قائد الخليج يكشف أسرار لقب «يلو».. ويعد بالرقم الصعب
الحربي: تجاوزنا أزمة المدربين
شكَّلت خبرته الطويلة في الملاعب، وحضوره الذهني عاملَين مهمَّين في قيادة فريق الخليج الأول لكرة القدم إلى تحقيق لقب دوري “يلو” لأندية الدرجة الأولى، والتأهل إلى المحترفين للمرة الثانية في تاريخه. اعتمد عليه كل المدربين الذين تعاقبوا على الفريق الموسم الجاري في قيادة خط الدفاع، وظهرت حنكته في الأمتار الأخيرة من البطولة، إذ ساعد زملاءه اللاعبين في الخروج بشباك نظيفة منذ الجولة الـ 26، ما كان له عظيم الأثر في التتويج باللقب بفارق الأهداف عن العدالة. عبد الله الحربي، قائد فريق الخليج الأول لكرة القدم، في حواره مع “الرياضية” كشف تفاصيل رحلة التتويج الصعبة، والتحديات التي تنتظرهم في دوري المحترفين.
01
نبارك لكم بالحصول على لقب دوري “يلو” والتأهل للمرة الثانية إلى دوري المحترفين، صِف لنا الإنجاز؟
شكرًا لكم على هذه الفرصة الطيبة، والتهنئة بالتاهل واللقب، والممتدة منَّا لكل جماهير النادي التي وقفت معنا في مبارياتنا، وكانت عنصرًا داعمًا لنا بشكل كبير. لا أخفيكم سرًّا أن جمهورنا كان المحفز الأكبر عند كل تراجع وإخفاق في البطولة، التي مررنا فيها بمنعطفات كثيرة، صعودًا وهبوطًا، والحمد لله جاءت النتيجة في النهاية كما أردناها وخططت لها إدارة النادي.
02
ما أبرز العناصر التي ساعدتكم على الحصول على اللقب في ظل منافسة رباعية حتى الأمتار الأخيرة؟
منذ بدء التحضيرات للموسم وهدفنا واضحًا للجميع، التأهل إلى دوري المحترفين. بالطبع هذا استلزم جهدََا كبيرا في التحضير من قِبل الإدارة، بدايةً بتعزيز التشكيلة بعناصر جديدة، ثم إجراء معسكر استعدادي، إلى جانب الاستعانة بطاقم فني مميز، وتوفير كل الاحتياجات ذات العلاقة، وقد امتزجت هذه العناصر بروح الفريق، حيث كان الجميع على قلب رجل واحد، ووضح هذا في عدم تأثرنا بالتغييرات في الأجهزة الفنية.
03
الجميع يصف دوري “يلو” بالمسابقة الأصعب والأكثر إرهاقًا، ذهنيًّا وبدنيًّا، هل هذا صحيح؟
نعم، وهو ما يمنح لقبها طعمًا خاصًّا. الصعوبات في البطولة كثيرة، منها عدد المواجهات، إذ يخوض كل فريق 38 مباراة، وهذا يعني زمنًا أطول وتدريبات أكثر، وكذلك التنقلات الكثيرة بين المدن في مواجهات الإياب، تارة بالطيران وتارة أخرى بالحافلات، وهذا أيضًا أمر مرهق، وطبعًا كثرة المباريات تعني تزايد احتمالات الإصابة، والاستنزاف البدني، لكن الحمد لله فرحة التتويج أنستنا كل ما سبق.
04
ذكرتم أن الفريق مرَّ بمنعطفات صعبة وبعض التعثرات، بوصفكم لاعبين كيف تجاوزتموها؟
مسيرة الفريق لم تكن خاليةً من المتاعب، وهذا أمر طبيعي في ظل مسابقة طويلة مثل دوري “يلو”، فيها كثيرٌ من المنافسين الأقوياء، الذين يملكون دوافعهم أيضًا للتأهل، لكن عقلية لاعبي الخليج كانت تتعامل مع كل تعثر بروح إيجابية، ولم يتركوا أي فرصة لتسرُّب الشك في قدراتهم، وفي كل مرة كانوا يعودون أقوى، والنتيجة كانت واضحة بعد نهاية البطولة، إذ كنا ثاني أقل الفرق خسارةً بثماني هزائم فقط مناصفةً مع العدالة وخلف الوحدة الذي سقط سبع مرات.
05
تعاقب على الإدارة الفنية للفريق ثلاثة مدربين الموسم الماضي، ما الفرق بينهم، وكيف تعاملتم مع هذه التغييرات؟
بالطبع تلك التغييرات جاءت لدواع منطقية، اقتضيتها ضرورات كل مرحلة. لكن بشكل عام التغييرات الكثيرة للمدربين تؤثر في تجانس أي فريق واستقراره، لكنَّنا لم نتاثر بها، فكل واحد منا كان يدرك الدور المطلوب منه، وهذا يعود كما أسلفت إلى عقلية اللاعبين التي كانت تتعامل بإيجابية مع كل تغيير، أو تعثر. أضف إلى ذلك أن الفروقات بين المدربين الثلاثة لم تكن تذكر، فقد كانوا جميعًا على قدر عال من الكفاءة، وأسهم كل منهم بدور في هذا التتويج.
06
الموسم المقبل ستخوضون 30 جولة في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين بدلًا من 38 في “يلو”، هل ترى أن الأمر سيكون مختلفًا؟
فرق ثماني جولات بين البطولتين فرقٌ كبير، فعدد المباريات والتدريبات والتنقلات سيقل بالطبع، وهو ما سيخدم الأندية واللاعبين كثيرًا، وسينعكس إيجابًا على استقرار تشكيلات الفرق من ناحية، وارتفاع المعدل اللياقي للاعبين من ناحية أخرى، إلى جانب تراجع معدلات الإصابة بينهم، ونعد جماهيرنا بأن نكون رقمًا صعبًا في الدوري.
07
كيف وجدتم استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد “VAR” في الدور الثاني من الدوري؟
تطبيق “var” خطوة جيدة، وساعد في تقليل الأخطاء، خاصةً المؤثرة، بشكل كبير. اللاعبون اعتادوا عليها، وأصبحوا يعون أن هناك عينًا أخرى تراقبهم بخلاف حكام الميدان، لذا تراجعت الاحتكاكات غير الرياضية والادعاءات بالسقوط، وهذا يعني لعبًا نظيفًا أكثر.
08
رأينا تذبذبًا بمستوى الدوري في الجولات الأخيرة، ما السبب؟
أعتقد أن الأمر يعود إلى ضغط المنافسة، فقد كانت هناك ستة فرق تنافس على الصعود، وأخرى تقاوم الهبوط إلى “الثانية”، ما سبَّب ضغطًا نفسيًا كبيرًا، وهذا أمر طبيعي خاصة مع طول البطولة واستنزافها اللاعبين لياقيًّا وذهنيًّا.
09
ما أصعب مرحلة مرَّ بها فريق الخليج في الموسم الماضي؟
مررنا بكثير من المحطات الصعبة، لكنَّ أصعبها جاء في منتصف الدور الأول، حيث خسرنا ثمانية لاعبين بسبب الإصابة، وسقطنا أمام الساحل بخماسية في الجولة الـ 18، والحمد لله تداركنا الأمر وعدنا إلى المسار الصحيح.
10
مباراة خاضها الفريق، وما زالت في ذاكرتكم، وأخرى كانت الأسهل؟
لا توجد مباراة سهلة في الدوري، والدليل أن الفرق الهابطة تغلبت في بعض المباريات على الفرق الصاعدة، وهذا يعكس شدة التنافس في “يلو”. أما أصعب مباراة، فكانت مباراة الساحل قبل الجولة الأخيرة، وتكمن صعوبتها في أنها كانت مصيرية للساحل، وتحدد إمكانية بقائه، أو هبوطه، وللخليج بالاقتراب أكثر من اللقب، والحمد لله تجاوزناها بهدف وحيد.
11
لمَن تهدي لقب دوري “يلو” وتأهلكم إلى دوري المحترفين؟
أهديه لوالدتي أولًا، ثم لكل الجماهير ورجالات النادي الذين لم يبخلوا بأي شيء حتى يتحول هذا الحلم إلى واقع.