بعد مشاركته في نهائيات إيطاليا عام 1990، فشلت جميع محاولات المنتخب المصري الأول لكرة القدم في التأهل إلى كأس العالم، على الرغم من فوزه بلقب كأس الأمم الإفريقية أربع مرات، إلى أن حقق جيل محمد صلاح أحلام المصريين بتأهلهم إلى المونديال في روسيا، عقب غياب دام 28 عامًا. واقتصرت أفراح المصريين فقط على إنجاز التأهل، فالمشاعر كانت مغايرة على الأراضي الروسية بعد هزيمة أولى بشق الأنفس أمام الأوروجواي، ترافقت مع أداء جيد، لكنَّ الهزيمة الأولى تلتها أيضًا أخريان أمام روسيا والسعودية، ليغادر منتخب “الفراعنة” البطولة مبكرًا دون نقاط، ومع ذكريات هدفي محمد صلاح، ومشاركة تاريخية لعصام الحضري، حارس المرمى.

01
عقب فشله في التصفيات في ست محاولات متتالية منذ عام 1990، بدأ المنتخب المصري محاولة جديدة عندما واجه تشاد في الدور الثاني من التصفيات النهائية، وتعرَّض لصدمة الخسارة ذهابًا بهدف دون رد، لكنه عوَّض ذلك إيابًا، وفاز برباعية نظيفة. وفي الدور الثالث والأخير، تصدَّر “الفراعنة” المجموعة الخامسة بفارق أربع نقاط عن أوغندا، بعد أربعة انتصارات وتعادل وخسارة في ست مباريات، ليضمن التأهل إلى كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه، في الجولة ما قبل الأخيرة، عندما سجل محمد صلاح هدف الحسم أمام الكونغو في الدقيقة 94.
02
أبعدت قرعة كأس العالم المنتخب المصري عن مواجهة البرازيل والأرجنتين وفرنسا وبلجيكا، إضافة إلى المنتخب الألماني، حامل اللقب، من منتخبات التصنيف الأول، وتجنَّب كذلك منتخبات إسبانيا وإنجلترا وكرواتيا من التصنيف الثالث، فوقع في المجموعة الأولى مفتوحة الاحتمالات، إلى جانب منتخب الأوروجواي، إضافة إلى السعودية وروسيا، اللذين كانا يملكان التصنيف الأدنى بين جميع المنتخبات المشاركة، ولو أن المنتخب الروسي تسلَّح بعامل الأرض والجمهور. وتعرَّض منتخب “الفراعنة” لضربة مؤلمة قصيرة الأمد عندما أصيب محمد صلاح وابتعد عن المباراة الأولى.
03
افتتح المنتخب المصري مواجهاته في مونديال روسيا بملاقاة الأوروجواي في مباراة لجأ فيها كوبر، مدرب المنتخب، إلى الأسلوب الدفاعي، لكنَّ المباراة كانت متكافئة إلى درجة كبيرة، مع أفضلية للأوروجواي من ناحية الفرص، حيث تصدى محمد الشناوي لأربع تسديدات. وعجز “الفراعنة” عن الوصول إلى مرمى منافسيهم في ظل غياب صلاح، إلى أن سجل خوسيه ماريا خيمينيز هدفًا قاتلًا في الدقيقة 89، فخسروا نتيجةً إيجابيةً، كانت ستعزز آمالهم في دور المجموعات.
04
انتهت الآمال المصرية بشكل رسمي بعد جولتين فقط عقب الخسارة أمام المنتخب الروسي 1ـ3، في مباراة شهدت تسديدة وحيدة بين خشبات أكينفييف، الحارس الروسي، وكانت من ركلة الجزاء التي نفذها صلاح في الدقيقة 73، ليسجل حينها أول هدف مصري في المونديال منذ هدف مجدي عبد الغني عام 1990.
05
تنافس المنتخبان المصري والسعودي على المركز الثالث في المجموعة عندما تواجها في الجولة الثالثة، بعد خروجهما رسميًّا، لكن الدقائق الـ 90 الأخيرة كانت كفيلة بخروج المنتخب المصري خالي الوفاض في ظل التفوق السعودي، الذي أثمر عن فوز قاتل للأخضر في الثواني الأخيرة. وشهدت المباراة مشاركة تاريخية لعصام الحضري، الحارس المخضرم، عندما أصبح أكبر اللاعبين سنًّا في تاريخ المونديال بعمر 45 عامًا و161 يومًا، كما أصبح صلاح الهداف التاريخي لمصر في كأس العالم، معادلًا رقم عبد الرحمن فوزي، الذي سجل هدفين في نسخة 1934.