الحارس التاريخي والخبير الإداري يراهن على عبور المكسيك
عيد: صقورنا أبهروا العالم
يعدُّ أول رئيس مُنتَخب للاتحاد السعودي لكرة القدم، ووضع بصمةً لا تنسى في تاريخ اللعبة، التي بدأ مسيرته فيها حارس مرمى عام 1963، وتدرَّج في الفئات السنية حتى وصل إلى المنتخب الأول، وحقق عديدًا من الإنجازات، وبعد اعتزاله استمرَّ في تألقه في العمل الإداري، ليصل إلى أروقة “فيفا”.
أحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي السابق، في حواره مع “الرياضية” وصف أداء المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في مواجهتَي الأرجنتين وبولندا بالقوي والمميز، كما تحدث عن حظوظ “الصقور الخضر” في لقاء الحسم أمام المكسيك اليوم.
01
بدايةً، كيف تصف أداء المنتخب السعودي في مباراتيه أمام الأرجنتين وبولندا في كأس العالم 2022؟
لعبنا أفضل مباراتين في تاريخ المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم، والجميع وقف وصفَّق للأخضر احترامًا للأداء الكبير الذي قدمه، على الرغم من خسارته أمام بولندا في المواجهة الثانية.
02
ما رأيك في هذا الجيل الذي يمثِّل حاليًّا المنتخب السعودي؟
هذا الجيل يتفوَّق على كثير من الأجيال السابقة، مع احترامي للجميع، فقد تربَّى وترعرع على دوري سعودي متميِّز، ونشأ في مدارس كروية مختلفة، ووصل إلى قمة التجانس، إضافةً إلى اللعب سويًّا في المراحل السنية، وتحقيق إنجازات مبهرة مع أنديتهم والمنتخب السعودي. هذا الجيل يتم إعداده منذ أعوام، والدليل على ما سبق تسجيل أعلى نسبة مشاهدة في مواجهات المنتخب السعودي طوال تاريخه، خاصةً في مباراة الأرجنتين، التي تابعها أكثر من ملياري شخص.
03
هل تفاجأت بالمستويات الكبيرة التي ظهر بها “الصقور الخضر”؟
لم أتفاجأ، لأن المنتخب السعودي تمَّ إعداده بطريقة صحيحة من قِبل الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب الأخضر، إلى جانب التهيئة النفسية، والدعم من قِبل وزارة الرياضة واتحاد القدم. شاهدت المباريات التجريبية، وكانت على المستوى المطلوب للاستعداد للمونديال.
04
ما الذي يجعلك متفائلًا بمستويات الأخضر في البطولة؟
قبل المونديال كنت متفائلًا بأننا سنخوض البطولة بأقل الخسائر، أي التعادل، ولا أخفيكم المدرب واللاعبون أجادوا مصيدة التسلل أمام الأرجنتين، وهي خطة غير مسبوقة، ولا يمكن لأي فريق أو منتخب تطبيقها بهذا الشكل.
05
أثنيت على المنتخب في مباراة بولندا، ماذا أعجبك فيها؟
أعجبني تغيير الخطة أمام بولندا، والاعتماد على اللعب البيني، والسرعة، وهو ما لم نكن نتوقعه، وجعل الأخضر يسيطر على المباراة، لكن عامل البنية الجسدية كان في صالح بولندا، إضافة إلى الإرهاق الذي عانى منه لاعبو المنتخب السعودي، ولاحظناه في الهدف الثاني للمنافس.
06
ماذا عن الحضور الجماهيري، كيف تصفه؟
تحظى الرياضة السعودية بدعم غير مسبوق من حكومتنا الرشيدة، وجماهيرنا التي قدَّمت رسالةً للعالم أجمع في الحضور الجميل والتشجيع والمؤازرة، وخطفت الأنظار في مدرجات ملاعب كأس العالم. وأثني هنا على الجماهير العربية التي حضرت في الملعب من أجل مساندة المنتخب السعودي.
07
ماذا نحتاج حتى نتجاوز المكسيك ونتأهل إلى الدور الثاني؟
يجب ألَّا نعطي المباراة أهميةً أكبر مما أعطيناه للأرجنتين وبولندا. منتخب المكسيك سيدخل المباراة مندفعًا، لأنها تعني له الشيء الكثير، وصحيحٌ أننا لم نربح أمام المكسيكيين في كل مبارياتنا الثلاث السابقة في كأس القارات، لكن حظوظ المنتخب السعودي كبيرة بتجاوزهم، على الرغم من تقارب أسلوب المنتخبين.
08
الضغط النفسي، هل تراه أكبر على المنتخب السعودي أم المكسيكي؟
بالتأكيد على المنتخب المكسيكي، على الرغم من تميُّز لاعبيه بالسرعة وسط الملعب، والسيطرة والخبرة، فهذه الفوارق ستختفي بالروح العالية التي ظهر بها المنتخب السعودي، وإصرار اللاعبين على الوصول إلى أدوار متقدمة.
09
بوصفك رئيسًا سابقًا للاتحاد، ما الدور الذي يجب أن يؤديه ياسر المسحل، الرئيس الحالي، في هذا الجانب؟
عليه أن يعمل على تهيئة الوضع، ويقترب أكثر من اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، لأن الماضي انتهى، وتركيزنا حاليًّا ينصبُّ على المكسيك، ويجب إنعاش روح اللاعبين.
10
كيف وجدت الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي؟
هو ليس مدربًا فقط، بل واختصاصيًّا نفسيًّا وسلوكيًّا ومعنويًّا أيضًا. أنا معجبٌ بطريقة تدريبه منذ كأس العالم 2018، وكنت حريصًا على وجوده في السعودية، لأننا افتقدنا مدربين لديهم الروح. رينارد يؤثر في اللاعبين والمسؤولين، ويتعامل مع الجميع بطريقة مميزة، ويحمي لاعبيه من الجمهور والإعلام والإدارة، ما يجعلهم أكثر أريحية.
11
هل نستطيع القول إن الإعداد لكأس العالم كان ناجحًا؟
التحضير لكأس العالم من جميع النواحي الفنية والنفسية والمتابعة كان مميَّزًا، وحظي المنتخب السعودي بكل ما تقدم، ونتائج هذه التحضيرات شاهدناها في أول مباراتين أمام الأرجنتين وبولندا، على الرغم من الخسارة في الثانية.
12
حضرت كؤوس عالم سابقة، ماذا اختلف في المنتخب السعودي في هذه النسخة؟
النسخة الجارية من كأس العالم تختلف تمامًا عن جميع النسخ السابقة التي شارك فيها المنتخب السعودي، إذ تتميَّز بالبداية القوية بتجاوز الأخضر منتخبَ الأرجنتين، أحد المرشحين للفوز باللقب.
13
وجودك في مونديال قطر 2022، هل جاء بدعوة من “فيفا”؟
أحمد الله على المحبة التي أشعر بها من كثير من الناس. وصلتني ثلاث دعوات، الأولى رسمية من الحكومة القطرية والاتحاد القطري لكرة القدم، وأقدم لهم الشكر، والثانية من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بوصفي عضوًا، والأخيرة من إخواني في الاتحاد السعودي.