حقق المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، حلم الحضور على المسرح المونديالي، عندما شارك للمرة الأولى، في نسخة الولايات المتحدة عام 1994، إلا أنّه أبى أن يحضر لمجرّد المشاركة، فمضى بثبات نحو تأمين حلم آخر، وهو الظهور بمستوى مشرّف سرق الأضواء حينها، متجاوزًا دور المجموعات عن جدارة واستحقاق. وفي الحلقة 11 من سلسلة مشاركات العرب في كأس العالم، تعود “الرياضية” إلى الجيل السعودي المميز الذي كتب هذه الإنجازات، وتسرد أبرز المحطات من روايته المونديالية الأولى، بدءًا من التأهل المثير في التصفيات الآسيوية، ومرورًا بالهدف الأول لفؤاد أنور، والانتصار الأول على المغرب، والهدف العالمي لسعيد العويران، وانتهاء الرحلة أمام نسخة قوية من المنتخب السويدي في ثمن النهائي.

أرقام المنتخب في النهائيات
- المباريات: 04
- الانتصارات: 02
- التعادلات: 0
- الهزائم: 02
- أهداف له: 05
- أهداف عليه: 06

نجوم المنتخب
- ماجد عبدالله: لعب 90 دقيقة فقط في نهائيات أمريكا بسبب تأثير الإصابات وهو الهداف التاريخي للمنتخب السعودي.
- محمد الدعيع: أكثر من مثّل المنتخب السعودي تاريخيًا برصيد 178 مباراة دولية.
- سامي الجابر: سجل الهدف الأول أمام المغرب في الجولة الثانية وهو ثاني أفضل الهدافين في تاريخ المنتخب.
ـ سعيد العويران: أفضل لاعب في آسيا 1994 وصاحب أحد أجمل الأهداف في التاريخ المونديالي أمام بلجيكا.
- فؤاد أنور: سجل أول أهداف الأخضر في تاريخ المونديال أمام هولندا وأحرز هدف الفوز على المغرب.

محطات من الرحلة المونديالية
1- لعب المنتخب السعودي مباراته الأولى في تصفيات كأس العالم في نوفمبر 1976، وانتظر حتى 28 أكتوبر 1993 ليشعر مع جماهيره بفرحة التأهل، فبعد 4 محاولات لم تعرف النجاح، تأهل الأخضر إلى نهائيات أمريكا، بعد مشوار عرف كل الإثارة. وتصدرت السعودية مجموعتها في الدور الأول من التصفيات الآسيوية، بفارق نقطتيْن عن الكويت، عقب الفوز على الأزرق بهدفيْ سعيد العويران وماجد عبد الله في الجولة الأخيرة، فيما استمر الصراع في المجموعة النهائية، التي ضمت 6 منتخبات، حتى اليوم الأخير، فحجز الأخضر البطاقة الأولى متصدرًا هذه المجموعة بعدما سجل حمزة ادريس هدف الفوز على إيران.
2- دخل المنتخب السعودي الصراع المونديالي بقائمة من اللاعبين الموهوبين، وبمعدل أعمار منخفض، بقيادة ماجد عبد الله الذي كان أول من حمل شارة قيادة الأخضر في تاريخ مشاركاته، وكان حينها اللاعب الأكبر سنًا في القائمة، إلا أنه لعب 90 دقيقة فقط في النهائيات بسبب آثار إصابات سابقة. وهذا ظهر في المباراة الأولى أمام هولندا، إذ أنهى الأخضر الشوط الأول متقدمًا بهدف فؤاد أنور، إلا أنّه لم يحافظ على هذا التقدّم، فانتهت المباراة بفوز هولندي بعد هدف ثانٍ في الدقيقة 86.
3- تمسّك السعوديون بآمالهم على الرغم من الخسارة أمام الطواحين، تمامًا كالمغاربة الذين خسروا أمام بلجيكا، عندما تواجها في الجولة الثانية، فترجم سامي الجابر ركلة جزاء في الدقيقة السابعة، قبل أن يدرك محمد الشاوش التعادل لأسود الأطلس في الدقيقة 26، لكن الكلمة الفصل كانت لفؤاد أنور، الذي أطلق تسديدة من على بعد 30 ياردة تقريبًا عند الدقيقة 45، مسجلًا هدف الفوز السعودي.
4- لم تكتمل مهمة الأخضر بعد الفوز على المغرب، فظهر واضحًا في الجولة الثالثة أن زملاء ماجد عبد الله، الذي لعب دقائقه الدولية الأخيرة في تلك الجولة، كانوا يبحثون عن ما هو أكثر من ذلك، عندما واجهوا المنتخب البلجيكي الذي حقق انتصاريْن دون أن يستقبل أي هدف في الجولتيْن الأولى والثانية. وعند الدقيقة الخامسة، سجل سعيد العويران ما بات يُعرف بأحد أجمل الأهداف في تاريخ كأس العالم، بعدما تجاوز مجموعة من لاعبي بلجيكا ليسجل على طريقة مارادونا، وتكفّل هذا الهدف بتحقيق حلم سعودي أكبر، وهو عبور دور المجموعات.
5- انتهت رحلة الأخضر في نهائيات أمريكا عند حدود الدور ثمن النهائي، عقب الخسارة أمام المنتخب السويدي الذي احتل المركز الثلث في تلك النسخة، بنتيجة 1ـ3. وشهدت الدقيقة 85 تسجيل فهد الغشيان لخامس الأهداف السعودية على الأراضي الأمريكية، فكان أول هدف عربي في المراحل الإقصائية، بعد هدفيْ مصر في 1934، ولو أن المنتخب المصري لعب مباشرة في الدور ثمن النهائي حينها.

أبرز النجوم الذين واجههم المنتخب
ـ ميشيل برودوم (بلجيكا): رُشح لجائزة الكرة الذهبية 3 مرات وفاز بجائزة أفضل حارس في بلجيكا 4 مرات.
- دينيس بيرجكامب (هولندا): أفضل لاعب في هولندا مرتيْن وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي موسم 1997ـ1998.
- رونالد كومان (هولندا): أفضل لاعب في هولندا مرتيْن وهداف دوري أبطال أوروبا موسم 1993ـ1994.
- مارك ديجرايز (بلجيكا): فاز بجائزة أفضل لاعب في بلجيكا 4 مرات وسجل هدف الفوز على المغرب في الجولة الأولى.
- فرانك ريكارد (هولندا): جاء ثالثًا في صراع الكرة الذهبية مرتين وفاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإيطالي عام 1992.