصفي رائدة أعمال ومهندسة تصميم داخلي، وأول سائقة سباقات سعودية، وأول سائقة “فورمولا 1” عربية، وعضوًا في مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدرَّاجات النارية، وممثلة السعودية في لجنة رياضة السيارات للنساء في الاتحاد الدولي للسيارات.
الشهرة التي كانت تشبه الأحلام البعيدة.. ما بالها صارت مستباحةً وسهلةً ورخيصة؟
في اعتقادي أن كل شيء في هذه الحياة يمكن أن يصبح سلاحًا ذا حدين. الأمر متعلقٌ بالشخص، كيف يحبُّ أن يخلّد اسمه. بالنسبة لي أتمنى أن تخليد ذكراي في مجال عملي رائدةَ أعمال ناجحة، ومهندسةً بارعة، ورياضيةً متفوقة.
الذين يهتمون بصحتهم، وأناقتهم، وسياراتهم.. في أي نقطة تلتقين معهم؟
أشاركهم الشغف ذاته في عشق السيارات الرياضية، والسباقات، إلى جانب الاهتمام بأدق التفاصيل المتعلقة بالأناقة والجمال والصحة الجسدية والنفسية.
هل لديكِ رسالةٌ مختصرةٌ تقولينها، لإنسان يكرهك كراهية الموت؟
كلنا إلى زوال، ولا يبقى إلا الأثر الطيب، فلنبقِ أثرًا طيبًا، ولنترفَّع عن خطاب الكراهية.
مَن يوصفون بالمؤثرين.. بأي عين ترينهم، ومَن يعجبكِ منهم، وبأي شيء تأثرتِ بهم؟
أعتقد أن هناك لبسًا في استخدام مصطلح المؤثرين ومشاهير قنوات التواصل الاجتماعي. بالنسبة لي، هذا المصطلح يُطلق على الأشخاص الذين يلهموننا بنجاحاتهم وإنجازاتهم. شخصيًّا تأثرت بإنجازات الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى أمريكا، وبما حققته من إنجازات في القطاع التجاري والرياضي والدبلوماسي، وأتمنى أن أسير على خطاها، وأن أترك بصمةً مميزةً في كل مجالات عملي.
لو كان العالم كله يتحدث لغةً واحدةً، ماذا سيعمل المترجمون؟
ترسيخ معاني الحب والسلام. نحتاج إلى توحيد لغات العالم في لغة واحدة، تزخر بالإنسانية والاحترام.
بعد هذا المداد من الثبات والعطاء والتحديات.. ما اللقب الذي يليق بكِ؟
الطموح لا حدود له. أنا طموحةٌ جدًّا، وفخورةٌ بكوني امرأةً سعوديةً ناجحة.
افترضي أن السعادة مجرد سلعة معروضة للبيع.. أين ستجدينها، في المقهى، أم السوبر ماركت، أم عند بائع الخضار؟
في رضا والدي، وراحة البال، والصحة والعافية.
أيهما أجمل في خيالك.. الدنيا قبل 500 عام، أم بعد 500 عام.. وما السبب؟
مَن لا يفهم ماضيه، لن يستطيع الصمود أمام تحديات الحاضر واستحقاقات المستقبل، ولكل مقام مقال. بحكم عملي رائدة أعمال، أفتخر بالماضي وتاريخنا العريق، لكنني في الوقت ذاته أتطلَّع إلى المستقبل، ومتشوقةٌ لمعرفة إلى أين سيصل العالم من علم ونهضة بعد 500 عام.
هل تملكين أحدًا يستحقُّ أن تهديه أغنيةً رومانسيةً مع باقة ورد وكلمة “أحبك”؟
نعم بالطبع، والدتي، حفظها الله وأطال في عمرها.
وطن ومستقبل وترفيه
20:11
كل إنسان سوي يعشق وطنه.. كيف يمكنكِ التعبير عن علاقتكِ بوطنكِ العظيم؟
وطني هو المحور الذي يدور حوله كل شيء. كل ما أقوم به، يتمحور حول وطني الحبيب السعودية.
وأنتِ تسمعين وترين كل يوم مشروعات النماء في كل مكان.. بماذا تحاكين نفسكِ؟
أتابع مهامي بالعزيمة ذاتها يوميًّا، وأهتمُّ بالوصول إلى هدفي المنشود كل مرة، وإتمام عملي بنسق معيَّن، وأعدُّ رؤية هذه المشروعات الضخمة والرائدة عالميًّا دافعًا لنا للتقدم والتطوير سواءً على الصعيد الشخصي، أو المهني.
خطونا خطوات وثَّابةً في عوالم الترفيه حتى بتنا رقمًا صعبًا وفي فترة وجيزة على مستوى العالم أجمع.. في رأيكِ ما السر وراء هذا النجاح الكبير؟
الرؤية الثاقبة، والعزيمة القوية، والتخطيط السليم، والتحلّي بروح المسؤولية.
حينما تجولين في بلاد الله الواسعة، ما أكثر شيء تشتاقين إليه في وطنك؟
العائلة والمنزل.
احتفلنا بيوم التأسيس، وبيوم العلم، وسنحتفل باليوم الوطني.. كيف تتعايشين مع هذه الأجواء السارة؟
هذه كلها مناسباتٌ لتقديم الشكر والعرفان للوطن الغالي. ما نشهده اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، يستحقُّ الاحتفال كل يوم، فاسم السعودية صار خفَّاقًا في كل المحافل الدولية.
مسقط رأسكِ.. مدينتكِ، أو قريتكِ التي دوَّت فيها صرختكِ الأولى.. كيف تصفين علاقتكِ بها بعد كل هذه الأعوام؟
مدينتي الرياض. الرياض اليوم عن العالم كله.
ما الصورة الإيجابية بين أبناء وطنكِ وتتمنين ترسيخها في سلوكيات المجتمع كاملًا؟
تعلُّقنا بوطننا، وفخرنا واعتزازنا بثقافتنا وتقاليدنا. أبناء الوطن هم أهلٌ للثقة والكرم، وأتمنى أن يحافظ الجيل الجديد على مبادئ أهلنا كما تربَّينا عليها، واليوم ما يميِّزنا عن باقي العالم اعتزازنا وفخرنا بهويتنا.
وماذا ستقولين لزائر قادم من الخارج للمرة الأولى، وجاء يستكشف بلادكِ؟
حياكم الله، حياكم في بلدكم الثاني، أرض الرخاء والعطاء.
القهوة السعودية.. هل تعدّين نفسكِ من مدمنيها.. ولماذا ارتبطت بوجدان السعوديين إلى هذه الدرجة؟
القهوة جزءٌ من تراثنا منذ الأزل، لذا هي راسخةٌ في وجداننا، وأنا من محبي القهوة السعودية، وأفضِّلها على غيرها من باقي أنواع القهوة.
الوطن يعانق المستقبل في كل اتجاه.. ما أكثر المشروعات التي تأخذكِ الحماسة والترقُّب في انتظارها؟
مشروع القدية، وأتطلَّع إلى تجربة القيادة في حلبة السباقات المخطط أن تنتهي خلال الأعوام القليلة المقبلة، واستضافة السعودية باقي سباقات “فورمولا 1” في حلبة القدية، كذلك أترقَّب مشروعات عدة مثل الدرعية، وذا لاين، والبحر الأحمر.
رياضة
30:21
مسرح الأحداث الرياضية الكبرى.. هل لديكِ عنوانٌ آخر لما يحدث في رياضتنا الآن؟
انطلقنا برياضتنا نحو العالمية، ولا سبيل للعودة إلى الخلف. اليوم، أصبحت السعودية الوجهة الأولى عالميًّا لجميع الرياضات والبطولات العالمية، ولا منافس لنا، وهو ما شهدناه أخيرًا في دورة الألعاب الأولمبية، والدعم اللامحدود للرياضيين محليًّا، واستضافة أهم البطولات العالمية.
أي مشاعر تملَّكتكِ والمنتخب السعودي يصبح حديث العالم بعد هزيمة الأرجنتين.. أين وصلت طموحاتكِ؟
فرحتي كانت لا توصف. لك أن تتخيَّل كيف اهتزَّ العالم بأسره بهذه النتيجة، التي إن دلَّت على شيء، فإنما تدلُّ على تطور قطاع الرياضة في بلادنا الغالية، كما أنها ثمرة جهود العاملين على نهضة الرياضة السعودية، وتثبت المستوى العالي للاعبين السعوديين أبطال آسيا.
حضور البرتغالي رونالدو إلى الدوري السعودي محمَّلًا بكل تاريخه الحافل بالذهب والإنجازات.. كيف تعاطيتِ مع الخطوة السبَّاقة، وكيف ترين مداها ومردودها؟
التعاقد مع رونالدو دفعةٌ قويةٌ للقطاع الرياضي بشكل عام، وكرة القدم خاصةً، وخطوةٌ ممتازةٌ نحو ترسيخ مكانة السعودية بوصفها قطبًا رئيسًا ولاعبًا مؤثرًا على مستوى العالم. الخطوة لها مردودٌ كبيرٌ من ناحية التركيز الإعلامي الخارجي على الدوري السعودي، وكما تابعنا في مباراتنا أمام الأرجنتين بكأس العالم، أثبت لاعبونا أنهم الأفضل في آسيا، وإن شاء الله نراهم يوقعون مع أندية عالمية، والمقبل أجمل بإذن الله.
الصراع النصراوي الاتحادي.. هل ترينه عقلانيًّا، ومَن يتحمَّل مسؤولية التناكف المتنامي؟
في أي لعبة، يجب أن تكون المنافسة شريفةً، وهذا ينطبق على الحياة بشكل عام. صراحة لست ممن يتابع الدوري السعودي، لكنني شاهدت مباريات المنتخب في كأس العالم، ويمكن أن أفيدكم أكثر في تخصصي وهوايتي في رياضة السيارات.
ألوان فريقكِ المفضَّل.. لو كنتِ صاحبة القرار هل تستبدلينها، وأي لون ستختارين؟
استكمالًا لجوابي السابق، فريقي المفضَّل في “فورمولا 1”، هو “أستون مارتن”، برعاية شركة أرامكو السعودية، ولونه هو الأخضر مثل لون علم السعودية، وهو لوني المفضَّل، فالأخضر معروفٌ بأنه من أعلى درجات الألوان طاقةً.
من اللاعب الوحيد الذي تتمنين أن يعود من الاعتزال، وتستمعين بحضوره مع هذا الجيل؟
“الفيلسوف” يوسف الثنيان، وفي السباقات البرازيلي أرتون سينا، بطل العالم.
مَن المدرب الكروي الذي أقنعك بأن هذه المهنة مخصَّصةٌ لأصحاب الأفكار المجنونة؟
شدَّني خلال متابعتي مباريات كأس العالم هيرفي رينارد، مدرب منتخبنا السابق، وأعجبني تمكُّنه من قيادة الأخضر، واستراتيجيته غير المتوقعة في كل مباراة. كذلك أفتخر بمستوى المنتخب السعودي للسيدات بقيادة أضواء العريفي، مساعدة وزير الرياضة، ولمياء بن بهيان، عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، والمدربة مونيكا ستاب.
حينما كان الحكام يرتدون الطقم الأسود، ظهروا أكثر كفاءةً وأكثر عدلًا.. هل تتفقين مع هذا الرأي؟
شخصية الحكم هي التي تفرض نفسها، وأكثر أهمية من لون لبسه، سواءً في كرة القدم، أو أي رياضة أخرى.
الرياضي الموهوب، صاحب الحظ السيئ.. كيف يمكننا إنقاذه قبل فوات الأوان؟
يجب عليه عدم الوقوف عند الخطأ، والتركيز على كيفية معالجة تبعاته، وتفاديه في المستقبل.
قفزات كبيرة حققتها الرياضة النسائية في كل الألعاب والمنافسات.. هل لديكِ تصوُّرٌ، أو خطةٌ، أو فكرة تدعم هذه الخطوات؟
فخورة بما تقوم به وزارة الرياضة، وأثمّن جهود جميع العاملين فيها، وأشكر الأميرة ريما بنت بندر التي فتحت أبواب مشاركة المرأة السعودية في الرياضة، والشكر موصول للأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، على دعمه المستمر للمرأة، وعمله على تمكينها في مختلف الرياضات، خاصةً السيارات، وأتمنى أن تحظى هذه الرياضة باهتمام أكبر لرفع عدد المشاركات فيها، كما أتمنى أن أشارك يومًا ما في تأسيس أكاديمية لتعليم سباقات السيارات.