استمرَّ في تحقيق إنجازاته الشخصية بالصعود للمرة السادسة إلى الدرجات الأعلى، لاعبًا ومدربًا، في مختلف الفئات السنية، حتى أسهم في حصول فريقه الخليج على درع دوري “يلو” لأندية الدرجة الأولى والتأهل إلى دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين. وهذه المرة الثالثة التي يصعد فيها الخليج إلى “المحترفين” تحت إشرافه مدربًا. السعودي خالد المرزوق، مدرب فريق الخليج الأول لكرة القدم، في حواره مع “الرياضية” كشف عن الخطة السرية التي أعادت الفريق إلى دوري الكبار، كما وجَّه رسالة إلى جمهور الخليج.
01
بداية، نبارك لكم بالصعود إلى دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، كيف تصف الإنجاز؟
أبارك للجميع في سيهات، وكل محبي نادي الخليج في كافة أرجاء الوطن العربي بصعود الفريق إلى دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين.
02
هل خاطرت باسمك بقبول مهمة تدريب الفريق في المنعطف الأخير من الدوري؟
ليست مخاطرةً، بل تلبية لنداء الواجب، ووفاء مني للنادي، الذي أعدُّه بيتي الأول، كما أنني واثق من نفسي وقدراتي، والحمد لله.
03
ما المخاطر التي كنت تخشاها قبل الموافقة على المهمة؟
للأمانة، فكَّرت كثيرًا في وضع الفريق قبل أن أقبل المهمة، إذ كان يحتل المركز الأول، لكنه مقبلٌ على مباريات صعبة، إضافة إلى اقتراب الفرق المنافسة على الصعود منه كثيرًا، ما يعني أن أي خسارة ستُدخِله في حسابات معقدة، ومع ذلك وافقت على تحمُّل المسؤولية، والحمد لله أدَّيتها بنجاح.
04
ما أصعـب مباراة لعبها الفريق تحت إشرافك؟

جميع المباريات التي أشرفت فيها على الفريق كانت صعبةً فقد واجهنا منافسين مباشرين لنا على الصعود، وفرقًا تهرب من شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية، وبالمجمل كل مباريات دوري الدرجة الأولى صعبة.
05
كيف وجدت تقبُّل اللاعبين المحترفين لك بعد تسلُّمك تدريب الفريق؟
وجدت قبولًا كبيرًا أفضل مما توقَّعت. العلاقة بيننا اتَّسمت بالاحترام المتبادل، والثقة، واللاعبون الكبار كان لهم دورٌ كبير في هذا الإنسجام.
06
ما أبرز التغييرات التي أحدثتها في الفريق؟
أحدثت تغييرات طفيفة جدًّا، نظرًا لضيق الوقت وحساسية الموقف، وركزت كثيرًا على الجانب النفسي، والتحضير الذهني، وشدَّدت على أهمية الانضباط التكتيكي، والتوازن بين الشقين الدفاعي والهجومي.
07
هل كان هدفك الصعود، أم تحقيق لقب الدوري؟
الصعود كان هدفي الأساسي، وهدف النادي قبل بداية الموسم، ولا أخفيكم سرًّا، لم نبحث عن المستوى في تلك الفترة، بل ركزنا على جني النقاط أكثر، كما حدث في مباراة الساحل، حيث بحثنا عن النقاط، وحصلنا عليها بتكتيك خاص.
08
هناك مَن يقول إنك قدت الفريق في أربع مباريات فقط، لذا لا يمكن نسبُ إنجاز الصعود لك، بماذا ترد؟
كنت موجودًا مع الخليج منذ بداية الموسم، وتحديدًا منذ أول تدريب، حيث كانت مهمتي وقتها الإشراف فنيًّا على الفريق، إلى جانب عضويتي في اللجنة الفنية ولجنة كرة القدم، لذا أقولها بأعلى صوت: لقد قَدِمتُ إلى الفريق لإكمال ما بدأه المدربان السابقان، وعملنا بوصفنا أسرةً واحدة مع الجهاز الفني والإداري، واقتضت المصلحة العامة في تلك الفترة إقالة المدرب، وأعدُّ ذلك قرارًا جريئًا من قِبل الإدارة، وعندما ما تكليفي بالمهمة، قبلتها بشجاعة.
09
قلت إنك قَبِلت المهمة بشجاعة، ماذا تعني بذلك؟
قَبِلت المهمة بشجاعة، لأنني كنت أعرف كل مَن حولي، ووجودهم معي منحني قوةً أكبر. بعد هذا العمر، وكل هذه الأعوام من العمل الرياضي، إذا لم أمتلك الشجاعة الآن فمتى سأمتلكها، وللعلم، أكثر القرارات كنا نتخذها بالإجماع في الجهازين الفني والإداري.
10
مجموعةٌ شابة ومتحمِّسة أشرفت على الخليج، ما سر هذه التركيبة؟
قبل تكليفي بالمهمة، كانت هناك لجنة وهيئة تشرف على الفريق، وأظن أن الرئيس والمشرف هما اللذان اختارا هذه المجموعة، ولا أخفيكم سرًّا، رفضت في البداية الانضمام، لكن محمود المطرود أصرَّ على قبولي ذلك، وأبدى تفاؤله بنجاحي، والحمد لله، بعد موافقتي وجدت ثقةً واحترامًا كبيرَين، أسهما في بلوغنا هذا الإنجاز.
11
ما أكثر أمر أثَّر فيك خلال تلك الفترة؟
“وردةٌ على قبر والدتي أم جمال”. كانت والدتي في أيامها الأخيرة، وهي ترقد في المستشفى على فراش الموت، تتصل بي دائمًا، وتقول لي: هل فزتم؟ وفي إحدى المرات كذبت عليها، وقلت إننا تعادلنا على الرغم من خسارتنا خوفًا مني على مشاعرها، فوالدتي كانت الداعم الأول لي، وتتابع كل مبارياتي مع الخليج.
12
ما رسالتك لجمهور الخليج؟
جمهورنا رسم لوحةً رائعة، أبهر بها جميع الفنانين، ومهما قلت عن مشجعي وعشاق “الدانة” لن أوفيهم حقهم. نحن نفتخر بجمهورنا، وأوقول لهم: أشكركم على إعادتكم الهيبة لمدرجات الخليج.
13
كلمة أخيرة، ماذا تقول فيها؟
أقول لإدارة النادي الشابة: لقد كفَّيتم ووفَّيتم، وبارك الله بكم. وأقول للجهاز الفني والإداري والطبي والمركز الإعلامي ولجان هيئة كرة القدم واللجنة المشرفة على الفريق: شكرًا لكم جميعًا. كذلك أشكر أعضاء الشرف، خاصةً أبناء الحاج عبد الله المطرود، والمهندس عبد الله السيهاتي، وكل اللاعبين الأبطال. لقد عشنا معكم عامًا طويلًا جدًّا، وكنتم خير رجال، وخير مَن يرتدي شعار الخليج.