قدَّمت عددًا من النصائح للاعبات السعوديات، مع انطلاق دوري السيدات السعودي. كما أنها أشارت إلى أن إصابة تمزق أربطة القدم هي الأكثر انتشارًا بين السيدات في المجتمع السعودي، مبينة أن الحرص على تنمية اللياقة الحركية من شأنها أن تلعب دورًا أساسيًّا في الوقاية من الإصابات أثناء المنافسة واللعب.
الدكتورة رانيا المحياوي، اختصاصية العلاج الطبيعي والحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة جلاسكو كالدونيا، وتعمل أستاذًا مساعدًا في جامعة الطائف تخصص الإصابات الرياضية، تحدثت لـ “الرياضية” عن إقبال الفتيات أخيرًا على الأنشطة الرياضية وتخصص العلاج الطبيعي، مؤكدة أن ذلك يعود إلى المؤشرات التي تدل على انتشار الوعي الرياضي لدى السيدات في مجتمعنا.
01
أرحب بكِ عبر صحيفة “الرياضية”؟
شكرًا لاستضافتكم، وأتمنى أن يكون حديثنا خفيفًا ومثريًا لمتابعي المشهد الرياضي.
02
نشاهد إقبالًا كبيرًا من العنصر النسائي أخيرًا في مجال الطب الرياضي، ما تعليقكِ؟
هذا الإقبال من وجهة نظري هو أحد المؤشرات التي تدل على انتشار الوعي الرياضي لدى السيدات في مجتمعنا، وهو انعكاس طبيعي للحاجة المصاحبة لانتشار هذا الوعي الرياضي، فكلما زاد الإقبال زادت الحاجة لهذا النوع من التخصصات، أولها الطب الرياضي والتأهيل. أيضًا لا ننسى الدور المحوري المتجلي في فتح باب المشاركات النسائية في المجالات الرياضية المتنوعة، وإضافة التربية البدنية وعلوم الرياضة كأحد التخصصات المتاحة لفتياتنا في الجامعات السعودية، كل هذه العوامل شجعت المهتمات بمجال الطب الرياضي والمنتسبات للكادر الطبي بالتقدم وأخذ أولى الخطوات، لنيل درجة علمية في هذا التخصص.
03
ما سبب اتجاهكِ لتخصص العلاج الطبيعي والإصابات الرياضية؟
لأنني على المستوى الشخصي شغوفة بشتى أنواع الرياضات، وبحكم ممارستي الرياضات المختلفة منذ طفولتي لاحظت وجود نقص في الكوادر النسائية المؤهلة والمتخصصة في هذا المجال بالتحديد، وهذه الملاحظة عززت لدي الدافع بالمساهمة في نشر الوعي الرياضي من خلال التخصص في هذا المجال.
04
اليوم مع انطلاق الدوري النسائي الأول لكرة القدم.. ما نصيحتكِ للاعبات لحمايتهن من خطر الإصابات؟
النصيحة الأولى كحماية لهن من خطر الإصابات هي الاستعداد المبكر، والتدرج في التدريبات، وعدم إهمال الجوانب الأخرى المعززة للصحة مثل النوم والغذاء المتوازن في هذه المرحلة، كما أنصحهم بضرورة اشتمال برامجهم التدريبية على مختلف العناصر الأساسية في التدريب مع التوازن والتنويع في التدريب ما بين القوة والسرعة والتوازن والحرص على تنمية اللياقة الحركية، التي تلعب دورًا أساسيًّا في الوقاية من الإصابات أثناء المنافسة واللعب.
05
ما أبرز الإصابات النسائية الرياضية التي تأتيكِ في العيادة؟
من ملاحظتي أشهر الإصابات وأكثرها انتشارًا بين السيدات في المجتمع السعودي هي تمزق أربطة القدم، ولا عجب في ذلك فهي أكثر الإصابات الرياضية انتشارًا على مستوى العالم عند النساء، تأتي بعدها إصابات الكتف كتمزق عضلات الكتف، وأخيرًا كسور القدم البسيطة الناتجة عن الضغط الحركي على القدم.
06
كيف تجدين فرصة الاختصاصيات في مجال الطب الرياضي خاصة بعد توجه القيادة الرياضية نحو فتح المجال للسيدات لممارسة كافة الرياضات؟
أجدها فرصة ذهبية للراغبات في الانضمام إلى كوادر التأهيل الرياضي، وأشجع كل اختصاصية علاج طبيعي مهتمة بالطب الرياضي وتأهيل الإصابات الرياضية باستغلال هذه الفرصة التاريخية العظيمة، فنحن نشهد حقبة نشاط رياضي نسائي ما زالت في بداياتها، ومن المؤكد أن الأيام المقبلة تحمل الكثير من الفرص في هذا المجال الفريد من نوعه. ومن هنا أحب أن أوجه كلمة شكر صادقة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لدعمه المستمر لبنات هذا الوطن الغالي، وإتاحة الفرصة لهن، لإبراز مواهبهن في شتى المجالات، ومن ضمنها المجال الرياضي.
07
شاركتِ في أكثر من 7 مؤتمرات دولية تختص بمجال الإصابات الرياضية، ما أبرز ما لفت انتباهكِ حول الدراسات التي توصلت إلى الأسباب الرئيسة للإصابات؟
من أهم ما لفت نظري في عدة مؤتمرات ووجدته أيضًا موثقًا في منشورات كلية هارفارد للطب وغيرها من المجلات العلمية هو التنوع في الإصابات الرياضية بين النساء والرجال.. فالنساء فسيولوجيًّا أجسادهم معرضة أكثر لخطر الإصابات الرياضية بشكل عام وعلى وجه الخصوص إصابات الكاحل والكتف ثم إصابات الركبة، بسبب زيادة المرونة في جسد المرأة بشكل طبيعي، وزيادة الكتلة الدهنية عن العضلية، ووجود هرمون الأستروجين بشكل أساسي في جسم المرأة، فضلًا عن اتساع منطقة الحوض التي تؤثر في ميكانيكية مفاصل الجزء السفلي وصولًا إلى القدم، وهذه النقاط جوهرية جدًّا في برنامج التأهيل. أما بالنسبة للرجال فالإصابات الرياضية مختلفة في التوزيع، وتتركز في منطقة عضلات الفخذ كالعضلة الخلفية وإصابات الساقين، وسبب هذه الإصابات عند الرجال عادةً يعود إلى الإصابات المباشرة الناتجة عن التصادم أو الاحتكاك أثناء المنافسة.
08
نسمع شكاوى كثيرة حول أرضيات الملاعب وسببها في حدوث الإصابات، في رأيكِ هل لها دور رئيس في ذلك أم تخالفين ذلك؟
من وجهة نظر علمية، نعم يوجد لها دور، فالأرضية التالفة من كثرة الاستخدام بسبب ضغط المباريات والعوامل البيئية كالحرارة والرياح والأمطار تزيد احتمالية تعرض الرياضيين للإصابات، نتيجة التصادم والاحتكاك أثناء المنافسة. وهذه المشكلة يمكن تلافيها بفحص الأرضيات أو حلها بالصيانة الدورية لأرضيات الملاعب.
09
هل لديكِ توجه نحو العمل في الأندية قريبًا؟
بالطبع لدي وأتطلع إلى ذلك.
10
كلمتكِ الأخيرة؟
شكرًا جزيلًا لـ”الرياضية” على استضافتكم الأكثر من رائعة، وأتمنى لكم الازدهار والمزيد من التميز.