الحسن اليامي.. الطير الذي أبكى مؤسس الاتحاد وجمهور نجران
(ألا يا طير وين بلقاك الليلة). يضج المدرج الشمالي لعشاق الاتحاد بهذه الأهزوجة التراثية تدليلًا، كلما حلق طيرهم الكروي في الملعب مستعرضًا ألوان فنون مهاراته. لقد قضى في أعرق الأندية السعودية وعميدها أزهى أيامه وأمجاده الكروية. ومنه وصل إلى المنتخب الأول.
لكن تبقى له قصة وفائه مع ناديه السابق (نجران) خالدة، وتستحق أن تروى للأجيال.
ـ تميز في زمنه بعدة خصائص: سريع كشفرة موس على سطح ورق. يملك قدمين نحيلتين تراوغان كمغزل ناسج على قطعة حرير. خفيف الحركة كنحلة. لا تدري كيف ومتى يباغت منافسيه بتمريرة أو تسديدة قاتلة. لقد تميز بكلاهما، صناعة الأهداف بحرفنة وتسجيلة أيضًا بحرفنة.
قد لا يعلم كثر أنه من مواليد مدينة الخفجي (1972م).
لكن لا صحة للمعلومة المتداولة بانتسابه لناديها العلمين.
انتقل إلى أقصى الجنوب، منطقة نجران. ونادي (الأخدود) في درجة الشباب (1991م). لكنها سنة وتم تنسيقه بالتراضي للانتقال إلى غريمة التقليدي نادي (نجران).
ـ بحكم العلاقة التي تربط بين والده ورئيس الأخدود. طلب منه إطلاق سراح ابنه للحصول على فرصة اللعب للغريم اللدود. وكان اللاعب السابق للنادي والحكم حينها عويضة منصور وراء إقناعه: (يا بو الحسن فرصته في مارد الجنوب. كلم رفيقك رئيس الأخدود يفكه) وبالفعل تم الانتقال. وأصبح في سجلات نجران. الذي بدأ منه بريق موهبته متألقًا معه في دوري الدرجة الأولى. حتى حان عام (1995م) الذي تغيرت فيه حياته.
ـ ذهب إلى جدة للمرة الأولى عام (1993م) للتسجيل في جامعة الملك عبد العزيز. قادته الصدفة عبرها فقط، إلى نادي الاتحاد. عندما كان يشارك منتخبها منافسات دورة كرة القدم (سداسيات).
شاهده عام (1996م) أحد محبي نادي الاتحاد (محمد العوذلي) الذي أصبح صديقه في ما بعد.
من جانب، أخطر العوذلي.. مدير الكرة بنادي الاتحاد عبد الله جاكرتا، عن وجود فتى جنوبي ماهر قادم من نجران.
التقى به جاكرتا، الذي طلب من إداري الفريق حينها عادل نور قيادة المفاوضات مع نادي نجران.
ـ المفارقة.. دخول الجار اللدود الأهلي على خط المفاوضات مجرد علمه باقتراب الاتحاد من نجم نجران.
وقدموا عرضًا مغريًا يفوق العرض الاتحادي. هنا وقع رئيس النادي الجنوبي في حيرة. مما دفعه إلى ترك القرار بيد اللاعب. قال اليامي: لقد اخترت الاتحاد الذي قدم عرضًا أقل (250) ألف ريال. أضاف، كانت لي تجربة سيئة سابقًا مع الأهلي، تركت أثرها في نفسي.
من هنا ابتدت حكاية (الطير) الحسن اليامي مع العميد، تحت قيادة المدرب البرازيلي كامبوس.
ـ تصادفت بدايات الحسن مع بداياتي الصحافية كمحرر ميداني داخل نادي الاتحاد، ونشأت بيننا واحدة من الصدقات القليلة التي أقمتها مع لاعبين طوال مشواري المهني. كان صبورًا ومخلصًا للكرة وللشعار الذي يرتديه وحقق معه إلى عام (2005م) العديد من البطولات المحلية والخليجية والعربية والقارية (16) بطولة. سجل خلال مشواره معه (87) هدفًا. وكان موسم (2001م) من أجمل مواسمه بالقميص المقلم. ومن ينسى ما فعله في السوبر السعودي المصري أمام الأهلي بالقاهرة. مما أبكى العم حمزة فتيحي أحد أبرز مؤسسي النادي عندما التقاه بعد عودة الفريق: (لقد عشت حتى شفت الفريق الذي أسسناه يهزم الأهلي المصري الذي كنا نراه في زمننا شيئًا لا يطال) وقدم للحسن هدية خاصة منه بهذه المناسبة.
ـ ارتدى القميص الوطني متأخرًا. ما بين (2005 ـ 2002).
وظلت مشاركته في تصفيات ونهائيات كأس العالم 2002 من أبرز محطاته الدولية، التي اقتصرت أيضًا على مشاركته في بطولة الخليج 2002.
ـ يظل موقفه البطولي مع ناديه نجران بعد أن اضطرته ظروف والده الصحية إلى مغادرة الاتحاد، وعدم التخيل اللاعب مع أحد منافسيه ضده. مفضلًا. الانتساب لناديه السابق نجران. وأسهم لاعبًا ومساعدًا للمدرب في الوقت ذاته في صعوده وعودته إلى دوري المحترفين في مباريات ملحمية وأهداف لا تُنسى من الذاكرة. في حدث أبكى منطقة نجران عمومًا وجمهور نادي نجران خصوصًا بذلك المنجز الذي كان بعيدًا، وجعله ابنه البار (الحسن علي حسين مرجع آل حابس اليامي) واقعًا.