المدرب السعودي يكشف تفاصيل التجربة التونسية.. ويرد على المشككين
الصيعري: أقنعتهم في 180 دقيقة
يمتلك خبرةً ميدانيةً طويلة، كما حصل على دبلوم التدريب الاحترافي الأعلى الذي يمنحه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ما سمح له بأن يدخل عالم التدريب، ويصبح أحد الخبراء المهمّين في القارة الآسيوية، ومن الأسماء التي كسبت ثقة عدد كبير من الأندية التي استعانت بخدماته، وحقق معها إنجازات كثيرة. المدرب السعودي حمود الصيعري في حواره مع “الرياضية” تحدث عن تجربته الجديدة بصفته أول سعودي يطرق أبواب الاحتراف الخارجي في القارة الإفريقية بالتدريب في الدوري التونسي الممتاز، وصعوبة البدايات، وردَّ على الأصوات التي شككت في قدرته على قيادة فريق مستقبل الرجيش الأول لكرة القدم
01
بصفتك أول مدرب سعودي في تونس ماذا تقول عن هذه التجربة مع فريق الرجيش ؟
أشكركم على الاستضافة، وأقول إن اختياري للتدريب في تونس بمنزلة تقدير للكرة السعودية بشكل عام، ومدربيها خاصةً، ووجودي في هذا الموقع يؤكد أن المدربين السعوديين قادرون على خوض التحديات، المحلية والخارجية.
02
حدِّثنا عن هذه الخطوة المهمة في مشوارك الاحترافي، كيف بدأت قصة تونس؟
كانت لدي أصلًا رغبة بالتدريب في الخارج، والعمل في مناخات جديدة، وإثبات وجودي فيها بعد تجارب محلية عدة، وحقًّا جرى التواصل مع بعض الوكلاء للتدريب في الأردن، وكنت على بُعد خطوة من تدريب أحد الفرق هناك، لكن عندما جاءني العرض التونسي غيَّرت وجهتي لعراقة الكرة التونسية وإنجازاتها القارية والدولية.
03
متى بدأت المفاوضات مع النادي التونسي؟
بدأت قبل أشهر قليلة، بالتنسيق مع وكيلي الخارجي، ومحمد العروي، رئيس النادي، لكنها توقفت فترةً من الوقت لعدم الوصول إلى اتفاق حول بعض النقاط، إضافة إلى انشغالي بإلقاء عدد من المحاضرات في الاتحاد الآسيوي، لكن في النهاية تم الاتفاق على جميع التفاصيل العالقة.
04
ماذا عن أصداء خبر تعيينك مدربًا لمستقبل الرجيش؟
في البداية كانت هناك موجةٌ عريضة من الدهشة والاستغراب من قدوم مدرب سعودي للإشراف على فريق في تونس، التي تصدِّر المدربين لنا بكثرة، خاصة في دوري الأولى، حتى إن الأمر وصل إلى مرحلة التندر في بعض الأحيان، سواء على مستوى الشارع التونسي، أو النقاد الرياضيين، وحتى المحطات الإذاعية والتلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
05
هل تأثرت بما كان يثار حولك، وكيف تعاملت مع الأمر؟
بالطبع، لكنني فضَّلت عدم الرد كيلا أشتّت تركيزي وأنصرف عن مهمتي الأساسية، وقررت أن أرد عميا، وهذا ما حدث بالفعل، فبعد فوزنا في أول مباراة رسمية تغيَّرت الفكرة عني 50 في المئة، وبعد الفوز الثاني، أصبحت من أفضل المدربين في تونس، حتى إن كثيرًا ممن هاجموني اعتذروا عن انطباعاتهم الأولى عني.
06
كيف كانت رحلتك إلى تونس، وهل واجهت صعوبات في البداية؟
بعد وصولي إلى تونس العاصمة، توجَّهت إلى مقر الفريق في الرجيش، وهي مدينة ساحلية. كان الاستقبال دافئًا وودودًا، لكن ما فاجأني هو كثرة الإصابات الموجودة في الفريق، فقد كان هناك سبعة لاعبين أساسيين يغيبون عن التشكيلة للإصابة، كما أن الفريق توقف عن التدريبات منذ بداية رمضان الماضي.
07
ماذا فعلت للتغلب على المشكلة وإعداد فريقك؟
بدأنا العمل على الفور في تهيئة الفريق من خلال تكثيف التدريبات من أجل التعرُّف على إمكانات اللاعبين، مع الاعتماد على عدد من العناصر من فريقي الشباب والأولمبي لتعويض النقص العددي، واستطعنا بحمد الله بعد عشرة أيام فقط من خوض أول مباراة تجريبية أمام النهوض الرياضي، أحد فرق الدرجة الثانية، في مايو الماضي.
08
ماذا عن مباريات الكأس والنتائج التي حققتها؟
البداية كانت جيدة، إذ تغلبنا على حمام سوسة 3ـ2 في دور الـ 32، واتبعناه بفوز ثانٍ 2ـ0 على الاتحاد المنستيري، أحد أفضل الفرق التونسية حاليًّا، ويقوده فوزي البنزرتي، المدرب التونسي الغني عن التعريف، وحققنا تأهلًا تاريخيًّا إلى دور الثمانية، وفي ظل ظروف صعبة. بعد ذلك واجهنا الصفاقسي في مباراة ماراثونية تقدمنا فيها 2ـ1، لكن طرد أحد لاعبينا، سمح لمنافسنا بإدراك التعادل، ومع ذلك أوصلنا المباراة إلى الشوطين الإضافيين، اللذين استقبلنا فيهما هدفين، أحدهما من ركلة جزاء، بعد أن نال التعب والإرهاق من لاعبينا بسبب النقص العددي.
09
من وجهة نظرك، ماذا يحتاج المدرب السعودي لخوض تجربة الاحتراف الخارجي؟
التدريب الخارجي تجربة تحتاج إلى الجرأة في المقام الأول لاعتبارات كثيرة، أولها اختلاف المناخ الكروي، والأفكار التدريبية، لكنها مفيدة على مستوى الخبرة والتعامل مع ظروف صعبة ومختلفة، وأعتقد أن مدربينا لديهم من الكفاءة والتأهيل والخبرة ما يكفي لخوض هذا التحدي وتحقيق النجاح.
10
لكن ربما يكون المقابل المادي في الخارج أقل بكثير مما يتقاضاه في الداخل، هل هذا صحيح؟
بالنسبة لي شخصيًّا، لم يكن المال هو هدفي، بل الرغبة في خوض تحديات جديدة، واكتساب مزيد من الخبرة في دوري صعب جدًّا مثل الدوري التونسي، ومواجهة فرق عملاقة صاحبة بطولات محلية وقارية، ومقارعة مدربين كبار، وهذا بحد ذاته مكسب، لكن مع ذلك فعقدي يعدُّ كبيرًا مقارنة بأجور المدربين هناك.
11
العودة للعمل محليًّا مرة أخرى، أم مواصلة الاحتراف الخارجي، بماذا تفكر؟
بالطبع العمل في السعودية يظل حاضرًا في ذهني متى ما توافرت الظروف الجيدة والعروض المناسبة. أعتقد أن طموح مرحلة ما بعد تونس، يكمن في العمل بدوري المحترفين السعودي، وأن خبرتي ستساعدني على هذا التحدي، فدورينا أيضًا يعد من أقوى الدوريات العربية والآسيوية.
12
ماذا لو رغب الرجيش في استمرارك الموسم المقبل، هل ستوافق؟
من البداية كانت رغبة النادي التعاقد معي لمدة موسم ونصف الموسم، لكنني فضلت فترة محدودة حتى نهاية مباريات الكأس، وبعدها نجلس ونتحدث، لكن رئيس النادي عاد وتحدث معي عن التجديد، إلا أنني تمسَّكت بموقفي، والآن مرة أخرى جددوا عرضهم، وسنجلس ونرى ما يمكن أن يحدث.
13
أي فريق تتوقع أن يحقق لقب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين؟
أنا مدرب محترف، وأتشرف بكل الأندية السعودية، لكن يبقى الاتحاد والهلال الأقرب إلى قلبي، والذي سيحقق الدوري سأفرح له كثيرًا.